جنديرس تستغيث: عالقون تحت الأنقاض ينتظرون من ينقذهم
“نسمع أصواتهم، لا يزالون أحياءً لكن لا يوجد من يخرجهم”، عبارة رددها ناشطون وأهالي ومراصد عسكرية، للمناشدة والاستغاثة من أجل إنقاذ عشرات الأشخاص العالقين تحت أنقاض الأبنية المدمرة في بلدة جنديرس بريف حلب الشمالي.
ولا يزال عشرات الضحايا عالقين تحت الأنقاض في البلدة جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة، منذ فجر الاثنين 6 من شباط.
وتستمر المناشدات من أهالي وناشطين ومراصد عسكرية بضرورة الإسراع في إنقاذ الضحايا، والتوجه إلى البلدة التي بلغت نسبة دمار الأبنية السكنية فيها أكثر من 50%.
وأفاد مراسل عنب بلدي في ريف حلب أن عشرات الأبنية مهدمة بشكل كامل، أعلاها على الأرض، وأن عشرات الأشخاص تحت الأنقاض بانتظار من ينقذهم.
وأوضح أن المناشدات تخرج من المساجد من أجل المساهمة بأي شيء قد يخفف عن معاناة العالقين، وسط صعوبة كبيرة وقلة بالمعدات ما يؤخر انتشال العالقين.
وذكر أن الأهالي وفرق من “الدفاع المدني” وعناصر من “الجيش الوطني السوري” يعملون على إنقاذ الضحايا.
وخرجت عشرات العائلات من أبنية جنديرس المتصدعة إلى مخيمات إيواء قريبة لكنها غير قادرة على استيعابهم أيضًا.
كما أطلق ناشطون في مدن وبلدات وقرى مجاورة أقل تضررًا من الزلزال، حملات دعم لبلدة جنديرس شملت جمع مواد مطلوبة من ألبسة وبطانيات ومعلبات وخيام وخبز.
وكذلك التبرع أو جمع مواد عينية من سيرومات سكرية وملحية، و”معقمات (كحول وبوفيدون)، وجبائر، وشاش معقم، وشاش لف، وصادات حيوية، وسيتامول وريدي، وترامادول، وخيطان جراحية” وغيرها من المواد الطبية.
ونشر”الدفاع المدني السوري” تسجيلات مصورة عديدة لعمليات انتشال ضحايا من تحت الأنقاض في البلدة، كما نشر صورًا جوية للدمار “الهائل” الذي أصاب البلدة.
وقال، “تحت هذا الركام أرواح تنتظر الأمل بالحياة، تنتظر القليل من الضوء والأنفاس، تنتظر من يأخذ بيدها للحياة من جديد ويزيل هذه الأنقاض الجاثمة فوقها”.
ونشر “فريق ملهم التطوعي” العامل في المنطقة، تسجيلًا مصورًا لعمليات الإنقاذ التي ينفذها “الدفاع المدني” والأهالي، ونشر بعضًا لشهادات الناس في المنطقة، منهم ذكر أن بناية كاملة فيها 40 شخصًا لم يخرج منهم أي شخص حي.
ولا تزال المشاهد والتسجيلات المصورة تظهر حجم “الكارثة” والسوريين المفجوعين بصغارهم وأقاربهم وآباء يسمعون استغاثات أفراد عائلاتهم من تحت الركام.
وتتبع بلدة جنديرس لمدينة عفرين بريف حلب الشمالي، وهي محاذية لخطوط التماس بين مناطق سيطرة “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا في ريف حلب، ومناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” في إدلب.
وتعتبر جنديرس ناحية من النواحي السبع التي تضمها مدينة عفرين وهي عفرين، شيخ الحديد، معبطلي، شران، بلبل، راجو.
وارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال شمال غربي سوريا لأكثر من 900 حالة وفاة، وأكثر من 2300 إصابة، مع توقع زيادة العدد “بشكل كبير” بسبب وجود مئات العوائل تحت الأنقاض، وسط صعوبات كبيرة وحدوث هزات ارتدادية، في أحدث إحصائية أصدرتها فرق “الدفاع المدني”.
بينما وصل عدد الضحايا في مناطق سيطرة النظام السوري، إلى 812 شخصًا، و1449 مصابًا، بحسب أحدث إحصائيات وزارة الصحة.
وناشدت منظمة “الدفاع المدني”، الجهات الدولية والمنظمات الإنسانية مساعدة منكوبي الزلزال بشكل عاجل، مشددة على أن الوقت بدأ ينفد ومئات العائلات لا تزال عالقة تحت الأنقاض، في الشمال السوري.
اقرأ أيضًا: الحدود السورية- التركية مغلقة أمام المصابين والمساعدات
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :