حلب.. مبانٍ سكنية تنهار نتيجة هزات ارتدادية لحقت الزلزال

انهارت على الأقل ستة مبانٍ سكنية في مدينة حلب، بعد انتهاء الزلزال الذي ضرب المنطقة واستمرار الهزات الارتدادية، ما أسفر عن عدة وفيات، فيما لا تزال عمليات انتشال العالقين تحت الأنقاض مستمرة.

ورصدت شبكات ووسائل إعلام محلية انهيار ستة مبانٍ على الأقل في أحياء مختلفة من المدينة.

وبلغ عدد الضحايا في المدينة 63 حالة، وأكثر من 200 جريح كحصيلة أولية، وانهيار ما يزيد عن 40 مبنى، بحسب تصريحات عضو المكتب التنفيذي في حلب، كميت الشيخ، لإذاعة “شام إف إم” المحلية، اليوم الاثنين 6 من شباط.

وذكر مصدر في قيادة شرطة حلب للوكالة السورية للأنباء (سانا)، أن مبنى مؤلفًا من ستة طوابق انهار بحي الأعظمية، مفيدًا بوجود أربع عائلات تحت الأنقاض حيث جاري العمل لانتشال الضحايا.

وبعدها بساعة، أبلغت قيادة شرطة حلب “سانا” بـ 17 حالة وفاة في انهيار مبنيين مؤلفين من خمسة طوابق في حي الصالحين شرقي حلب، وفقدان ثماني عائلات ومحاولة انتشال ثلاثة أشخاص وجدوا على قيد الحياة تحت الأنقاض.

وجرى إنقاذ شاب وطفلة تحت أنقاض مبنى منهار في حي العقبة ضمن أحياء حلب القديمة، ووفاة رجل وامرأة ما زال جثماناهما تحت الأنقاض، مع وجود معلومات عدد آخر تحت الأنقاض بحسب معلومات مصدر في فوج إطفاء حلب لوكالة “سانا“.

ونشرت مراسلة قناة “سما”، كنانة علوش، تسجيلًا مصورًا لانهيار مبنيين في حي الكلاسة، وأشارت إلى انهيار مبنى آخر في حي الميسر غربي حلب.

كما نشرت صفحة “شبكة أخبار حلب” على “فيس بوك” تسجيلًا مصورًا قيل إنه لانهيار مبنى في حي الزبدية.

وأفادت شبكة “أثر” المحلية بانتشال أربع ضحايا من بناء انهار في حي المشارقة بحلب جراء الزلزال مع استمرار عمليات البحث عن مفقودين آخرين.

ونتيجة هزة أرضية جديدة سجلت في الساعة الواحدة و24 دقيقة، بقوة 7.6 على مقياس ريختر مركزه أيضًا ولاية كهرمان مرعش التركية، انهار مبنى سكني في حي الأعظمية غربي حلب وفق ما نشرته صحيفة “الوطن” المحلية.

وتشهد أحياء حلب حركة نزوح من قبل أهاليها وبالأخص في الأحياء الشرقية نتيجة الخوف من الهزات الارتدادية، وفق إذاعة “شام اف ام” المحلية.

وانهارت العديد من المباني أيضًا لحظة وقوع الزلزال، حيث توجهت فرق الدفاع المدني والإسعاف، فيما ناشدت محافظة حلب الأهالي وشركات القطاع الخاص من متعهدين ومقاولين الذين لديهم آليات لمساعدة مؤسسات القطاع العام والمديريات الخدمية وبالأخص في الأحياء الشعبية.

وخصصت المحافظة مراكز إيواء من 150 شقة في حي مساكن هنانو شرقي حلب تابعة لمجلس المدينة، و25 شقة في حي الشيخ طه، و17 مدرسة لايواء مؤقت لعشرات العائلات.

أضرار أثرية

طالت قلعة حلب وسط المدينة بعض الأضرار الطفيفة والمتوسطة، منها سقوط أجزاء من الطاحونة، وحدوث تشقق وتصدع وسقوط أجزاء من الأسوار الدفاعية الشمالية الشرقية، بحسب تقرير للمديرية العامة للآثار والمتاحف.

كما سقطت أجزاء كبيرة من قبة منارة الجامع الأيوبي، وتضررت مداخل القلعة، ووقوع أجزاء من الحجارة، ومنها مدخل البرج الدفاعي المملوكي، وتعرضت واجهة التكية العثمانية لأضرار أيضًا لم يحدد التقرير حجمها.

وتضررت بعض القطع الأثرية المتحفية داخل خزن العرض في المتحف الوطني في حلب، وظهرت تصدعات وتشققات على واجهة المتحف، كما أفاد التقرير بسقوط عدد من مآذن الجوامع التاريخية في حلب.

وأعلن معاون وزير الصحة في حكومة النظام السوري، أحمد ضميرية، تسجيل 371 وفاة و1089 إصابة، في محافظات حلب و اللاذقية وحماة وطرطوس كحصيلة غير نهائية، بالإضافة إلى تسجيل انهيار وتصدع في عشرات الأبنية السكنية.

وضرب زلزال بقوة 7.4 درجات على مقياس ريختر، وبعمق 7 كيلومترات تحت الأرض، فجر اليوم الاثنين كان مركزه ولاية كهرمان مرعش التركية، فيما بلغت هزاته الارتدادية أكثر من 42 هزة ارتدادية، خلفت أضرار بشرية ومادية كبيرة في شمالي سوريا وتركيا.

وتشهد محافظة حلب بشكل متكرر سقوطًا وانهيارًا في مبانٍ سكنية، بسبب العمليات العسكرية التي شهدتها المحافظة بين عامي 2012 و2016، قبل أن تسيطر عليها قوات النظام.

وبحسب تقرير نشره معهد الأمم المتحدة للبحث والتدريب عام 2019، شهدت محافظة حلب أكبر نسبة دمار في سوريا، بوجود 4773 مبنى مدمرًا كليًا، و14680 مدمرًا بشكل بالغ، و16269 مدمرًا بشكل جزئي، ليبلغ مجموع المباني المتضررة 35722.