“Chat GPT” يجتاز الاختبارات الجامعية ويزيد مخاوف فقدان الوظائف
أُطلق روبوت الدردشة “Chat GPT”، في 30 من تشرين الثاني 2022، وخلال خمسة أيام فقط وصل إلى مليون مستخدم حول العالم، إذ يعتبر صاحب أقوى انطلاقة متخطيًا كبرى الشركات والمنصات في العالم.
فما “Chat GPT”، وما أبرز ميزاته، وبماذا يختلف عن عملاق محركات البحث “Google”، وما الذي جعل بعض المؤسسات تحظر استخدام البرنامج.
“Chat GPT” هو نموذج لغة ذكاء صناعي متقدم طورته شركة “OpenAI”، يستخدم خوارزميات التعلم العميق لتوليد ردود شبيهة بالإنسان على الأسئلة والمطالبات باللغة الطبيعية، وهو قادر على الإجابة عن مجموعة واسعة من الموضوعات، ولديه القدرة على فهم السياق، ما يجعل ردوده وثيقة الصلة وغنية بالمعلومات.
يجتاز الاختبارات
اجتاز “Chat GPT” مؤخرًا الأجزاء الثلاثة من امتحان الترخيص الطبي الأمريكي لشركة “Ansible Health” الناشئة في وادي السليكون، التي كانت تبحث في عديد من أدوات الذكاء الصناعي والتعلم الآلي لتحسين رعايتها، بحسب تقرير صادر عن “medRxiv” لعلوم الصحة.
وذكر التقرير أن الأداة كانت قادرة على إظهار مستوى عالٍ من التوافق والرؤية في تفسيراتها، والنتائج تشير إلى أن النماذج اللغوية الكبيرة قد تكون لديها القدرة على المساعدة في التعليم الطبي، وربما اتخاذ القرارات السريرية، ومع ذلك استبعد الباحثون مجموعة من الإجابات غير المحددة بسبب أن “Chat GPT” مبرمج لتجنب تقديم المشورة الطبية.
وفي كلية الحقوق بجامعة “مينيسوتا” الأمريكية، اجتاز أيضًا اختبارًا آخر، حيث طرح الأستاذ المساعد في كلية الحقوق جون تشوي أسئلة الامتحان من خلال “Chat GPT”، وأعاد تنسيقها لتناسب الاختبار، وخلط الاختبارات الناتجة مع اختبارات الطلاب.
حصل “Chat GPT” على درجة منخفضة، ولكنه ناجح في القانون الدستوري، ومزايا الموظفين، والضرائب، والأضرار، وفقًا لتشوي.
الفرق بين “جوجل” و”Chat GPT”
صُمم محرك البحث “جوجل” لمساعدة المستخدمين في العثور على المعلومات على الإنترنت، باستخدام خوارزميات التعلم الآلي بالبحث في “الويب” واسترداد المعلومات ذات الصلة، بينما صُمم “Chat GPT” لإنشاء استجابات نصية لإدخالات المستخدم، ويعتمد على تقنيات معالجات اللغة الطبيعية لإنشاء نص مشابه للإنسان، بناء على المداخلات التي يتلقاها، إذ لديه القدرة على معالجة المعلومات المبعثرة على الإنترنت وتقديم إجابة دقيقة بوقت قصير.
وبعد إطلاق “Chat GPT” بمدة قصيرة، وعلى الرغم من أنه لا يزال لديه مجال كبير للتطور، فإنه دفع إدارة “جوجل” إلى إعلان “الكود الأحمر” الذي يعد بمنزلة إنذار للشركة، إذ تخشى وصولًا تكنولوجيًا هائلًا يمكن أن يقلب عمل أكبر شركة في وادي السليكون، بحسب تقرير صدر في 21 من كانون الأول 2022 لصحيفة “The New York Time“.
وذكر التقرير أن “جوجل” تعتزم إطلاق التكنولوجيا التي دفعت روبوت الدردشة الخاص بها كخدمة حوسبة سحابية للشركات الخارجية، وأنها قد تدمج التكنولوجيا في مهام دعم العملاء البسيطة.
وأعلنت أيضًا “مايكروسوفت”، في 23 من كانون الثاني الماضي، أنها تستثمر مليارات الدولارات الإضافية في شركة الذكاء الصناعي المزدهرة “OpenAI” مع اكتساب “Chat GPT” الخاص بها شعبية كبيرة في العالم.
تأثيره على العمالة
برامج الذكاء الصناعي، مثل “Chat GPT”، لها تأثير كبير على فرص العمل في مختلف الصناعات، ومع استمرار تقدم تقنية الذكاء الصناعي، أصبحت قادرة بشكل متزايد على أداء المهام التي كان يقوم بها البشر فقط في السابق، وقد أدى ذلك إلى مخاوف بشأن فقدان الوظائف والبطالة.
وفي وظائف مثل خدمة العملاء، تُستخدم روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الصناعي للتعامل مع استفسارات العملاء، ما يقلل من الحاجة إلى ممثلي خدمة العملاء البشرية.
وبحسب تقرير “لرويترز” في 21 من كانون الثاني الماضي، أعلنت “جوجل” عن إلغاء 12 ألف وظيفة، وأنها ستضاعف جهود الذكاء الصناعي، وأن تخفيضات الوظائف تؤثر على 6% من قوتها العاملة.
“جوجل” ليست وحدها التي أعلنت عن تسريح عمال، فقبلها أعلنت عمالقة التكنولوجيا مثل “أمازون” و”مايكروسوفت” و”ميتا” عن تقليص عدد الوظائف لديها، والاستثمار في مجال الذكاء الصناعي.
يحظر في الجامعات والمجلات
بعد الشهرة السريعة التي اكتسبها “Chat GPT” في العالم، وبفضل طريقته في الجواب عن أي سؤال يطرح، حيث يعطي المعلومة المطلوبة دون أي جهد، بدأ كثير من الطلاب في العالم باستخدام البرنامج لحل الواجبات التي تفرض عليهم، ولهذا السبب قامت العديد من الجامعات والمعاهد بحظر استخدامه معتبرة أنه إحدى وسائل الغش.
أحدث هذه الجامعات هي “ساينس بو” في باريس، إذ قالت الجامعة في 27 من كانون الثاني الماضي، إن أي شخص يتبين أنه استخدم برنامج الدردشة الآلي سيواجه “عقوبات قد تصل إلى الطرد من المؤسسة أو حتى من التعليم العالي”، بحسب ما نقلته “فرانس 24“.
وبحسب صحيفة “The Guardian“، فرضت مدارس مدينة نيويورك، في 6 من كانون الثاني الماضي، حظرًا على “Chat GPT”، وسط مخاوف من أن الطلاب قد يستخدمونه للغش.
ووفقًا لإدارة التعليم في نيويورك، سيتم حظر الأداة عبر جميع الأجهزة والشبكات في المدارس العامة بالمدينة.
وقالت مجموعة من الجامعات الأسترالية، إنها ستغير تنسيقات الاختبارات، لإبعاد أدوات الذكاء الصناعي باعتبارها غشًا.
وأعلن رئيس تحرير مجلة “ساينس” الأمريكية، هولدن ثورب، تطبيق سياسة تحريرية جديدة تحظر استخدام برنامج “Chat GPT”، وفقا لصحيفة “The Guardian“.
وبحسب الصحيفة، فإن العديد من المجلات العلمية حظرت على المؤلفين أن يستخدموا “Chat GPT”، وذلك بسبب مخاوف من أن يملأ المؤلفات الأكاديمية بأبحاث “معيبة وملفقة”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :