تستمر عمليات إنقاذ الضحايا العالقين تحت الأنقاض في بلدة جنديرس بريف حلب الشمالي، لليوم الثالث على حدوث زلزال عرّض مناطق في سوريا وتركيا لأضرار “كبيرة”، وسط مناشدات من الأهالي بضرورة الإسراع في إنقاذ الضحايا وتأمين احتياجات مئات العائلات المتضررة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في ريف حلب، أن عمليات الإنقاذ وانتشال الضحايا جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة، مستمرة عبر فرق “الدفاع المدني السوري”، وأن أهالي جنديرس وفرق تطوعية وصلت من أماكن قريبة وعناصر في “الجيش الوطني السوري” العامل في المنطقة.
وأوضح أن عشرات الأبنية مهدمة بشكل كامل، وأن عددها يتجاوز 220 بناءً بحسب شهادات محلية، وأن عشرات الأشخاص تحت الأنقاض بانتظار من ينقذهم.
وذكر المراسل، أن سيارات محملة بمواد غذائية وطبية وألبسة وخيام وصلت إلى البلدة، بعد حملات دعم وتبرعات أطلقها ناشطون وأهالي في مدن وبلدات وقرى مجاورة أقل تضررًا من الزلزال.
ووصل عدد الوفيات في البلدة إلى 715 حالة وفاة، وعدد العائلات المتضررة إلى ثلاثة آلاف و907 عائلات، و107 عائلات غير معروف وضعها حتى لحظة نشر هذا التقرير، في أحدث إحصائية حصلت عليها عنب بلدي من المجلس المحلي في جنديرس.
وجاء في إحصائية المجلس، أن عدد العائلات الموجودة خارج المنازل المتضررة بلغ ألفين و690 عائلة، وعدد العائلات التي غادرت خارج جنديرس إلى القرى المحيطة 760 عائلة.
ويبلغ عدد الآلات التي تعمل ضمن جنديرس 42 آلة، وجرى تجهيز مخيمي إيواء لـ350 عائلة من أصل العدد الكلي للعائلات المتضررة (3907 عائلات).
وتحتاج البلدة وفق المجلس المحلي إلى حوالي ألفين و500 خيمة إيواء، وتأمين وجبات طعام ومياه لمراكز الإيواء وسكان البلدة بشكل عام، وتأمين مركز ميداني للحالات الطارئة.
كما تحتاج المنطقة لتأمين سلل إغاثية من نوع “NFI”، وهي سلل “مأوى” (تضم إسفنجات وبطانيات ومواد غذائية ونظافة)، بالإضافة إلى تأمين تدفئة.
ونشر “الدفاع المدني” تسجيلًا مصورًا من بلدة جنديرس اليوم، واصفًا الأوضاع بـ”الكارثية”، وذكر أن أكثر من 300 حالة وفاة استجابت لها فرقه، وأن عدد الجرحى زاد عن 800 جريح في البلدة، وأن مئات العائلات تحت الأنقاض.
وسبق أن نشر “الدفاع المدني” تسجيلات مصورة عديدة لعمليات انتشال ضحايا من تحت الأنقاض في البلدة، وقال، “تحت هذا الركام أرواح تنتظر الأمل بالحياة، تنتظر القليل من الضوء والأنفاس، تنتظر من يأخذ بيدها للحياة من جديد ويزيل هذه الأنقاض الجاثمة فوقها”.
أعداد الضحايا بازدياد
وفجر الاثنين 6 من شباط الحالي، شهدت مناطق وولايات جنوبي تركيا زلزالًا بقوة 7.7 درجات على مقياس ريختر، وبعمق سبعة كيلومترات تحت الأرض، كان مركزه ولاية كهرمان مرعش التركية، ثم تبعه بساعات زلزال ثانٍ بقوة 7.6 في نفس المنطقة، وهزّات ارتدادية بلغت حوالي 684 هزة حتى اليوم.
ووصلت آثار الزلزال إلى مناطق متفرقة من سوريا، وشعر به الناس في العراق ولبنان.
وارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال شمال غربي سوريا لأكثر من ألف و400 حالة وفاة، وإصابة أكثر من ألفين و700 آخرين مع توقع زيادة العدد “بشكل كبير” بسبب وجود مئات العائلات تحت الأنقاض، وظروف صعبة بعد مرور أكثر من 55 ساعة على الزلزال، في أحدث إحصائية أصدرها فريق “الدفاع المدني“.
ووصل عدد الضحايا في مناطق سيطرة النظام السوري، إلى ألف و262 حالة وفاة، وألفين و285 مصابًا، بحسب ما نشرته “وكالة الأنباء السورية” (سانا) اليوم.
وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حصيلة ضحايا الزلزال وصلت إلى ثمانية آلاف و574 حالة وفاة، و49 ألفًا و133 مصابًا، في أحدث إحصائية حتى لحظة نشر هذا التقرير.
اقرأ أيضًا: جنديرس تستغيث: عالقون تحت الأنقاض ينتظرون من ينقذهم