عبد الحكيم، كرم، شام، ثلاثة أطفال أنقذتهم فرق “الدفاع المدني السوري” من تحت الأنقاض في بلدة أرمناز بريف إدلب الغربي، أوصلوا إلى العالم رسالة أمل، راسمين البسمة على وجوه أنهكها التعب والترقب.
الأطفال الثلاثة وعشرات آخرون جرى إنقاذهم، وعشرات الضحايا جرى انتشالهم، وسط استمرار عمليات الإنقاذ لعالقين تحت الأنقاض في البلدة، مع مناشدات لفرق “الدفاع المدني” والفرق التطوعية والأهالي بضرورة تأمين معدّات والإسراع في إنقاذ الضحايا العالقين.
أرواح تحت الأنقاض
ظهر الأطفال الثلاثة عبر تسجيلات مصورة خلال عمليات إنقاذهم من تحت الركام في أرمناز خلال فترات متفاوتة، بعد مرور أكثر من 80 ساعة على حدوث زلزال عرّض مناطق في سوريا وتركيا لأضرار “كبيرة”.
في اليوم الأول على حدوث الزلزال، في 6 من شباط الحالي، جرى إنقاذ الطفل عبد الحكيم والطفل كرم، وسط تكبيرات للأهالي والمتطوعين.
وكتب “الدفاع المدني” عبر “فيس بوك”، “المعجزات تتكرر والتكبيرات تعانق السماء من جديد، لحظات يملؤها الفرح بإنقاذ الطفل كرم من بين أنقاض”.
وأنقذ متطوعو “الدفاع المدني” في اليوم الثاني، الطفلة شام التي غنّت للعالم “لحن الحياة” وقرأت القرآن من تحت أنقاض منزلها في البلدة.
ونشر “الدفاع المدني” تسجيلات مصورة وصورًا لعمليات الإنقاذ، وحجم الدمار “الهائل” في أرمناز، وذكر أن هناك قلوبًا تنتظر أملًا من تحت الركام.
وأفاد مراسل عنب بلدي في إدلب أن عشرات الأبنية تعرضت لانهيار بشكل كامل، والعشرات تعرضت لانهيار بشكل جزئي بالإضافة إلى تصدّع العديد منها.
وتتوزع الأبنية المنهارة على أحياء متفرقة من البلدة، وحجم “الدمار” فيها “كبير” حالها كحال عديد المدن المتضررة.
وتوجهت عشرات العائلات في البلدة إلى الأراضي الزراعية، وبعضها إلى المخيمات القريبة، وبعضها لجأ إلى السيارات والشوارع، ومراكز الإيواء التي أقامتها منظمات عاملة في المنطقة، وجهات محلية.
وتقع بلدة أرمناز شمال غربي محافظة إدلب وتتبع إلى منطقة حارم، محاذية للحدود السورية التركية، وتبعد حوالي 30 كيلو مترًا عن مركز المحافظة، و350 كيلو مترًا عن العاصمة دمشق.
ولا توجد إحصائية دقيقة لضحايا البلدة، في حين أحصى “الدفاع المدني” وفاة أكثر من 1930 شخص وإصابة أكثر 2590 آخرين، شمال غربي سوريا، والعدد مرشح للارتفاع “بشكل كبير” بسبب وجود مئات العائلات تحت أنقاض الأبنية والمنازل المدمرة.
وبلغ عدد الأبنية المنهارة بشكل كامل418 بناء، والمنهارة جزئيًا أكثر من 1300، وتصدّعت آلاف المباني.
وكانت أحدث إحصائية لأضرار الزلزال في مناطق نفوذ النظام قبل 24 ساعة، على لسان وزير الصحة، حسن محمد الغباش، الذي أوضح أن عدد الوفيات ارتفع إلى 1262 حالة وفاة 2285 إصابة، في حصيلة غير نهائية.
ووصلت حصيلة ضحايا الزلزال في تركيا إلى 16 ألف و170 حالة وفاة، اليوم الخميس، وتتواصل الهزات الارتدادية منذ ثلاثة أيام، مسجلة أكثر من 1117 هزة متفاوتة الشدّة.
اقرأ أيضًا: قافلة أممية محدودة تدخل الشمال السوري رابع أيام الزلزال