أفرجت قوات النظام السوري، بوساطة من حركة “رجال الكرامة”، عن مجموعة من مقاتلي “قوة مكافحة الإرهاب”، سبق أن أسرتهم خلال معركة دارت بين الطرفين شرقي محافظة السويداء.
ونشرت شبكة “السويداء 24” المحلية، مساء الأحد 29 من كانون الثاني، تسجيلًا مصوّرًا يظهر حديث المقاتلين المفرج عنهم خلال اجتماعهم مع القائد العسكري لحركة “رجال الكرامة”، يحيى الحجار، في مضافته.
ويظهر التسجيل حديث المقاتلين عن تفاصيل معركة “خازمة” عن أن المقاتلين صمدوا لعدة ساعات مع أن عددهم لم يتجاوز 15 مقاتلًا، بينما حاولوا التواصل مع حزب “اللواء السوري”، الذي وعدهم بتدخل طيران التحالف الدولي لتأمين غطاء لهم.
وبعد انتظار دام لساعات لم تتدخل قوات التحالف المتمركزة في قاعدة “التنف” على مقربة من المنطقة، بينما أطلق قائد المجموعة، سامر الحكيم، النار على نفسه منتحرًا.
سبق ذلك ببضع ساعات بيان نشرته حركة “رجال الكرامة” (كبرى فصائل السويداء) قالت فيه، إنه وبعد تكليف ذوي المعتقلين للحركة، أفرجت قوات النظام عن سبعة معتقلين، بينما يجري التحضير لتسلّم جثمان المعتقل الثامن فيما بعد.
يحيى الحجار ظهر في تسجيل مصوّر أيضًا خلال استقباله للمعتقلين في محافظة السويداء، متحدثًا عن أن من يريد تشكيل فصيل عسكري في المحافظة، عليه أن يحافظ على عناصر الفصيل، وإلا “ليجلس في منزله”، في إشارة إلى مالك أبو الخير مؤسس حزب “اللواء السوري”.
ما معركة “خازمة”؟
في 9 من حزيران 2022، حاصرت مجموعة موالية لإيران وقوات “الأمن العسكري”، مجموعة تتبع لـ”قوة مكافحة الإرهاب”، في بلدة خازمة بريف السويداء الجنوبي الشرقي.
وتُعرف “مكافحة الإرهاب” بأنها فصيل محلّي مسلح، أعلنت مؤخرًا عن تحالفها مع القوات الأمريكية والمجموعات المحلية المدعومة من قبلها في منطقة الـ”55 كيلومترًا”، أو ما يُعرف باسم قاعدة “التنف”.
استمرت الاشتباكات في البلدة التي كان يتمركز فيها مقاتلو المجموعة لعدة ساعات، استُخدمت فيها أسلحة متوسطة وثقيلة، وانتهت بمقتل قائد المجموعة، سامر الحكيم، وانسحاب بقية عناصرها باتجاه بادية السويداء في محاولة للوصول إلى قاعدة “التنف”.
من جانبها، قالت شبكة “السويداء ANS” المحلية، والمقربة من “مكافحة الإرهاب”، عن مصدر عسكري في الفصيل عقب المواجهات، إن من بين القوات المهاجمة مقاتلين أجانب يتبعون لميليشيات تدعمها إيران.
سعت عنب بلدي حينها للتحقق من هوية الجهة التي نفذت الهجوم، ونوع السلاح المستخدم، وعدد مقاتليها، إذ ذكر مصدر مسؤول في حزب “اللواء” الحليف لـ”مكافحة الإرهاب” في حديث سابق، أن المعركة أدارتها إيران.
وشاركت فيها أذرعها وميليشياتها، ومنها “الدفاع الوطني”، وعناصر جاؤوا من منطقة تل صحن، وهي نقطة تمركز للقوات الإيرانية، كما شارك عناصر يتبعون لـ”حزب الله” اللبناني، وآخرون من “الأمن العسكري”، وقطع من الجيش السوري.
وانتهت المعركة بأسر مقاتلين من “مكافحة الإرهاب” ومقتل قائد المجموعة سامر الحكيم، الذي مُثّل بجثته على أيدي المجموعات التابعة للنظام في المنطقة.
اقرأ أيضًا: “انتظروا القادم”.. رسالة “المشنقة” الإيرانية في السويداء
بين “مكافحة الإرهاب” وقاعدة “التنف”.. قتل الحكيم
تُعرف مجموعة “مكافحة الإرهاب” بأنها من الفصائل المتعاونة مع جيش “مغاوير الثورة” (جيش سوريا الحرة حاليًا) المدعوم من التحالف الدولي، والمتمركز في قاعدة “التنف” العسكرية شرقي حمص.
هذا التحالف بين الطرفين جاء بوساطة من حزب “اللواء السوري” المثير للجدل في السويداء، والذي أُسس في 28 من تموز 2021، عبر بيان قال فيه إنه حزب سياسي “غير مسلح”، ويعتمد على العمل المدني في دعم قضيته وأهدافه.
الحزب برر تحالفه مع “مكافحة الإرهاب” بأنه خوف من تعرض أفراده للقمع والاعتقال من جانب النظام السوري، ما دفعه للتنسيق مع المجموعة المسلحة الهادفة لحماية المدنيين في محافظة السويداء.
وفي آذار 2022، سلّم فصيل “مكافحة الإرهاب” من وصفه بـ”عميل الأمن العسكري” جودت حمزة، للقاعدة العسكرية الأمريكية في منطقة التنف، لضلوعه بالعمل لمصلحة “حزب الله” اللبناني في نقل وترويج المخدرات داخل محافظة السويداء جنوبي سوريا.
في حين أكد المكتب الإعلامي لفصيل “مغاوير الثورة” المتمركز في قاعدة “التنف”، تسلّمه متعاونًا مع “حزب الله” اللبناني ومتهمًا بضلوعه بعمليات تهريب المخدرات جنوبي سوريا، من فصيل “مكافحة الإرهاب” المحلي في السويداء.
بينما أكد عضو المكتب الإعلامي سابقًا لـ”مغاوير الثورة”، أحمد الخضر، أن الفصيل تسلّم المتعاون مع “حزب الله” اللبناني جودت حمزة، وهو الآن في القاعدة العسكرية الأمريكية بمنطقة التنف شرقي حمص يخضع للتحقيق.
وعن طبيعة التحالف بين “مكافحة الإرهاب” و قوات التحالف الدولي في المنطقة، قال الخضر لعنب بلدي، إن التعاون بين مجموعة “مكافحة الإرهاب” المحلية في السويداء و”مغاوير الثورة” في إطار مكافحة تهريب وانتشار المخدرات جنوبي سوريا، ومكافحة جميع أنواع الجريمة في المنطقة.
–