السياسية تطغى على الزلزال في بيانات وزارة الصحة السورية
تراجع على مدار اليومين الماضيين مستوى تحديث الأرقام والبيانات التي تقدّمها وزارة الصحة في حكومة النظام لأعداد ضحايا الزلزال، مقابل حضور أخبار ذات طابع سياسي عبر معرفات الوزارة.
وفي الوقت الذي تتأخر به تحديثات الأرقام للخسائر البشرية المتصاعدة، إلى حد مرور يوم كامل دون تحديث في أعداد الوفيات والإصابات، تسجل أخبار الاتصالات التي يجريها رئيس النظام، بشار الأسد، وبرقيات التعزية التي يتلقاها حضورها على صفحات الوزارة.
عنب بلدي رصدت تراجع تحديث الوزارة لأرقام الوفيات منذ اليوم الأول الذي قدّمت به الوزارة خمسة تحديثات على الرقم الأولي بإعلانها وفاة 42 شخصًا، ثم 12 تحديثًا في اليوم الثاني، وصولًا إلى 812 حالة وفاة.
سياسة في وزارة الصحة
وفي 8 من شباط، قدّمت الوزارة تحديثين فقط للإحصائية، رفعت بموجبهما عدد الوفيات إلى 1250 شخصًا، ثم 1262 شخصًا، وفق تصريحات وزير الصحة في حكومة النظام، حسين الغباش.
ونقلت الوزارة خبر الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الأسد من الملك الأردني، ثم بيان وزارة الخارجية الذي استبعد إدلب من المناطق المتضررة، بحديثه عن اللاذقية وحلب وحماة وطرطوس فقط، والاتصال الهاتفي بين الأسد والرئيس الأرميني، وصولًا إلى رسائل التضامن التي تلقاها الأسد من رؤساء دول بعيدة عن الملف السوري.
وفي 9 من شباط، قدمت الوزارة أرقامت رفعت عدد الوفيات إلى 1347 حالة وفاة، و2295 حالة إصابة.
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي لنحو 53 دقيقة، عقده وزير الصحة، حسين الغباش، مساء أمس الخميس، بحضور وسائل إعلام غلب عليها المحلي، إلى جانب بعض وسائل الإعلام الأردنية، واللبنانية التابعة لـ”محور المقاومة”.
ونقلت الوزارة في اليوم نفسه خبر استقبال الأسد لوزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عبد الله بو حبيب.
ولم يقدّم الغباش في مؤتمره الصحفي، إحصائيات مفصّلة حول أعداد الوفيات والإصابات على مستوى المحافظات.
وتضع الإحصائيات المنفصلة اللاذقية في صدارة المحافظات المتضررة على مستوى الوفيات، بتسجيلها 506 حالات وفاة، حتى أمس الخميس، في إحصائية غير نهائية تبعها الإعلان عن انتشال جثث ثمانية أشخاص من حي الرمل الجنوبي التابع للمحافظة.
كما تحل محافظة حلب في المرتبة الثانية بالوفيات بعد اللاذقية، بتسجيلها 415 حالة وفاة، لكنها الأولى في عدد الإصابات بـ1050 إصابة، وفق تصريحات وزير الصحة، حسين الغباش، الأربعاء الماضي.
ولم يصدر أي إحصاء أو تحديث في عدد الوفيات ضمن مناطق سيطرة النظام منذ مساء الخميس، وحتى إعداد هذه المادة، لكن الوزارة غطّت في الوقت نفسه، زيارة الأسد التي أجراها اليوم إلى مدينة حلب، نقلًا عن “رئاسة الجمهورية”.
وفي شمال غربي سوريا، أحصت فرق “الدفاع المدني السوري” وفاة 2037 شخصًا وإصابة 2950 آخرين، في ظل نقص حاد في الإمكانات والمعدات اللازمة للتعامل مع كارثة بهذا الحجم، بالترافق مع تأخر دخول المساعدات الأممية، التي بدأت اليوم عبر معبر “باب الهوى” البري الحدودي مع تركيا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :