كشفت صحيفة بريطانية تعرض الأطفال الطالبي اللجوء غير المصحوبين بذويهم لانتهاكات و”إساءات عاطفية” متكررة من قبل موظفي وزارة الداخلية البريطانية.
وقالت صحيفة “الجارديان” البريطانية، في تقرير نشرته مساء الأحد 29 من كانون الثاني، إن أغلبية الأطفال غير المصحوبين ببالغين يصلون إلى بريطانيا من دول ذات سجلات “مروعة” من الصراع وانتهاكات حقوق الإنسان، مثل سوريا، وإيران، وأفغانستان، والعراق.
ويفرض القانون البريطاني على السلطات المحلية واجبًا قانونيًا لحماية وتأمين جميع الأطفال المحتاجين في منطقتهم المحلية، بغض النظر عن هويتهم أو كيفية وصولهم إلى المملكة المتحدة.
ويخضع الأطفال الذين يعبرون القناة الإنجليزية لرعاية مقاطعة كينت، وفق القانون، لكن منذ عام 2021، أعلنت المقاطعة عدم قدرتها على رعاية طالبي اللجوء، ليجري احتجاز الأطفال في مرافق مؤقتة ضمن ظروف سيئة مع وجود مخاطر على سلامتهم، ولفترات أطول من طالبي اللجوء البالغين.
وأنشأت وزارة الداخلية حلًا “مؤقتًا” لإيواء هؤلاء الأطفال في الفنادق بدلًا من المرافق المؤقتة حتى يمكن نقلهم إلى المقاطعات الأخرى، وبحسب التقرير، لا أحد لديه السلطة القانونية الرسمية للدفاع عنهم، حيث تُركوا للرعاية المعتمدة من وزارة الداخلية.
وخلال وجود الأطفال في فنادق وزارة الداخلية، لم يُتخذ أي إجراء بشأن طلبات اللجوء الخاصة بهم، لكن يجري تركهم هناك إلى أن تصبح مقاطعة بريطانية أخرى على استعداد لاستقبالهم، بموجب مخطط طوعي يسمى “مخطط التحويل الوطني”، الذي يُنتقد لكونه يعاني نقص التمويل.
ووصف التقرير معاملة الأطفال على أيدي بعض الموظفين في فندق “برايتون” الذي تديره وزارة الداخلية، بتعرضهم لمستويات “قاسية من الإساءة العاطفية”، تشمل تهديد الموظفين برمي الأطفال من النوافذ، والاستهزاء من احتمالية تعرضهم للاتجار، والاعتداء عليهم “عنصريًا” واحتجازهم في غرفهم لأيام متتالية.
تقارير سابقة
أوضح تقرير لمفتشية الحدود العام الماضي عن “ثغرات مقلقة” في رعاية الأطفال، إذ على الرغم من وجود الممرضات في الفنادق، لم تكن لديهن السلطة لوصف الأدوية للأطفال، بما في ذلك أدوية مسكنة للآلام، ولم تكن هناك إمكانية للوصول إلى معدات الطوارئ مثل أجهزة تنظيم ضربات القلب.
ولا يوجد دعم للصحة العقلية، على الرغم من المستويات العالية من الصدمات التي يعانيها عديد من القاصرين، كما أنه لا تتم تلبية احتياجاتهم التعليمية الأساسية.
وكشف تحقيق نشرته ذات الصحيفة البريطانية الأسبوع الماضي، عن اختطاف عشرات الأطفال من طالبي اللجوء، من قبل عصابات في فندق تديره وزارة الداخلية البريطانية، في أسلوب يبدو متكررًا على الساحل الجنوبي في بريطانيا.
ونقل التحقيق عن أحد المبلغين عن المخالفات ويعمل مقاولًا في الوزارة، أن الأطفال اختُطفوا من الشارع خارج فندق في مدينة برايتون، جنوب شرقي بريطانيا، ووُضعوا في سيارات.
وذكرت “الجارديان” أن وزارة الداخلية تبيّن أنها تلقت تحذيرات متكررة بهذا الشأن من قبل الشرطة التي أوضحت أن الأطفال من طالبي اللجوء في الفندق، والذين وصلوا مؤخرًا إلى بريطانيا بلا آباء أو أمهات، يمكن أن يتعرضوا للاستهداف من قبل الشبكات الإجرامية.
وخلال عام ونصف، نزل في الفندق نحو 600 طفل دون ذويهم، وجرى الإبلاغ عن فقدان 136 طفلًا، أكثر من نصفهم (79) لا يزالون في عداد المفقودين.
وبعد نشر التحقيق، أُجبر وزير الهجرة البريطاني، روبرت جينريك، على الاعتراف أمام البرلمان بأنه عبر الفنادق الستة التي تستخدمها وزارة الداخلية لاستيعاب الأطفال الذين يطلبون اللجوء، فُقد 440 طفلًا من أصل 4600 طفل، ولا يزال 200 في عداد المفقودين.
وكانت شبكة “CNN” الأمريكية نشرت، في 6 من تشرين الثاني 2022، مقالًا تحليليًا تحدثت فيه عن انهيار نظام معالجة طلبات اللجوء في المملكة المتحدة.
–