تعرض جسم سد “ميدانكي” في مدينة عفرين في الريف الشمالي لمحافظة حلب شمالي سوريا، اليوم الاثنين 6 من شباط، لتصدعات طولية وعرضية ضخمة، بحسب صور وتسجيلات فيديو مصورة تداولها ناشطون، جراء الزلازل الذي تأثرت به المنطقة فجر اليوم.
وأوضحت التسجيلات المتدوالة، حدوث تصدعات كبيرة في السد، مُنع إثرها العبور عبر المنطقة، وإغلاقها بالكامل، وسط تحذيرات محلية بخطورة عدم ترميم السد في أسرع وقت ممكن.
وسد “ميدانكي” يعرف أيضًا باسم سد “عفرين” أو سد “17 نيسان”، يقع على بعد 70 كيلومترًا من مدينة حلب و12 كيلومترًا من بلدة عفرين، بالقرب من قرية ميدانكي التي تطل على نهر عفرين.
وتبلغ مساحة مستجمعات المياه 527 مترًا مربعًا، ويتراوح هطول الأمطار سنويًا بين 330 و700 ملليمتر.
وينبع نهر عفرين من جنوب جبال كارتال في تركيا، ويعبر إلى سوريا حيث يمر عبر مدينة عفرين، ثم يعود إلى تركيا.
عدم صيانة.. النتائج “انهيار”
المهندس السوري الحاصل على ماجستير في الهندسة الزلزالية، عدنان المبيض، قال في حديث إلى عنب بلدي، إن المنشآت بشكل عام تصمم وفقًا لأهميتها وخطورتها لدى حدوث الزلازل، وذلك وفق شروط فنية بحيث أنه كل ما كبر المبنى (زادت طوابقه) كل ما ازدات شروط بنائه، وذلك بالاعتماد على عدد ساكنيه المتوقعين.
بينما يعتبر السد، بحسب المهندس، من أكثر المنشآت خطورة بعد المنشآت النووية فيما يخص موضوع الزلازل، والتي يجب أن تصمم بناء على عوامل أمان ضخمة جدًا، لتقاوم الزلازل في أشد درجاته حتى درجة 9 ريختر.
وللسدود أنواع كثيرة منها أبرزها السدود البيتونية والسدود الركامية، والسد البيتوني هو عبارة عن خرسانة مسلحة بسماكات صغيرة ومحددة مقاومتها محدودة، لكن كلفتها عالية جدًا، ما يجعل السد الركامي بديلًا عنها، الذي يكون بأساسه نواة كتيمة غضارية تكون الأساس لعملية حجز الماء لضمان عدم تسربه.
يضاف للنواة في حال نوع السد الركامي، عملية الردم بحصويات منتقاة ومحسوبة من حيث التدرج والقساوة، وبعدها تتم مرحلة الإكساء.
وبناء على هذه المواصفات، أوضح المهندس المبيض، أن هذا السد هنا يمكن أن يقاوم الزلازل حتى 9 ريختر.
وحول تصدع سد “ميدانكي”، يعتقد المبيض، أنه خلال العقد الماضي، عانى السد من عمليات إهمال للصيانة، لكل ما يلزم من أجل المحافظة عليه، ما أدى إلى انخفاض عمره الافتراضي و عامل الأمان لديه.
كما نتجت الشروخ الطولية والعرضية في جسم السد، عن عدم وجود مراقبة فنية دائمة لهذا السد لمدة طويلة.
وحول أثر التصدعات، أوضح المهندس، أن الخطورة تكمن فيما تحدثه المياه ضمن هذه الشقوق، إذ من الممكن أن تتسرب المياه، والتي بدورها قد تؤدي لتوسع الشقوق وتولد شقوق إضافية، ما قد يسبب انهيارًا في السد بسبب دخول الماء داخل جسم السد.
ونتيجة لتصدع السد، شكلت نقابة المهندسين السوريين الأحرار في تركيا، لجنة للكشف عن جسم السد، في الوقت المقبل، ووضع التصورات والمقترحات والحلول لذلك، وفق المبيض.