عنب بلدي – ريف إدلب
لا تزال الآبار الرومانية في قرية سردين بريف إدلب الشمالي عُرضة للتلوث بمياه الصرف الصحي، الأمر الذي حوّل العديد منها من مورد مائي كبير إلى مصدر للأمراض والروائح الكريهة والأوبئة الناتجة عن هذا التلوث.
آبار تعد من أبرز المعالم الأثرية القديمة، بحاجة إلى تأهيل ورعاية خاصة بعد أن صارت مصدر خطر، سواء لتلوثها أو تسببها بوفاة عدة أشخاص نتيجة السقوط فيها.
وتنتشر الكثير من الآبار في القرية التي تقع على بعد حوالي 50 كيلومترًا من مركز مدينة إدلب باتجاه الشمال، وثلاثة كيلومترات عن مدينة قورقنيا، و14 كيلومترًا عن مدينة حارم.
ملوثة بمياه الصرف الصحي
رئيس مجلس قرية سردين، أحمد عبد الغني، قال لعنب بلدي، إن عدد الآبار الرومانية الموجودة في القرية 360 بئرًا، تنتشر جميعها في منطقة تسمى الخربة، وقد اندثر القسم الأكبر من هذه الآبار، وبقي قسم منها يستعمله الأهالي حتى الوقت الحالي.
وأوضح عبد الغني أن أبرز السلبيات لهذه الآبار، هي اعتمادها من قبل بعض الأهالي كمصادر لتوريد مياه الشرب رغم أنها غير معقمة، وعُرضة للتلوث بشبكة مياه الصرف الصحي لمدينة قورقنيا، التي تمر بمنطقة قريبة من هذه الآبار.
وتُستخدم هذه الآبار بحسب عبد الغني في الزراعة، إذ يمكن تزويد المزارعين والفلاحين بوسائل الري، وتوريد هذه المياه لسقاية بعض المزروعات، وتتحول الزراعة من بعلية الى مروية، لكنها أيضًا ملوثة وبحاجة إلى معالجة.
خطر على الأهالي
تعتبر آبار سردين مصدر خطر، فقد أدت إلى حوادث وفاة نتيجة السقوط فيها، أحدثها في 21 من تموز 2022، حين توفي ثلاثة أطفال وأصيب رابع بسبب سقوطهم في بئر حجرية بعمق عشرة أمتار.
مراسل عنب بلدي في إدلب نقل حينها عن أحد أبناء سردين أن فوهة إحدى الآبار سقطت بأربعة أطفال، وأنهم كانوا يغرفون الماء لسقاية الماشية عندما هوت الفوهة بهم إلى العمق.
“الدفاع المدني السوري” وصل إلى المكان بعد فقدان الأطفال، وجرى إسعافهم إلى أحد المستشفيات، لكن ثلاثة منهم توفوا.
رئيس جمعية الفلاحين في قرية سردين، حسن الطاهر، قال، إن الآبار كانت سابقًا صالحة للشرب والزراعة، لكن لم تعد كذلك بسبب مرور مياه الصرف الصحي لمدينة قورقنيا بالقرب منها، لافتًا إلى أن بعض الأهالي أعادوا تأهيل عدد منها لاستخدام مياهها في الزراعة وسقاية المواشي.
وأوضح الطاهر لعنب بلدي، أن الفلاحين هجروا بعض الآبار بسبب عدم استطاعتهم استخراج المياه نتيجة غلاء المحروقات، مضيفًا أن تنفيذ مشروع محطة معالجة لخط الصرف الصحي القريب منها، يجعل تأثير الآبار إيجابيًا، من خلال توفير مياه صالحة للشرب وللزراعة ولسقاية المواشي.
وأشار الطاهر إلى أن توفير مياه الآبار للفلاحين يزيد الإنتاج الزراعي بتحويل المزروعات من بعلية إلى مروية، ويؤمّن لعائلات القرية نوعًا من الاكتفاء الذاتي في الخضراوات ويسد حاجتهم.
وبحسب شهادات أخرى حصلت عليها عنب بلدي من أهالي القرية، تبقى محاولات تأهيل بعض الآبار ومعالجة مياهها بدائية وغير كافية، لكنهم يستخدمونها تحت ضغط الحاجة.