بعد 57 ساعة على الزلزال.. لا دخول لمساعدات نحو الشمال السوري
لم تدخل المساعدات الإغاثية والطبية، أو أي نوع من المساعدات حتى لحظة كتابة التقرير، إلى مناطق الشمال السوري الذي تسيطر عليه فصائل المعارضة، بالرغم من الحاجة الماسة لها، وذلك بعد مرور أكثر من 57 ساعة على الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا.
مدير المكتب الإعلامي في معبر “باب الهوى”، مازن علوش، قال لعنب بلدي، اليوم الأربعاء 8 من شباط، إن أي نوع من المساعدات من الجهات الأممية أو الدولية أو الخيرية، لم يدخل لحد الآن، بالرغم من إعلان المعبر جاهزيته أمام الحركة الإغاثية والإنسانية.
وأغلق معبر “باب الهوى” أمام الجرحى والمسافرين والشاحنات التجارية، بينما لم تدخل من الجانب التركي للمعبر إلا جثامين ضحايا الزلزال ذوي الأقرباء في المنطقة لدفنهم في مدنهم وبلداتهم، وجرى استقبال 90 جثمانًا حتى لحظة تحرير هذا التقرير.
المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قال في إحاطته اليومية أمس الثلاثاء، إن الطريق المؤدي إلى معبر “باب الهوى” الحدودي من تركيا إلى شمالي سوريا تضرر، مما عطل مؤقتًا تسليم المساعدات إلى الشمال الغربي الذي تسيطر عليه المعارضة، موضحًا أن المعبر نفسه لم يتضرر.
ويعد “باب الهوى”، المعبر الوحيد الذي يسمح بدخول مساعدات الأمم المتحدة من خلاله إلى المنطقة، وفق قرارات مجلس الأمن، بينما ذكر دوجاريك أن الأمم المتحدة تعد قافلة مساعدات للشمال الغربي لإرسالها “عبر الخطوط” من داخل سوريا.
وأعلنت الأمم المتحدة عن رصد منحة بقيمة 25 مليون دولار للمساعدة في بدء الاستجابة الإنسانية في تركيا وسوريا، وأوضح دوجاريك أن اللاجئين السوريين في تركيا يشكلون أكثر من 1.7 مليون من أصل 15 مليون شخص يقطنون الولايات العشر التركية المتضررة من الزلزال.
مساعدات دولية منتظرة
أعلنت الولايات المتحدة من جانبها أنها تعمل مع شركاء لها في سوريا لتقديم المساعدة للمنكوبين جراء الزلزال، بعد أن أرسلت فريقي إنقاذ إلى تركيا وصلوا صباح اليوم الأربعاء.
وقال ستيفن ألين الذي يقود الاستجابة الميدانية في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، إن الوكالة تعيد توجيه المساعدة التي كانت تُقدم لمساعدة السوريين المتضررين من الحرب، موضحًا بوجود سلسلة من تدابير الاستجابة الإنسانية في شمال غربي سوريا حاليًا.
وتساهم المساعدة الأمريكية في الشمال السوري في جهود الإنقاذ وتقدم احتياجات عاجلة أخرى بما في ذلك توفير المأوى والطعام، عبر منظمات غير حكومية عاملة في المنطقة رفض ألين ذكرها، وذلك للحفاظ على “أمن العمليات”.
وأشار ألين إلى أن معظم الدمار الذي خلفه زلزال الإثنين في سوريا، كان في مناطق خارج سيطرة النظام السوري.
المبعوث الألماني الخاص لسوريا، ستيفان شنيك، أعلن مساء الثلاثاء عبر حسابه في “تويتر”، أن ألمانيا ستخصص أموالًا إضافية لضحايا الزلزال في سوريا، بالإضافة إلى دعم السوريين في شمال غربي سوريا، بمبلغ 30 مليون يورو للمنظمات غير الحكومية.
