أنشأ عدد من الشباب السوريين مجموعات في تطبيق المحادثة “واتساب”، لمساعدة الأهالي في العثور على المفقودين في مناطق الزلزال ضمن المناطق التي تعرضت للأضرار في الولايات التركية، وطلب المساعدة لإخراج العائلات من تحت الأنقاض.
تهدف المجموعات إلى مساعدة أهالي المفقودين في العثور على الأشخاص الذين قطع التواصل معهم، عبر جمع البيانات ومشاركتها مع فرق البحث والإغاثة العاملة على الأرض.
فرصة العثور
مع انتهاء اليوم الخامس بعد الزلزال، بات الخوف يسيطر على ذوي المفقودين، وبدأ الأمل يتلاشى بشأن وجود فرصة نجاة لذويهم، محاولين إيجاد طريقة تكون سببًا لإخراجهم من تحت الأنقاض، مستخدمين كل الفرص الممكنة لاستدلال فرق الإنقاذ على المفقودين، لعلهم يستطيعوا إنقاذهم أحياء.
ويرسل الأعضاء المنضمون إلى هذه المجموعات معلومات الأشخاص من أسماء وعنوان المنزل، الذين كانوا يقيمون فيه، مع إرفاق صورهم لسهولة التعرف عليهم، أو قد رآهم أحد سابقًا أثناء عمليات البحث والإنقاذ.
وساعدت هذه المجموعات في إرسال مساعدة عبر مجموعات فردية من الشبان المتطوعين، وإخبار فرق الإنقاذ عن وجود عائلات تحت الأنقاض، كما استطاع بعض الأشخاص إيجاد من فقدوهم، عبر قوائم أرسلت إلى المجموعات، تضم كلًا من أسماء الناجين من المناطق المتضررة، وحالتهم الصحية ومكان تواجدهم.
وتوجد لكل ولاية مجموعات خاصة بها، منها تحمل اسم “تواصل أورفا مفقودين”، و”تواصل عنتاب مفقودين”، و”فقط مفقودي أنطاكيا”، وغيرها من المجموعات، بالإضافة إلى مجموعات تخص المساعدات الإنسانية المقدمة في الزلزال ومفقودي الزلزال عامة.
مشرف مجموعة “مفقودي الزلزال” علاء الدين الحلبي، قال لعنب بلدي إن بعض الأشخاص تعرّفوا إلى عائلاتهم في المستشفيات عبر مجموعات “واتساب”، ولكنها بنسبة قليلة مقارنة بالأرقام، وذلك بسبب استغراق الوقت الطويل في استخراج العالقين تحت الأنقاض وبطء عمليات البحث.
وأكد الحلبي، أن تجاوب فرق الإنقاذ عند استدعائهم إلى أماكن الأشخاص العالقين، يستمر لفترات طويلة، للوصول إلى المنطقة وبدء عمليات البحث.
إنقاذ آخر
ولقي عدد كبير من السوريين المتواجدين في تركيا حتفهم، جراء الزلزال الذي تضررت إثره عشر ولايات تركية، ومركزه مدينة كهرمان مرعش، في حين بقي مصير عائلات سورية كثيرة مجهولًا، فيما يحاول البعض إرسال مساعدة إلى عائلات بقيت تحت الأنقاض بعد أكثر من 100 ساعة، جراء الزلزال.
ولا تقتصر المساعدة في المجموعات على فرصة العثور على المفقودين، بل تعد فرصة للنجاة من المناطق المتضررة، إذ يرسل الأعضاء أرقامًا لأصحاب تكاسي وسيارات خاصة تطوع أصحابها لنقل المتضررين من الزلزال مجانًا من الولايات المتضررة إلى ولايات أكثر أمانًا، ومنها مقابل مبالغ مالية.
بالإضافة إلى ذلك، توجد مجموعات خاصة بتقديم المساعدة للأشخاص المتضررين، الذين ما زالوا في الشوارع في هذا البرد دون مأوى وطعام.
إذ يرسل الأشخاص مكان وجودهم واحتياجاتهم، ويتوجه من لديه القدرة على تأمينها إلى المنطقة أو بطلب من الفرق التي قامت بحملات جمع التبرعات التوجه إلى العائلات لتقديم المساعدة لهم.
اقرأ أيضًا: هذا الفيديو ليس لإعادة ضحايا الزلزال السوريين من تركيا