إقالة رئيس اللجنة الأمنية بعد 25 تفجيرًا في أحياء الموالين

  • 2016/01/31
  • 4:41 ص

جودي عرش – حمص

شهدت أحياء حمص الموالية للنظام الأسبوع الماضي تفجيرين عنيفين أولهما كان في منطقة وادي الذهب والثاني في منطقة الزهراء، ذات الغالبية العلوية، وزاد عدد القتلى والجرحى الذين قضوا نتيجة التفجيرات من غضب الموالين، بسبب عدم قدرة “الحكومة السورية” على حمايتهم، حسب قولهم.

وفي هذه الأثناء، شهد الريف الشمالي لمدينة حمص تصعيدًا عنيفًا راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى، فيما صرح ناشطون أن الطيران الروسي شن عدة غارات استهدفت بلدات كفرلاها في الحولة، والجبهة الغربية لمدينتي تلبيسة والرستن، إضافة إلى بلدتي الغنطو وغرناطة.

أحداث داخل الأحياء الموالية

أربعة انفجارات ضربت الأحياء الموالية منذ بداية العام، كان أولها في 22 كانون الثاني الجاري، عبر انفجار عبوتين ناسفتين في حي وادي الذهب، سببت إحداهما أضرارًا مادية، وأوقعت الأخرى 15 جريحًا بينهم ضابط برتبة عقيد، بحسب الإعلام الرسمي، وصفحات موالية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبات الخوف الواضح يجتاح قلوب الموالين، حسب تصريحاتهم على إحدى الصفحات الموالية، والتي امتازت بغضب كبير انصب على قيادات الأفرع الأمنية واللجنة الأمنية المسؤولة عن عدة حواجز تحيط بالأحياء الموالية، فكتب أحدهم “لنسكن على الجبهات بين خطوط التماس الأولى، إنها أشد أمنًا من أحيائنا طالما أن حكومة حمص ماتزال مستمرة في حكمها الفاسد”.

في 26 كانون الثاني الجاري، هز حي الزهراء الموالي انفجار آخر، سببه سيارة مفخخة يقودها انتحاري بالقرب من أحد حواجز النظام، أوقع 34 قتيلًا و50 جريحًا بينهم العقيد مصطفى شيخو.

واعترف محافظ حمص طلال البرازي بمقتل الضابط وقال لوكالة “سانا”، “إن التفجيران استهدفا نقطة تفتيش تابعة للحكومة، ووقعت عدة إصابات بين عناصر النقطة”.

فيما شككت إحدى الصفحات الموالية بتصريح المحافظ عبر أحد منشوراتها، “إن عناصر النقطة لم يكونوا موجودين قبيل موعد التفجير”، واتهموا الحكومة السورية  بالتواطؤ والخيانة، فيما عقّب الموالون على انفجار العبوة الناسفة في حي الحمراء ذي الغالبية السنية والذي اقتصر على أضرار مادية، بتعليقات طائفية بحتة حرضت على قتل المواطنين السنة في المدينة.

إقالة لشخصيات أمنية وعسكرية

وجرى تشييع قتلى التفجيرين في “مقبرة الفردوس” في حمص بحضور محافظ المدينة طلال البرازي، وعدد من رؤساء الأفرع الأمنية، وذلك تزامنًا مع قيام بعض الموالين باعتصامات عبر قطع الطرقات وإشعال الإطارات ومطالبات انحصرت بإقالة محافظ حمص واللجنة الأمنية.

وأفاد ناشطون، بأن الحكومة التابعة للنظام استجابت لمطالب المتظاهرين، وتجلى ذلك بإقالة رئيس اللجنة الأمنية لؤي المعلا، و تعيين اللواء جمال سليمان خلفاً له، كما تم تعيين العميد زيد صالح نائبًا لقائد الحرس الجمهوري، إضافةً إلى تعيين اللواء أوس أصلان، قائدًا للفيلق الثاني في الجيش النظامي.

