على الرغم من إحكام الإطباق الأمني
أسبوع بعد أسبوع أيقن الثوار انه لا خلاص من نظامهم الفاسد سوى عزيمتهم الصلبة وهممهم العالية، إذ قاموا بتجربة كافة السبل في استعطاف الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية للوقوف معهم، ولكن دون فائدة
فقرر الثوار تسمية جمعتهم هذه «خذلنا المسلمون والعرب» بعد ما رأوه من تلاعب بالشعب وضحك على اللحى واجتماعات فاشلة لا تخدم سوى مصالحهم .
ففي صباح الجمعة دخلت أعداد كبيرة من ميليشيات جميل حسن المدينة وأغلقت بعض الشوارع وانتشروا بشكل هائل عند التربة وقاموا بإغلاق شارع الشهيد غياث مطر والطريق بالقرب من مدرسة الحكمة بعد زعمهم بوجود عبوة ناسفة! واستمروا بإغلاق تلك الطرق إلى أن اقترب موعد صلاه الجمعة حيث قاموا قبل موعد الصلاة بقليل بالتغلغل داخل المدينة، واعتلت القناصات أسطح الأبنية حيث شوهدت قناصة على بناء المالية الجديد وعلى بناء في شارع الشهيد غياث مطر وأخرى اعتلت البناء المقابل لمسجد الصادق الأمين، وتزامن ذلك مع نصب عدة حواجز طيارة لتقطيع أوصال المدينة أكثر فأكثر فنصب حاجز عند سكة القطار، وأخر عند مطعم السلطان وأخر عند التربة في وسط المدينة وحاجز عند مسجد التوبة قام بتفتيش المارة وإهانتهم .
ورغم تلك الجهود القمعية والانتشار الكثيف لميليشيات جميل حسن الملفت للأنظار خرجت أربع مظاهرات في عدة أماكن متفرقة نصرة لحمص وباقي المدن المحاصرة طلبت النصرة من الله الذي لا نملك نصيراً سواه، ورفع فيها الثوار لافتات «يعترف مؤيدو النظام بأن البلاد تعاني من الفساد وغياب الحريات وتدني مستوى المعيشة.. لكنهم مع ذلك يعتقدون بأن رئيسهم قائد ملهم» وانفضت أغلبها قبل تدخل عناصر ميليشيات جميل حسن التي ظلت تصول وتجول في شوارع المدينة حتى المساء .