أعلن النظام السوري عن إعادة فتح السفارة السورية في تونس وتعيين سفير فيها، بعد قرار الرئيس التونسي، قيس سعيد، تعيين سفير لبلاده في دمشق.
وجاء في بيان مشترك مع الحكومة التونسية، نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) اليوم، الأربعاء 12 من نيسان، أنه “تجاوبًا مع مبادرة الرئيس التونسي”، أعلنت حكومة النظام عن “موافقتها الفورية” على هذا التعيين، وقررت إعادة فتح السفارة السورية بتونس، وتعيين سفير في الفترة القليلة المقبلة.
ولم يعلن البيان عن أسماء السفراء لدى البلدين، لكن مصدرًا دبلوماسيًا تونسيًا أفاد لقناة “الشرق” الإخبارية، أن الخارجية التونسية كلّفت محمد المهذبي بمهام سفير البلاد في سوريا، وهو ما ذكرته أيضًا اليوم صحيفة “الوطن” المقربة من حكومة النظام، على أن يكون الإعلان الرسمي عن تعيينه خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأشار البيان المقتضب إلى أنه من أجل إعادة العلاقات بين الجانبين إلى مسارها الطبيعي، ستستمر المحادثات والتنسيق بين وزيري الخارجية في البلدين.
ونقلت “الوطن” عن مصادر دبلوماسية عربية لم تسمِّها، أن وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، سيزور تونس الأسبوع المقبل خلال جولة عربية تتضمن الجزائر، حيث يمكن الإعلان خلال الزيارة عن إعادة فتح السفارة السورية في العاصمة التونسية بشكل رسمي.
وكان سعيد أعطى تعليماته لوزير الخارجية التونسية، نبيل عمار، في 3 من نيسان الحالي، بالشروع بإجراءات تعيين سفير تونس بدمشق، في حين صرح الرئيس التونسي، في 11 من آذار الماضي، أنه “لا مبرر لعدم وجود سفير تونسي لدى دمشق، وسفير للأخيرة لدى بلاده”.
“شأن داخلي”
منذ 9 من شباط الماضي، قرر سعيد رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي التونسي في دمشق، مشيرًا إلى أن قضية النظام السوري “شأن داخلي يهم السوريين بمفردهم”.
وفي بيان نشرته الرئاسة التونسية، برر سعيد هذا القرار، خلال لقائه وزير الخارجية التونسي، بأن رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي التونسي في دمشق “يُعتمد لدى الدولة وليس لدى النظام”.
وتزامن تعيين وزير الخارجية التونسي، نبيل عمار، مع حدوث كارثة الزلزال في سوريا في 6 من شباط الماضي، حين بدأ مهامه باتصال جمعه بنظيره بالمقداد، نقل خلاله تعازي سعيد، وأكد بحسب البيان الذي نشرته الخارجية التونسية، استعداد بلاده لـ”تعزيز تمثيلها الدبلوماسي بدمشق بما يستجيب للمصالح المشتركة للبلدين”.
وفي 6 من تموز 2022، التقى سعيد مع المقداد، على هامش احتفال الجزائر في الذكرى الـ60 لاستقلالها، وقال حينها، “إن الإنجازات التي حققتها سوريا، وكذلك الخطوات التي حققها الشعب التونسي ضد قوى الظلام والتخلّف، تتكامل مع بعضها لتحقيق الأهداف المشتركة للشعبين الشقيقين في سوريا وتونس”.
في تموز من عام 2021، أجرى الرئيس التونسي، قيس سعيد، إقالات في الحكومة، وجمّد العمل في البرلمان.
وأبدت خارجية النظام حينها دعمها لسعيد بقبولها، “سوريا تشدد على أحقية الشعوب في تقرير مصيرها، والدولة الشرعية في تونس والشعب التونسي قادران على الانطلاق إلى مستقبل يقرره التونسيون أنفسهم”، واعتبرت أن ما حصل في تونس هو في “إطار الدستور الذي صوّت عليه الشعب التونسي”.
وقطعت تونس العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري قبل أكثر من عشر سنوات، احتجاجًا على قمع النظام الاحتجاجات المناهضة له.
وفي شباط 2012، أعلن الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي، في بيان، طرد السفير السوري آنذاك، وسحب أي اعتراف بالنظام، وفي عام 2017، أعادت تونس بعثة دبلوماسية محدودة، وفي نهاية 2018، استؤنفت حركة الطيران بين البلدين.
–