واعتبر الناشط محمد الحمصي، أن هذه التغييرات مؤشر واضح على انهيار النظام “المرتقب” خصوصًا بعد موجة الاحتجاجات “الواسعة” من قبل الموالين، وقال لعنب بلدي “هذا النظام الديكتاتوري لا يحكم سوى بالنار والحديد، وهذا مؤشر سلبي جدًا ويدل على ضعف واضح بالقبضة الأمنية والسياسية، خصوصًا أن هذه التغييرات جاءت تلبية لمطالب الشارع الغاضب”.

وأضاف الحمصي “أن الباب الذي فتحه النظام لا يمكن إغلاقه، خصوصًا أن الموالين سيتخذون من الاعتصامات سبيلًا لإيصال مطالبهم الغاضبة، وهذا سيؤدي في آخر المطاف لانفجار شعبي لن يقاومه النظام سوى بالأسلوب الذي قاوم فيه الحراك الثوري ومطالبه المشروعة وهو القمع والرصاص، وهذه هي الجرثومة التي ستفتك بالملك ورعيته”.

وتعرضت الأحياء الموالية في حمص لما يقارب الـ52 تفجيرًا، منذ تولي محافظ المدينة طلال البرازي منصبه في 2014.

“مجازر” في الريف الشمالي و “الحر” يرد

تصعيد عنيف طال مدن الريف الشمالي في 27 كانون الثاني الجاري، حيث استهدفت الطائرات الروسية بلدات حربنفسه و أم شرشوح و ديرفول و كفرلاها في الحولة.

وألقت الطائرات الروسية قنابل عنقودية، حسب الناشط الإعلامي أنور أبو الوليد، الذي قال لعنب بلدي إن منطقة كفرلاها تعرضت لاستهداف طيران الاحتلال الروسي، “فقام بإلقاء حواضن تحتوي على قنابل عنقودية محرمة دوليًا، ما أدى إلى مجزرة وسقوط خمسة شهداء بينهم طفلان و55 جريحًا”.

شهداء وجرحى أيضًا سقطوا في استهداف الطيران الحربي الروسي لباقي مناطق الريف الشمالي، كالجبهة الغربية لمدينتي الرستن وتلبيسة والسعن الأسود والقنيطرات وتيرمعلة والفرحانية، وأضاف أبو الوليد “استهدف الطيران الحربي والروسي باقي مناطق الريف الشمالي بالصواريخ الفراغية والعنقودية، ما أسفر عن وقوع عدد من الشهداء وعشرات الجرحى، فيما قدرت نسبة الدمار التي طالت المباني السكنية بـ”الهائلة جدًا” بسبب استهداف الطيران الحربي مناطق مدنية كاملة.

“مجزرة” أخرى وقعت في بلدة الغنطو، 28 كانون الثاني الجاري، لفت إليها الحمصي وذلك عبر غارة استهدفت مدرسة، ما أودى بحياة 11 شهيداً بينهم ست نساء، وثلاثة أطفال.

المعارضة المسلحة ترد

وقال قائد وحدة المدفعية في كتائب الهدى الإسلامية، رفض الكشف عن اسمه، لعنب بلدي “لم يسبق أن بادرنا بقصف الأحياء الموالية التي تعتبر مأهولة بالشبيحة وعناصر الدفاع الوطني، لكن السبب الرئيسي الذي يقودنا إلى ذلك هو استهداف المدنيين العزل بغارات الطيران والصواريخ ذات القدرة عالية التدمير من قبل قوات النظام، ووقوع العديد من المجازر المؤلمة التي لا يمكننا أبدًا غض البصر عنها”.

وتمتلك كتائب الهدى في الريف الشمالي عدة أنواع من الصواريخ، ويعتبر أهمها، غراد 40، وغراد 20، إضافة الى صواريخ سنورا وصواريخ 107 الكورية ويعتمد اختيار نوع الصاروخ المراد إطلاقه حسب مدى الهدف والقوة اللازمة للتدمير.

ويأتي هذا التصعيد في وقت يستعد فيه الفرقاء السوريون وداعموهم الدوليون إلى محادثات جنيف 3 من أجل التفاوض لإيجاد حل للأزمة السورية، وبعد أن قررت الهيئة العليا للمفاوضات المشاركة في المحادثات عقب تلقيها ضمانات عربية ودولية حول تحقيق مطالبها الإنسانية والتي نص عليها قرار مجلس الأمن 2254.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا