أكثر من 800 وفاة..
القطاع الطبي يعمل بأضعاف طاقته القصوى في سوريا استجابة للزلزال
استجابت المستشفيات والمراكز الطبية في سوريا لآثار الزلزال الذي ضرب مناطق من سوريا، بقدرتها القصوى من معدات وكوادر، رغم العجز الكبير الذي يعانيه القطاع الطبي عمومًا.
وتعاني عموم المحافظات السورية منذ سنوات، من أزمة حادة في القطاع الطبي نتيجة فقدان الكثير من أصناف الأدوية والمعدات الطبية بسبب قلة الدعم المقدم للمنشآت من جهة، وغياب وجود الكوادر الطبية المتخصصة بأعداد تلبي حاجة المنطقة من جهة أخرى.
وزير الصحة في “الحكومة السورية المؤقتة” التي تسيطر على مناطق من ريف حلب، مرام الشيخ، قال لعنب بلدي، إن المستشفيات في المنطقة تعمل بطاقة قصوى وسط إعلان حالة طوارئ واستنفار شملت منظومات الإسعاف و المستشفيات والكوادر الطبية كاملة.
وأوضح الشيخ، أن حجم الكارثة كبير، وسط وجود عدد إصابات كبير جدًا، ما جعل جميع المشافي مكتظة، وهي بالأساس تعاني من نقص كبير وعوز في المواد خاصة في حالات الإصابات الرضية، مضيفًا أن القطاع الصحي أبدى مرونة قدر الإمكان بالتعامل مع عدد الإصابات جراء الزلزال، بحسب وصفه.
والإصابات الرضية، هي إصابة جسدية شديدة تحدث فجأة، وتتطلب عناية طبية فورية، يجب التعامل معها أولًا في عيادات الطوارئ، والإحالة لاحقًا إلى طبيب أخصائي.
مدير المكتب الإعلامي في مديرية صحة إدلب، عماد زهران، قال لعنب بلدي، إن أعداد الإصابات والوفيات الكبير جدًا، وتدمير أحياء كاملة في معظم المدن، جراء الزلزال، أجبر المستشفيات على العمل فوق طاقتها الاستيعابية بشكل كبير.
الباحث في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، علي عبد المجيد، المقيم في شمالي غربي سوريا، قال لعنب بلدي، إن جميع المستشفيات لا تزال تستقبل المصابين والجرحى، إلا أن أي مستشفى تتضمن سريرين للمرضى فقط على سبيل المثال، تستوعب ضمن غرفتها الواحدة ثمانية مصابين، معظمهم مستلقون على الأرض.
بينما من ناحية اللوجستيات، أوضح عبد المجيد، أن أجهزة التصوير والخدمات الطبية الأخرى قليلة جدًا، وهي أساسًا تعاني من نقص كبير، وسط غياب الدعم المقدم للقطاع الطبي.
وفي مناطق سيطرة النظام، أوضحت وزارة الصحة، أنها أرسلت عدد من القوافل الطبية من مديريات صحة دمشق، ريف دمشق، القنيطرة، حمص، طرطوس، إلى حلب واللاذقية، كما أرسلت 28 سيارة إسعاف، وسبع عيادات متنقلة، وأربع سيارات شاحنة محملة بالأدوية والمستلزمات الجراحية والإسعافية.
البحث يتواصل.. نداءات مساعدة
الإعلامي في فريق “الدفاع المدني السوري”، عبد الحميد قطيني، قال لعنب بلدي، إن فرق “الدفاع” تواصل للآن عملية البحث والإنقاذ في المناطق والمباني المدمرة جراء الزلزال في شمال غربي سوريا، في وضع كارثي، إذ يترافق مع عاصفة ثلجية ودرجات حرارة منخفضة جدًا.
وأضح قطيني، أن أكثر من ألفي متطوع في فرق “الدفاع المدني” ينتشرون في جميع مناطق الشمال السوري لإتمام عمليات البحث والإنقاذ، وسط عدم كفاية الآليات والأدوات اللازمة للبحث، ما اضطر الفريق إلى إرسال نداءات إلى جميع المنظمات العاملة في المنطقة والمدنيين لتقديم المساعدة في تسهيل عمل الفرق.
الوفيات تتجاوز 800 حالة
وفجر اليوم شهدت مناطق وولايات جنوبي تركيا زلزالًا بقوة 7.7 درجات على مقياس ريختر، وبعمق سبعة كيلومترات تحت الأرض، كان مركزه ولاية كهرمان مرعش التركية، وتأثرت به محافظات إدلب وحلب واللاذقية وحماة في سوريا.
فريق “الدفاع المدني السوري” قال في أحدث بياناته، إن أعداد الوفيات جراء الزلزال في شمال غربي سوريا فاقت 390 حالة وفاة، والعدد في ارتفاع مستمر، بينما تخطت أعداد الإصابات عتبة ألف مدني جريح، كما لا يزال مئات العائلات تحت الأنقاض، وسط انهيار أكثر من 150 مبنى بشكل كامل، و330 مبنى بشكل جزئي، وآلاف المباني المتصدعة.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة لدى حكومة النظام، في أحدث إحصائياتها، في حصيلة غير نهائية، تسجيل 430 حالة وفاة و1315 إصابة، في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس، بالإضافة إلى تسجيل انهيار وتصدع في عشرات الأبنية السكنية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :