توقف الدعم عن مركز غسل الكلى في عفرين.. كارثة تهدد المرضى
عنب بلدي – عفرين
“إغلاق المركز يعني أنني مهددة بالموت”، بنبرة يائسة تحدثت الخمسينية فاطمة العلو عن أثر إغلاق مركز غسل الكلى في عفرين، التابع لمنظمة “بهار”.
تُجبر فاطمة على ارتياد مركز غسل الكلى في مستشفى “بهار” (السلام سابقًا) مرتين أسبوعين جراء إصابتها بمرض القصور الكلوي، وفق ما قالته لعنب بلدي.
ومنذ الحديث عن إغلاق المركز جرّاء انقطاع الدعم، تواجه فاطمة وعشرات المرضى المخاوف ذاتها.
وفي حين انقطع الدعم عن المركز في منتصف كانون الأول 2022، ما زال كادره يعمل مؤقتًا بشكل تطوعي.
البدائل غائبة
يعتبر المركز من أهم مراكز غسل الكلى، إذ يستقبل بين 62 و70 مريضًا شهريًا، وبمعدل ثلاث جلسات أسبوعيًا لكل مريض، بحسب معلومات حصلت عليها عب بلدي من إدارة المركز.
وهو المركز الأكبر في مدينة عفرين كونه يخدم حوالي 70% من مرضى القصور الكلوي في المدينة وضواحيها، بينما يغطي مستشفى “عفرين المركزي” احتياجات بقية المرضى.
ورغم وجود مراكز أخرى في مدينتي الراعي واعزاز، لا تستطيع فاطمة الذهاب إليها بسبب حالتها المرضية التي تجعل التنقل لمسافات طويلة أمرًا مرهقًا.
وفي ظل اضطرار المرضى إلى مراجعة المراكز بشكل متكرر أسبوعيًا، تصير تكلفة المواصلات حملًا ثقيلًا عليهم، بحسب ما قالته فاطمة.
كما أن فاطمة لا تستطيع تحمّل تكاليف شراء مواد غسل الكلى، في حال توقف الدعم عن المركز.
ويعيش عبد الرحمن غنوم المصاب بمرض القصور الكلوي مخاوف فاطمة ذاتها، إذ يحتاج إلى مراجعة المركز ثلاث مرات أسبوعيًا.
وقال عبد الرحمن لعنب بلدي، إن عجزه عن العمل بشكل متواصل بسبب حالته الصحية، يجعل تأمين تكاليف العلاج في حال توقف الدعم عن المركز خيارًا مستحيلًا.
كما يعوق الوضع المعيشي عبد الرحمن عن تحمل تكاليف الوصول إلى مراكز غسل الكلى في المدن المجاورة بسبب ارتفاع أجور المواصلات.
تهديد بإغلاق قريب
مدير مستشفى “بهار”، ريزان خليل، قال لعنب بلدي، إن المركز مهدد بالتوقف عن العمل خلال أيام قليلة جراء انقطاع الدعم.
ويعمل المركز بالوقت الراهن بشكل تطوعي، لكنه لن يستطيع الاستمرار على هذه الحال بسبب النقص الكبير بمواد غسل الكلى، بحسب ما قاله خليل.
وتواجه إدارة المستشفى تحديات كبيرة خلال محاولاتها الإبقاء على المركز خوفًا من الخطر الذي سيتعرض له المرضى بعد توقفه عن العمل.
كما تعمل الإدارة بشكل مستمر على التواصل مع الجهات الدولية المانحة العاملة في شمال غربي سوريا لإيجاد الدعم اللازم للمركز، إلى جانب تواصلها مع مديرية الصحة، في محاولة لتأمين مواد غسل الكلى.
إغلاق ينذر بكارثة
مدير مستشفى “بهار”، ريزان خليل، قال إن توقف الدعم عن المركز سيتسبب بأزمة كبيرة لبقية المراكز، إذ ستجبر على تحمل أعداد مرضى تفوق قدرتها، لافتًا إلى أن الإغلاق ينذر بكارثة إنسانية.
عبدو اعزازي، فني غسل كلى يعمل في المركز، قال لعنب بلدي، إن مريض غسل الكلى مهدد بفقدان حياته بعد عشرة أيام من انقطاعه عن جلسات الغسل.
ورغم أن القدرة الاستيعابية للمركز نحو 60 مريضًا شهريًا، يستقبل المركز 70 مريضًا بسبب الاحتياجات الكبيرة للمرضى.
وأضاف أن عدد مرضى القصور الكلوي بازدياد مستمر، لافتًا إلى أن جميع مراكز ريف حلب تعمل تحت ضغط كبير، بسبب قلة المراكز مقارنة بحجم الحاجة.
ويشهد القطاع الطبي شمال غربي سوريا تهديدات مستمرة بانقطاع الدعم، ما ينذر بأزمات صحية في المنطقة، بحسب تقارير صادرة عن منظمات أممية ومحلية.
ويعاني القطاع الصحي في سوريا أزمة، فنسبة كبيرة من المراكز الصحية خارج الخدمة أو متوقفة جزئيًا، بحسب التقرير السنوي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، الصادر في 25 من كانون الثاني الماضي.
وبلغ عدد المحتاجين إلى رعاية صحية 15 مليونًا، بالإضافة إلى 6.9 مليون نازح داخل سوريا و5.6 مليون لاجئ في الدول المجاورة.
وفي عام 2022، انخفض دعم القطاع الطبي في شمال غربي سوريا بنحو 40%، ما ترك عشرات المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى تكافح للعمل بموارد منخفضة، وفق تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية.
شارك بإعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في عفرين أمير خربطلي
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :