حواجز النظام تعيش على "الرشاوي"
مواطنون يدفعون آلاف الليرات لجنود النظام خلال تنقلهم من وإلى مناطقه
طارق أبو زياد – إدلب
“لا يوجد تكاليف ثابتة للمرور في هذا الطريق، لأن ذلك يعتمد على نوبة الحرس على الحاجز، ولكنك تستطيع المرور بعد أن تدفع أكثر”، يلخص مؤيد النجار، صاحب مكتب للسفريات في مدينة سراقب بريف إدلب، المعاناة التي يعيشها من يريد التنقل من مناطق سيطرة قوات النظام إلى الشمال السوري المحرر.
إذ تترتب على المواطنين في المناطق المحررة أعباء مالية إضافية خلال التنقل بين مناطقهم ومناطق سيطرة النظام السوري، ويضطرون لدفع “رشاوى” للحواجز التابعة لقوات النظام من أجل السماح بالمرور ذهابًا وإيابًا.
ويشير مؤيد إلى أن سبب هذه المشكلة هو عناصر الحواجز في الدرجة الأولى، لأنهم يتخذون من عملهم فرصة لجمع المال، ولا يمكن لأحد أن يقول لهم لا أريد أن أدفع، لأن مجرد القدوم من المناطق المحررة إلى مناطق النظام يعتبر “جريمة” بالنسبة لهم.
لكل حاجز تسعيرة خاصة
وأوضح مؤيد لعنب بلدي أن الشق الآخر للمشكلة لا يشمل كافة الركاب وإنما يتحدد بحسب الحاجز وهوية الراكب، فقد نشر تعميم أمني على كافة الحواجز على طريق حماة- حلب بمنع دخول وخروج أهالي حماة منها وإليها، وذلك للضغط على أهالي المدينة، لأن أغلب المسافرين هم من أهالي المقاتلين الموجودين في الشمال السوري، وينطبق الأمر نفسه على أهالي حمص، في الحواجز المنتشرة عند مدخل المدينة.
أحد سائقي الميكرو باص على طريق حماة– سراقب (رفض نشر اسمه لأسباب أمنية)، ذكر لعنب بلدي أن لكل حاجز “تسعيرة خاصة به”، وكل نوبة على الحاجز لها تسعيرتها، “وبما أن عملي على الطريق، فمن الضروري أن أحفظ سعر كل نوبة لكل حاجز ومعرفة أوقات النوبات لكي أضبط أوقات تحركي على الطريق مع وجود النوبة ذات التسعيرة الأرخص”.
ادفع أكثر.. تمرّ بسرعة أكبر
يؤكد السائق، أنه مع الدفع لا شيء مستحيل عند قوات النظام، “ببساطة يمكنك شراء أي شيء منهم بالمال… أنا أضمن السلامة لكل راكب معي ووصوله إلى منطقته بأمان شريطة أن يدفع بأي حال من الأحوال ومهما كان المبلغ”.
وتتراوح المبالغ التي تطلب على السيارة التي تتسع 30 راكبًا بين الـ 10 إلى 300 ألف ليرة، حسب الحاجز، ويوجد عند بعض الحواجز عروض يصفونها بالقيّمة، فيطلبون من السائق مبلغًا مضاعفًا عن “التسعيرة” المعروفة مقابل عدم تفتيشه، “وهذا ما يطلبه الركاب غالبًا”. ويتوزع على الطريق من حماة إلى سراقب 43 حاجزًا، وتبلغ تكلفة الطريق ما بين 150 إلى 400 ألف ليرة سورية، ذهابًا وإيابًا وذلك بشكل مستمر.
يوضح النجار أن التكاليف المطلوبة من الراكب تحدد حسب وجهته أولًا، وهويته ثانيًا. فأجرة الطريق من سراقب إلى حماة 5 آلاف ليرة ذهابًا وذاتها إيابًا لأي شخص غير حموي، بينما تكلفة ابن حماة المدينة 25 ألف ليرة ذهابًا من سراقب، و35 ألف ليرة بالنسبة للنساء والرجال فوق عمر الـ 50 عامًا.
يقول النجار إن التكلفة تختلف بالنسبة لتنقلات الشباب، وفيما لو كان بحوزتهم إثبات تأجيل خدمة علم أم لا، “لأنه وببساطة يمكن لأي عسكري أن يمزق ورقة التأجيل، ولضمان سلامتك يجب عليك دفع 60 ألف ليرة للخروج من حماة، وكذلك للعودة إليها ولكن أغلب حالات الشباب تكون بالخروج من المدينة، وتكمن الخطورة بتخطيهم الحاجز الرئيسي للمدينة، حاجز السباهي”.
طرق أخرى لتفادي المشكلة
أنور سلقيني، مهجّر من مدينة حماة، يقيم حاليًأ في إدلب، اعتبر أن طريق الميكرو باص يبقى خطرًا رغم دفع الرشاوى على طول الطريق، لذلك يقوم بتوصيل معارفه عن طريق التعامل مع سائق شاحنة نقل بضائع تقوم بإدخال المواد الغذائية وغيرها إلى مدينة حماة وكذلك الخروج منها، “فيمكنك أن تركب إلى جانب السائق، ولن يسألك أحد عن أي شيء، لأن تسعيرة الشاحنات متضمنة عدم التفتيش”.
ورغم التطمينات المطروحة يبقى دخول المدنيين إلى مناطق النظام محفوفًا بالمخاطر واحتمال تعرض المدنيين للاعتقال يبقى الهاجس الأكبر الذي يؤرّق المسافرين.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :