تنذر مشاهد الدمار في شمال غربي سوريا وإحصائيات الأبنية المتضررة، باستمرار معاناة آلاف المدنيين الذين فقدوا منازلهم في المنطقة، خصوصًا في ظل تدني درجات الحرارة وضعف الإمكانيات اللازمة لتأمين مراكز إيواء تغطي الحاجة.
ومنذ اللحظات الأولى لوقوع الزلزال الذي ضرب ولاية كهرمان مرعش، بلغ عدد الأبنية المدمرة بالكامل في شمال غربي سوريا نحو 210 بناء، بالإضافة إلى حوالي 440 بناء دمّرت بشكل جزئي، بحسب أحدث إحصائية لـ”الدفاع المدني السوري”.
وفي حين تركزت معظم جهود المنظمات والجهات في الشمال السوري على إنقاذ العالقين تحت الأنقاض، ما تزال مئات العائلات في الطرقات والأماكن العامة، وسط استمرار العاصفة الثلجية وتدني درجات الحرارة.
وقال “الدفاع المدني السوري”، إن عاصفة هوائية قوية مترافقة بأمطار غزيرة وثلوج ضربت شمال غربي سوريا، تزامنًا مع استمرار الهزات ارتدادية، محذرًا من زيادة احتمال انهيار المباني.
وناشد “الدفاع المدني” جميع المنظمات الإنسانية والجهات الدولية لتقديم الدعم المادي ومساعدة المنظمات التي تستجيب للكارثة ومساعدة ضحايا الزلزال بشكل عاجل.
استجابة “طارئة”
بعد مضي حوالي 16 ساعة على وقوع الزلزال، بدأت حملات الاستجابة للعائلات الناجية من قبل العديد من المنظمات والجهات الفاعلة في المنطقة.
مدير قسم حملات الاستجابة في فريق “ملهم التطوعي”، فيصل الأسود، قال لعنب بلدي إن الفريق يعمل على نصب خيام كبيرة مزودة بشوادر في مختلف المناطق، ما يضمن سلامة العائلات المتضررة في حال وقوع ارتدادات جديدة.
كما يعمل الفريق على توزيع مواد استجابة طارئة على العائلات المتضررة، بحسب ما قاله الأسود.
بدوره قال مدير مركز إسعاف إدلب في منظمة “بنفسج” محمد سمارة، إن المنظمة تعمل على توزيع خبز وفرشات إلى جانب البطانيات.
وأضاف سمارة، أن المنظمة عملت على تجهيز مركز إيواء بشكل أولي في بلدة الملند بريف إدلب الغربي، وهي أحد أكثر البلدات تضررًا في ريف إدلب.
مبادرات حكومية
أعلنت “الحكومة السورية المؤقتة” عن فتح كافة الأبنية التابعة لهيئاتها ومؤسساتها لإيواء المتضررين من الزلزال.
كما فتحت “المؤقتة” الصالات الرياضة والمساجد ومباني جامعة “حلب” في مناطق سيطرتها، بحسب تعميم نشرته الحكومة عبر معرفاتها الرسمية.
من جهتها أعلنت حكومة “الإنقاذ” صاحبة النفوذ في محافظة إدلب وجزء من ريف حلب الغربي، عن فتح مراكز إيواء لاستقبال العائلات المتضررة.
كما جهزت سيارات محملة بمواد عينية وخيام لتوجيهها “عند الحاجة”، وفق ما قاله رئيس حكومة “الإنقاذ” خلال مؤتمر صحفي.
بدوره عمل “الائتلاف السوري” على تجهيز مراكز إيواء مؤقتة وخيام كبيرة في عدة مناطق، بينها مدينة الباب ومدينة تل أبيض ومنطقة عين العروس بريف الرقة الشمالي.
جهود محلية
برزت العديد من المبادرات المحلية استجابة لاحتياجات المتضررين في مختلف مناطق شمال غربي سوريا.
وأفاد مراسلو عنب بلدي في مختلف مناطق شمال غربي سوريا، أن العديد من المطاعم والصالات الخاصة جُهزّت من قبل أصحابها لإيواء المتضررين.
كما أخليت العديد من المستودعات والمحلات التجارية لاستقبال المتضررين، تزامنًا مع تشكيل فرق تطوعية لتوزيع المساعدات العينية على الأشخاص العالقين في الطرقات.
الكارثة مستمرة
يواصل “الدفاع المدني” الإعلان عن تزايد أعداد الضحايا والمصابين، إذ ارتفع عدد ضحايا الزلزال لأكثر من 700 حالة وفاة وأكثر من 2000 مصاب، بحسب أحدث إحصائية.
تزامن ذلك مع استمرار المناشدات ونداءات الاستغاثة للمجتمع الدولي والمحلي للمساعدة في إنقاذ الناس العالقة تحت الأنقاض، و تأمين مراكز إيواء للمتضررين.
كما حذّرت العديد من المنظمات الإغاثية من نقص في الإمكانيات وضعف الاستجابة الإنسانية، مطالبة باتخاذ إجراءات طارئة تحول دون تفاقم الوضع.