“الموت يخيّم” على أحياء مدينة سلقين شمالي إدلب
تتواصل عمليات إنقاذ العالقين تحت الأنقاض في مدينة سلقين بريف إدلب الشمالي الغربي، بعد مضي أكثر من 60 ساعة على زلزال ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا.
ويناشد الأهالي وناشطون ومراصد عسكرية بضرورة التوجه إلى مدينة سلقين والقرى المحيطة بها، للإسراع بعملية إنقاذ الضحايا العالقين.
وتعرّضت أبنية سكنية طابقية لهدم بشكل كامل، وتوزعت على مناطق متفرقة من المدينة، مع انهيار أبنية بشكل جزئي وتصدع العشرات.
ويشارك في عمليات الإنقاذ متطوعون في “الدفاع المدني السوري” وأهالي المدينة ومتطوعون من بلدات وقرى مجاورة، وسط صعوبات من نقص المعدات والآليات ونقص فرق الإنقاذ.
وحصلت عنب بلدي على شهادات محلية تفيد بأن بعض الأبنية المهدمة لا تزال دون استجابة خاصة في بلدة عزمارين وقرية الحمزية قرب سلقين، منذ لحظة وقوع الزلزال فجر الاثنين 8 من شباط الحالي.
ويطالب الأهالي بالإسراع بعمليات الإنقاذ، وسط قلة الآليات الثقيلة، والاعتماد في عمليات الإنقاذ على آليات خفيفة وبدائية.
أحمد جنباز أحد أبناء مدينة سلقين قال لعنب بلدي، إن عشرات العائلات توجهت إلى الأراضي الزراعية، وبعضها إلى المخيمات القريبة، وبعضها لجأ إلى السيارات والشوارع.
وجرت عمليات دفن جماعية لأفراد العائلات والأشخاص الذين تم التعرف عليهم، كما جرى تحويل بعض الأشخاص من مستشفى المدينة إلى مستشفيات في بلدات وقرى مجاورة.
متطوع في “الدفاع المدني” (مشارك في عمليات الإنقاذ) أوضح لعنب بلدي، أن ضيق الشوارع والحارات في مدينة سلقين يصعب عمليات الإنقاذ، وأن أغلب مباني المدينة متصدعة وقابلة للانهيار بأي لحظة، وأن السكان بحاجة إلى أماكن للإيواء.
ولا تتوفر إحصائية دقيقة لحالات الوفاة، وسط تقديرات بوجود أكثر من 200 ضحية جرى استخراجها من تحت الأنقاض، وأكثر من ألف شخص جريح، ولا يزال المئات تحت الأنقاض.
إداري في المستشفى “الميداني” في مدينة سلقين وصف لعنب بلدي الوضع بأنه “مأساوي”، وأغلب الحالات التي وصلت إلى المستشفى متوفية.
وقال الإداري، إن غياب إحصائية دقيقة في المستشفى يعود لحجم “الكارثة” الكبير، والحالات الكثيرة التي استقبلتها المستشفى في اليوم الأول.
ووصلت عشرات الجثث إلى المستشفى، و جرى دفن معظمها من قبل الأهالي دون اللجوء إلى المستشفى، ومنها ما تم جلبه إلى المستشفى لوضعها في كفن فقط وثم الدفن.
ونشر “الدفاع المدني” تسجيلات مصورة لعمليات انتشال لضحايا وإنقاذ لأشخاص آخرين من تحت الأنقاض في مدينة سلقين، وقال، الموت يخيم على أحيائها، “رائحة الموت في كل مكان”.
وأعلنت بعض المنظمات العاملة في المنطقة فتح باب التطوع ضمن صفوفها للمشاركة برفع الأنقاض في سلقين وحارم وجنديرس، ومنها “الهيئة العالمية للإغاثة والتنمية” (أنصر/ وهي هيئة تعنى بالمشاريع الإغاثية والتنموية من خلال تمكين المجتمعات المحلية).
وتقع مدينة سلقين بريف إدلب الشمالي الغربي، وتبعد عن مدينة إدلب 46 كيلومترًا وعن مدينة حلب حوالي 80 كيلومترًا، وتعد من المدن المحاذية للحدود السورية التركية، وتعتبر مركزًا تجاريًا وصناعيًا لعديد القرى المحيطة بها.
آلاف الضحايا
وفجر الاثنين 6 من شباط الحالي، شهدت مناطق وولايات جنوبي تركيا زلزالًا بقوة 7.7 درجات على مقياس ريختر، وبعمق سبعة كيلومترات تحت الأرض، كان مركزه ولاية كهرمان مرعش التركية، ثم تبعه بساعات زلزال ثانٍ بقوة 7.6 في نفس المنطقة، وهزّات ارتدادية بلغت حوالي 684 هزة حتى اليوم.
ووصلت آثار الزلزال إلى مناطق متفرقة من سوريا، وشعر به الناس في العراق ولبنان.
وارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال شمال غربي سوريا لأكثر من ألف و540 حالة وفاة، وإصابة أكثر من ألفين و750 آخرين مع توقع زيادة العدد “بشكل كبير” بسبب وجود مئات العائلات تحت الأنقاض، وظروف صعبة بعد مرور أكثر من 60 ساعة على الزلزال، في أحدث إحصائية أصدرها فريق “الدفاع المدني“.
ووصل عدد الضحايا في مناطق سيطرة النظام السوري، إلى ألف و262 حالة وفاة، وألفين و285 مصابًا، بحسب ما نشرته “وكالة الأنباء السورية” (سانا) اليوم.
وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حصيلة ضحايا الزلزال وصلت إلى ثمانية آلاف و574 حالة وفاة، و49 ألفًا و133 مصابًا، في أحدث إحصائية حتى لحظة نشر هذا التقرير.
اقرأ أيضًا: ثلاثة معابر حدودية جاهزة لاستقبال المساعدات إلى الشمال
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :