الثآليل الجلدية.. أشيَع الأورام الحميدة

  • 2016/01/31
  • 3:19 ص
الثآليل الجلدية

د. أكرم خولاني

تعتبر الإصابة بالثآليل من الإصابات الجلدية الشائعة، ومع أن معظم الحالات هي حالات سليمة، إلا أنها قد تسبب إزعاجًا للمصاب، كما أن حالة النزوح التي يعيشها السوريون وقلة توافر الخدمات الطبية قلل من فرص مراجعة مراكز علاج الأمراض الجلدية، لذلك لا بد من التعريف بهذه الحالة المرضية وطرق علاجها.

ما هي الثآليل الجلدية

هي أورام جلدية غير سرطانية تصيب طبقات الجلد العليا، وهي عبارة عن إصابة فيروسية معدية، يسببها الفيروس الحليمي البشري HPV، وهي ذات صفات مختلفة من حيث الشكل والحجم والقوام ومكان الإصابة حسب نوعها.

وتصيب الثآليل كافة الأعمار، إلا أنها أكثر شيوعًا عند طلاب المدارس، ويمكن أن تظهر على أي جزء من أجزاء الجسم، لكنها أكثر ما تشاهد على الأصابع واليدين والقدمين.

ما هي أنواع الثآليل الجلدية؟

الثآليل الشائعة: تكون مرتفعة على شكل قبة صغيرة، ولها سطح خشن يشبه رأس نبات الزهرة، بلون رمادي، وحيدة أو متعددة، والأماكن الأكثر تعرضًا للإصابة بها هي الأطراف، خاصة الأصابع، وظهر الكفين، والمرفقين، والركبتين.

الثآليل الأخمصية: تظهر في باطن الكف أو أخمص القدم، وهي ثآليل مقلوبة ناجمة عن الضغط المستمر أثناء المشي، وغير مرتفعة عن سطح الجلد، قد تكون مفردة أو متعددة، وقد تكون مؤلمة إذا كانت على مواقع الضغط.

الثآليل المسطحة: صغيرة بحجم رأس الدبوس، مسطحة وطرية، تتميز بسطح ناعم، ولون زهري أو أصفر قريب من لون الجسم، وهى تصيب الوجه والرقبة وأحيانًا الساعد، وقد لا تميز بسهولة عن النمش أو النتوءات الزهمية، ويظهر الكثير منها في الوقت نفسه، وتظهر أحيانًا على شكل خط (ظاهرة كوبنر)، ويكون انتشارها مفاجئًا وسريعًا.

الثآليل الخيطية: إصبعية الشكل، تميل للشفافية، تظهر عادة على العنق وعلى الوجه حول الفم والعينين.

الثآليل المخاطية: منها المفردة التي تصيب اللسان وباطن الخدين والشفاه، والمنتشرة (تسمى بالورم الحليمي الفموي) وتظهر على شكل حطاطات صغيرة ثؤلولية، لونها يميل إلى البياض، وتنتشر داخل الفم.

الثآليل التناسلية: تظهر عند الرجال والنساء، و تظهر على الأعضاء التناسلية وحول الشرج، بشكل نتوءات طرية رطبة، زهرية اللون، مفردة أو متعددة.

كيف تحدث العدوى؟

تنتقل الثآليل من شخص لآخر عن طريق العدوى الفيروسية، وتمتد فترة الحضانة لعدة أسابيع، لكن الإصابة غير شديدة العدوى، فلا يشترط أن تنتقل لمجرد لمس الثؤلول، وإنما غالبًا تحتاج للتماس الصميمي مع شخص مصاب. كما تحدث عدوى ذاتية عند حك الثؤلول فتظهر عدة ثآليل جديدة.

وبزداد خطر العدوى عند وجود تشققات في الجلد أو الإصابة بنقص المناعة، كما أن الأطفال المعتادين على قضم الأظافر أو تقطيع نتوءات الجلد حول الأظافر يكونون أيضًا أكثر عرضة للإصابة بـثآليل رؤوس الأصابع وحول الأظافر، وكذلك فإن ارتداء الأحذية الضيقة، وارتداء الأحذية بدون جوارب، والمشي بالأقدام العارية حول المسابح وفي الحمامات العامة تزيد العدوى بالثآليل الأخمصية.

أما بالنسبة للثآليل التناسلية فإنها تنتقل عن طريق الممارسة الجنسية، وهي شديدة العدوى، ولا تظهر على الشخص إلا بعد مرور ثلاثة أشهر أو أكثر بعد التقاط العدوى، ما يجعله ينقل العدوى لغيره في هذه الفترة.

ماذا عن العلاج؟

يشفى حوالي ربع الحالات عفويًا دون علاج خلال ستة أشهر، ويشفى نصفها تقريبًا خلال عامين، إلا أن العلاج قد يسرع الشفاء، وهناك طرق عدة للعلاج حسب الحالة:

فالثآليل الشائعة تعالج بالدهن الموضعي بمستحضرات تحوي حمض الصفصاف Salicylic Acid لعدة أيام، ويمكن أن تعالج بالتجميد بالبرودة الشديدة بمادة الآزوت السائل، أو التجفيف الكهربائي.

والثآليل حول الأظافر صعبة العلاج عادة، ويتم بالتجفيف الكهربائي، لكن النكس شائع.

كذلك تعالج الثآليل الأخمصية بالدهن بمستحضرات حمض الصفصاف، وعند فشل العلاج يلجأ لاستئصالها جراحيًا.

وتعالج الثآليل الوجهية بمستحضرات حمض الصفصاف أو بالتجميد بالآزوت السائل.

أما الثآليل التناسلية الرطبة فيمكن معالجتها بشكل فعال بـالتطبيق الموضعي لمحلول البودوفللين في الكولوديون 15ـ25%.

ويستخدم الليزر لمعالجة معظم الثآليل المتكررة والكثيرة (الشائعة وما حول الظفر والرطبة والأخمصية).

كما يتم أحيانًا العلاج بالإيحاء، عن طريق قراءة القرآن أو القيام بطقوس معينة، ويقوم بذلك أشخاص غير الأطباء.

ما الحالات التي تستوجب مراجعة الطبيب؟

إصابة الأطفال الصغار، إصابة أكثر من مكان من الجسم، تكاثر الثآليل بسرعة مشوهة المظهر، وجود تورم حول الثؤلول، وجود ألم أو احمرار أو نزف أو نز قيحي من الثؤلول، في حال الثآليل الوجهية أو التناسلية.

مقالات متعلقة

  1. المسابح.. قد تنقل الكثير من الأمراض
  2. أمراض شائعة في الصيف.. الفطريات الجلدية
  3. الحكة الشرجية.. مشكلة شائعة ومزعجة
  4. دراسة تتحدث عن خمسة أعراض على البشرة قد تشير للإصابة بـ"كورونا"

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية