أعلن “الدفاع المدني السوري” أن عملياته في سوريا بدأت تأخذ مسار البحث والانتشال، بعدما صارت فرص العالقين تحت الأنقاض بالبقاء على قيد الحياة نادرة جدًا، مع مرور 108 ساعة على الزلزال.
وقال مدير منظمة “الدفاع المدني” (الخوذ البيضاء)، رائد الصالح، خلال مؤتمر صحفي اليوم، الجمعة 10 من شباط، إن المنظمة ستستمر بعمليات البحث ولن نتوقف لإنقاذ من بقي تحت الأنقاض، بالإضافة إلى عملها على تسليم جثامين الضحايا إلى ذويهم.
الأمم المتحدة مسؤولة
حمّل الصالح مسؤولية تأخر وصول المساعدات للأمم المتحدة، لافتًا إلى أنه طالب المندوب الأمريكي في مجلس الأمن فتح تحقيق للتحقيق بأسباب تقصير الأمم المتحدة بإيصال المساعدات إلى الشمال السوري.
وقال الصالح إن فرق البحث والإنقاذ كانت تسابق الزمن لإنقاذ الضحايا العالقين تحت الأنقاض، مؤكدًا أن نقص المعدات الفعالة كان سببًا كبيرًا في العجز عن إنقاذ الكثيرين.
وناشد “الدفاع المدني” مرارًا منذ حدوث الزلزال لتأمين المعدات الثقيلة والمحروقات اللازمة لتشغيلها لإنقاذ المدنيين العالقين تحت الأنقاض، لكنّ تلك المعدات لم تصل حتى لحظة نشر هذا التقرير.
وأكد الصالح أن وصول المعدات في الوقت الراهن لن يؤثر، فعمليات الإنقاذ صارت شبه معدومة ونادرة.
وعانى “الدفاع المدني” خلال عمله من تقليص حجم المساعدات خلال الأشهر الماضية، ما أجبره على التقنين بالعمل وأسفر عن ضعف بالآليات الموجودة لديه.
من جهتها، قالت عضو مجلس إدارة في “الدفاع المدني”، ندى الراشد، لعنب بلدي، إن الاستجابة السريعة لمناشدات المنظمة وإمدادها بالمعدات كان يمكن أن تسهم بتقليص عدد الضحايا.
وحول دور الفرق النسائية بالعمل، قالت الراشد، إن تلك الفرق كانت بالخط الثاني، إذ عملت على إسعاف المصابات وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لهن.
وستتركز المساعدات المتوقع وصولها لـ”الدفاع المدني” خلال الساعات المقبلة على عملية انتشال الجثث وإزالة الأنقاض والمباني الآيلة للسقوط.
ورغم استمرار عمليات الإنقاذ من قبل فرق “الدفاع المدني” في مختلف مناطق شمال غربي سوريا، أسفر تأخر عمليات الإنقاذ جراء محدودية الإمكانيات وعجز المنظمة عن تأمين المعدات الثقيلة التي تغطي الحاجة، بتزايد أعداد الوفيات تحت الأنقاض، وفق ما قاله الصالح.
وحول التبرعات الفردية وأثرها على عمل “الدفاع المدني” خلال الأيام الماضية، قال الصالح إن تلك التبرعات كانت المحور الأساسي والعامل الرئيسي في استمرار عمليات المنظمة.
وأسهمت تلك التبرعات باستمرار عمل فرق البحث والإنقاذ، وفق ما قاله الصالح، موضحًا أن التبرعات كانت سريعة ومرنة.
وستتركز أعمال “الخوذ البيضاء” في المرحلة المقبلة على اتخاذ جميع الإجراءات المتعلقة بأنشطة “التعافي المبكر” وإعادة تأهيل المباني المتضررة في المنطقة إلى جانب العمل على توفير الخدمات، وفق ما قاله الصالح، مشيرًا إلى أن عمليات البحث ستنتهي خلال 48 ساعة المقبلة.
كما ستعمل المنظمة على اتخاذ الإجراءات الوقائية لتحصين المباني المعرضة للانهيار أو تحييد خطرها، ودعم بقية المؤسسات.
الكارثة لم تنته
في أحدث إحصائية صادرة عن “الدفاع المدني” بلغ عدد ضحايا الزلزال 2166 حالة وفاة، بينما تخطى عدد الإصابات 2950 جريحًا، والعدد في ارتفاع مستمر.
بينما ارتفع عدد الأبنية المنهارة بشكل كلي إلى 418 بناء، وبلغ عدد الأبنية المنهارة جزئيًا أكثر من 1300، إلى جانب آلاف المباني المتصدعة في شمال غربي.
وبحسب أحدث إحصائية لأضرار الزلزال في مناطق سيطرة النظام، بلغ عدد الوفيات 1347 حالة وفاة 2295 إصابة، في حصيلة غير نهائية، وفق وزير الصحة، حسن محمد الغباش، أمس الخميس.