ودعا شنيك كل الأطراف إلى فتح المعابر الحدودية ذات الصلة بشكل عاجل، وتنسيق عمليات إيصال المساعدات “عبر الخطوط” بسرعة ودون عوائق.
رئيس “هيئة التفاوض السورية”، بدر جاموس، أعلن عن السماح بإدخال المساعدات من معبر “باب السلامة” و”الراعي” بالإضافة لـ”باب الهوى” بعد التواصل مع الحكومة التركية.
After extensive calls with the Turkish government, aids were allowed to enter from Bab al-Salamah, Bab al-Rai, and Bab al-Hawa. We call on all international organizations to help The Syrian people urgently, the devastating earthquake left a massive impact on civilians in NW Syria
— د بدر جاموس Dr Bader Jamous (@JamousBader) February 8, 2023
ما أبرز الاحتياجات الحالية؟
تواصل الكوادر الطبية والفرق الإنقاذية من الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في شمال غربي سوريا، تقديم الخدمات الطبية المختلفة وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض، وسط قلة أعداد الكوادر، وضعف الإمكانيات اللوجستية من معدات وأجهزة وآليات وغيرها، ما جعل العاملين يمارسون عملهم بشكل متواصل دون انقطاع، منذ الساعات الأولى بعد وقوع الزلزال المدمر.
الإعلامي في فريق “الدفاع المدني”، عبد الحميد قطيني، قال لعنب بلدي، إنه لحد اللحظة لم تصل مساعدات لشمالي سوريا، وإنما وصل إلى المنطقة فريق مصري تقني من الاختصاصيين لدعم عمليات إنقاذ العالقين تحت الأنقاض، ومن الأطباء لتقديم الرعاية الطبية.
وعن أبرز الاحتياجات الحالية أوضح قطيني، أن الفريق بحاجة لآليات حفر ثقيلة، ومعدات تساعد في البحث الإنقاذ، ومحروقات، ومولدات كهربائية، وتتركز الحاجة في البحث والإنقاذ لكون مئات العائلات لا تزال تحت الأنقاض، وفق قطيني.
وبلغت حصيلة الضحايا وفق قطيني، أكثر من 1400 حالة وفاة في عموم مناطق شمال غربي سوريا، وأكثر من 2500 حالة إصابة، كحصيلة أولية قابلة للارتفاع بسبب وجود مئات العائلات تحت الأنقاض، وآلاف المباني المتصدعة التي هي عرضة للانهيار.
وناشدت منظمة الدفاع المدني، الجهات الدولية والمنظمات الإنسانية مساعدة منكوبي الزلزال بشكل عاجل، مشددة على أن الوقت بدأ ينفد ومئات العائلات لا تزال عالقة تحت الأنقاض.
ضحايا سوريا أكثر من 2600
أعلن الدفاع المدني ارتفاع حصيلة الوفيات جراء الزلزال إلى أكثر من 1400 حالة وفاة، مع إصابة أكثر من 2700 آخرين، مع احتمالية ارتفاع هذه الأعداد جراء نقص الدعم الإنساني لأعمال الإغاثة الجارية في المنطقة منذ أكثر من 56 ساعة.
كما تمكنت فرق الدفاع المدني السوري من إنقاذ أشخاص أمضوا أكثر من 40 ساعة تحت الركام ، فيما تواصل الفرق عملها بالمعدات والإمكانات المتاحة والتي لا تكفي للتعامل مع كارثة بهذا الحجم، بانتظار وصول مساعدات في وقت ما يزال به عدد غير معلوم من الأشخاص عالقين تحت الأنقاض.
وفي مناطق سيطرة حكومة النظام السوري تحدثت الإحصائيات الصادرة اليوم الأربعاء، عن وصول عدد الوفيات إلى 1262 حالة، والإصابات إلى 2285 حالة كحصيلة غير نهائية.
وتستمر وصول المساعدات الإغاثية والإنسانية لمناطق نفوذ النظام من خلال ثلاث مطارات ومعبر بري من جهة العراق، تعلن عنها وسائل الإعلام المحلية تباعًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :