تتصدر اللاذقية المحافظات المتضررة في مناطق سيطرة النظام على مستوى الخسائر البشرية جراء الزلزال الذي ضرب ولاية كهرمان مرعش التركية، ملقيًا بتأثيره على مناطق متفرقة من سوريا.
وحتى أحدث إحصائية لوزارة الصحة في حكومة النظام صدرت أمس الأربعاء، سجّلت اللاذقية 506 حالات وفاة و792 حالة إصابة، كما بلغ عدد الأبنية المدمرة فيها 102 بناء، وفق ما نقلته الوكالة السورية للأنباء (سانا).
ومنذ حدوث الزلزال، فجر الاثنين الماضي، فقد الكثيرون من أبناء المحافظة منازلهم التي تدمرت بالكامل أو جزئيًا، أو تعرضت لشروخ وتشققات تجعلها غير آمنة للسكن في وضعها الحالي.
أحمد، اسم مستعار لشاب يعمل في فرق الإنقاذ في المحافظة (تحفّظ على ذكر اسمه لمخاوف أمنية)، أوضح لعنب بلدي أن بعض الناجين يفترشون الحدائق حرصًا على تدفق أكبر للمساعدات من قبل من وصفهم بـ”فاعلي الخير”.
كما أن قسمًا من الناجين الذين لا يستطيعون العودة لمنازلهم يتجمعون في مساجد أو مراكز إيواء جرى افتتاحها لهذا الغرض، ويوزع فيها الطعام والشراب ومستلزمات النوم وملابس، إلى جانب المبادرات الفردية، كتقديم وجبات الأطعمة والخبز والخضار.
ويعتبر حي اسطامو، ومدينة جبلة التي سجلت 283 حالة وفاة و173 إصابة، من أكثر المناطق تضررًا في اللاذقية، إلى جانب الرمل الجنوبي “الرمل الفلسطيني”، الذي انهار فيه 15 مبنى بالكامل، وتتواصل فيه عمليات البحث والإنقاذ منذ أكثر من 48 ساعة، بمشاركة عناصر من “الدفاع المدني اللبناني”.
كما جرى اليوم الخميس، انتشال جثامين ثمانية أشخاص من أحد المباني المكونة من 30 شقة موزعة على سبعة طوابق في المنطقة التي تغض بالعشوائيات، وسط توقعات بوجود ما لا يقل عن 30 شخصًا آخرين تحت الأنقاض، مع إفراغ المباني الآيلة للسقوط من قاطنيها، وفق ما نقلته “الإخبارية السورية”.
ومنذ اليوم الأول للزلزال، دعت غرفة زراعة اللاذقية الفعاليات الاقتصادية الزراعية بالمحافظة إلى المساهمة في تخفيف أثر الكارثة، سواء عبر إرسال آليات رفع الأنقاض إلى الأماكن المتضررة أو تقديم المساعدات الطبية.
الحصيلة في تصاعد
ووفق أحدث بيانات وزارة الصحة في حكومة النظام، الصادرة أمس الأربعاء، بلغ العدد الإجمالي للوفيات في حلب واللاذقية وحماة وطرطوس 1262 حالة وفاة، و2285 إصابة.
وتحل محافظة حلب في المرتبة الثانية من حيث الوفيات بعد اللاذقية، بتسجيلها 415 حالة وفاة، لكنها الأولى في عدد الإصابات بـ1050 إصابة، وفق تصريحات وزير الصحة، حسين الغباش، أمس الأربعاء.
كما سجلت فرق “الدفاع المدني السوري” في شمال غربي سوريا، 1930 حالة وفاة، وأكثر من 2950 إصابة، جراء الزلزال، في ظل نقص حاد في الإمكانات والمعدات اللازمة للتعامل مع كارثة بهذا الحجم.
وتقدم عدة دول مساعدات إنسانية تستلمها حكومة النظام السوري، بينما دخلت اليوم للمرة الأولى، قافلة مساعدات أممية مجدولة مسبقًا، ولا علاقة لها بالاحتياجات التي تطالب بها المنظمات الإنسانية في المنطقة.
وفي الساعات الأولى من يوم الاثنين الماضي، ضرب زلزال مدمر ولاية كهرمان مرعش جنوبي تركيا، بشدّة 7.7 درجات، واستمر نحو 30 ثانية، على عمق سبعة كيلومترات، وتبعه زلزال آخر في ظهيرة اليوم نفسه، وفي المنطقة ذاتها، بشدّة 7.6 درجات.
وتسبب الزلزال حتى إعداد المادة بوفاة 16170 شخصًا، وإصابة 64194 شخصًا، ضمن عشر ولايات كهرمان مرعش، وغازي عننتاب، وهاتاي، وأضنة، وكلس، وأديامان، وديار بكر، وشانلي أورفا، وعثمانية.