القطاع الطبي في سوريا يقاوم بعد 35 ساعة عمل متواصل
يستمر عمل المستشفيات والمراكز الصحية في مناطق متفرقة من سوريا، للاستجابة لتضاعف أعداد الإصابات وانتشال العالقين تحت الأنقاض، جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة، فجر الاثنين 6 من شباط.
وتواصل الكوادر الطبية في شمال غربي سوريا، تقديم الخدمات الطبية المختلفة، وسط قلة أعداد الكوادر، وضعف الإمكانيات اللوجيستية من معدات وأجهزة وغيرها، ما جعل العاملين في القطاع يمارسون عملهم بشكل متواصل دون انقطاع زمني، منذ الساعات الأولى لبدء الزلزال المدمر.
لا برادات تستوعب الجثث
واليوم الثلاثاء، تداولت صفحات ووسائل إعلامية محلية، أنباء تفيد بإعلان مستشفى “عفرين” العسكري عدم قدرته على استيعاب المزيد من الجثث بعد وصول عدد الجثث فيه الى 400 جثة، الأمر الذي نفى صحته، مدير صحة عفرين، الطبيب أحمد حاج حسن.
وأوضح الطبيب أحمد حاج حسن لعنب بلدي، أن عدد الجثث في المستشفى يصل تقريبًا لنحو 100 جثة، جرى التعرف على 45 جثة منها وسلمت لذويها أصولًا، بينما تبقى في المستشفى 55 جثة مجهولة الهوية، مضيفًا أنه بالفعل لا يوجد برادات تستوعب عدد الجثث هذا.
وأضاف مدير الصحة في عفرين، أنه في هذه الحالة يجري التعاون بين القضاء في المنطقة و”الدفاع المدني السوري” ومجلس عفرين وجنديرس، لتوثيق حالات الوفاة أصولًا بالصور والأرقام، ليتم دفن الجثث.
وحول تقييم قدرة المستشفيات على مواصلة الاستجابة لأعداد الإصابات الذي يسجل أرقام مضاعفة، أوضح الطبيب أحمد حاج حسن، أن القطاع الطبي يعاني أساسًا من عجز، ما أجبر الطواقم الطبية على الاستنفار بكل طاقاتها منذ الساعات الأولى للزلزال.
وأكد حاج حسن، وجود حاجة كبيرة في المنطقة إلى معدات وأجهزة الجراحة العظمية، بالإضافة إلى أدوية إسعافية ومستهلكات طبية عديدة.
وزير الصحة في “الحكومة السورية المؤقتة” التي تسيطر على مناطق من ريف حلب، مرام الشيخ، قال لعنب بلدي، إن معظم الإصابات التي تصل إلى المستشفيات، هي حالات هرس نتيجة سقوط المنازل فوق أصحابها، بعضها تتطلب بتر أعضاء، وبعضها كان يعاني من رضوض على البطن نتيجة الهرس، وبعضها وصل بأذيات عصبية.
35 ساعة عمل متواصلة
الباحث في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، علي عبد المجيد، المقيم في شمالي غربي سوريا، أجرى اليوم الثلاثاء جولة على عدد من المستشفيات و المراكز الطبية في المنطقة، موضحًا لعنب بلدي، أن الاحتياجات لهذا القطاع حاليًا ضخمة جدًا.
وبحسب ما أوضح عبد المجيد، يحتاج القطاع الطبي في شمالي غربي سوريا بشكل أولي و عاجل، كميات ضخمة إلى مواد التدفئة والمحروقات، وأدوية و معدات طبية للمستشفيات.
طبيب يعمل في مستشفى “أريحا” الجراحي، (تحفظ على ذكر اسمه لأسباب خاصة)، قال لعنب بلدي، إن معظم الكوادر الطبية لا تزال تعمل منذ أكثر من 35 ساعة بشكل متواصل، وسط استقبال أعداد كبيرة من الناجين من تحت الأنقاض، مصابين بكسور في الأطراف أو تناذر الهرس.
وبشأن اللوجيستيات، فتحت مديرية الصحة في مدينة إدلب فتحت مستودعاتها وحاولت تأمين المضادات الحيوية والأدوية الإسعافية، لتتوفر بشكل عام نسبيًا، بحسب الطبيب، وسط وجود نقص في مواد نوعية كالألبومين وأكياس الدم.
وقد يضطر المريض إلى الانتقال بين عدة مستشفيات في إدلب، وذلك بهدف إيجاد طبيب مختص، لندرة توافر الاختصاصات كلها في جميع المستشفيات، بحسب الطبيب.
ضعف إمكانيات يؤثر على الإنقاذ
مدير المكتب الإعلامي في مديرية صحة إدلب، عماد زهران، قال لعنب بلدي، إن جميع مستشفيات المنطقة تعمل بأضعاف طاقتها القصوى وتحت ضغط كبير لليوم الثاني على التوالي، بسبب أعداد المصابين الكبيرة جدًا والآخذة بالارتفاع.
وأضاف زهران، أن بعض الموظفين الإداريين في المستشفى يشاركون في عمليات الإسعاف الأولية، بسبب الضغط الكبير على الكوادر الطبية.
وتحتاج المستشفيات في المنطقة إلى إمكانيات كثيرة إضافية في الوقت الحالي، كالأبنية والسيرومات وأسرة المرضى وسيارات الإسعاف، وهي غير مؤهلة أساسًا نتيجة تناقص الدعم عنها منذ عام 2019 على التعامل مع العدد الكبير من الإصابات، وفق مدير المكتب الإعلامي لمديرية الصحة.
ونتيجة لنقص الإمكانات اللوجيستية، أوضح زهران، أن هذا النقص أثر بشكل واضح على عمليات إنقاذ المصابين، خاصة ممن احتاج منهم لسرير في قسم “العناية المركزة” في حالات الإصابة الشديدة.
1712 وفاة حاليًا في سوريا
وبحسب أحدث إحصائيات وزارة الصحة في حكومة النظام، وصل عدد الضحايا في مناطق سيطرة النظام السوري، إلى 812 شخصًا، و1449 مصابًا.
وفي أحدث إحصائية أصدرها فريق الدفاع المدني السوري، ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال في شمال غربي سوريا لأكثر من 900 حالة وفاة، وأكثر من 2300 مصاب، مع توقع زيادة العدد “بشكل كبير” بسبب وجود مئات العوائل تحت الأنقاض، وحدوث هزات ارتدادية.
وناشدت منظمة الدفاع المدني، الجهات الدولية والمنظمات الإنسانية مساعدة منكوبي الزلزال بشكل عاجل، مشددة على أن الوقت بدأ ينفد ومئات العائلات لا تزال عالقة تحت الأنقاض.
وأشارت المنظمة إلى استمرار عمليات البحث منذ أكثر من 29 ساعة مع وجود أكثر من 210 مبنى مهدم بشكل كامل، وأكثر من 520 بشكل جزئي، وآلاف الأبنية والمنازل تصدعت بسبب الزلزال.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :