د. أكرم خولاني
كلنا قد سمعنا عن التصوير الطبقي المحوري Ct scan سواء للرأس أو لغيره من مناطق الجسم، ولكن تصوير الرأس والدماغ هو أكثر أنواع هذا التصوير طلبًا، إذ يلجأ إليه الأطباء للكشف عن الكثير من المشاكل الداخلية في الرأس خاصة بعد الحوادث أو عند الاشتباه بوجود أورام أو نزوف أو احتشاءات أو التهابات، وهو إجراء سريع ودقيق نسبيا ومتوفر في معظم المشافي ومراكز التصوير الشعاعي الطبي.
ما التصوير الطبقي المحوري
التصوير الطبقي المحوري أو التصوير المقطعي المحوسب (Computed tomography scan-Ct scan) هو أحد وسائل التصوير الطبي تعتمد على الأشعة السينية (X Ray)، وقد تم اختراعه قبل أكثر من 50 عامًا؛ ففي عام 1959 تم اقتراح فكرة مسح الرأس بواسطة الأشعة السينية والقدرة من خلالها على إيجاد الكتلة الشعاعية لسطح مستوي عبر الرأس، تم بناء أول آلة تصوير مقطعي في إنجلترا،وتم إجراء أول عملية تصوير عام 1971 في لندن.
وتقوم تقنية التصوير الطبقي المحوري على أخذ صور بالأشعة السينية بطريقة مختلفة عن الطريقة التقليدية، والدمج بين الأشعة السينية وتقنية الكمبيوتر للحصول على عدة صورعلى شكل مقاطع أو شرائح للجسم البشري تظهر من خلالها أعضاء الجسم الداخلية بوضوح عال جدا مقارنة بصور الأشعة السينية التقليدية.
وفي حالة تصوير الرأس تتميز الصورة المقطعية بأنها تعطي تقييمًا دقيقًا وسريعًا لحالة جمجمة ودماغ وباقي مكونات رأس المريض كالأنف والجيوب الأنفية والأذنين والحجاجين (تجاويف العينين)، ويعتبر التصوير الطبقي المحوري هو الأفضل والأدق في تصوير العظام عند مقارنته مع جميع فحوص الأشعة الأخرى.
وقد يتطلب التصوير الطبقي المحوري صبغة تباين تُحقن عن طريق الوريد لتزيد من وضوح الصورة، ولذلك هناك نوعان من التصوير الطبقي المحوري للرأس:
· التصوير الطبقي المحوري للرأس دون الصبغة: تصوير للرأس دون الحقنة الوريدية للمادة الصبغية.
· التصوير الطبقي المحوري للرأس مع الصبغة: تصوير للرأس يتطلب الحقن الوريدي للمادة الصبغية.
ما الحالات التي يُجرى فيها التصوير الطبقي المحوري للرأس
يجرى التصوير الطبقي المحوري للرأس لتقييم حالة المريض في الحالات التالية:
حدوث أحد الأعراض التالية دون سبب واضح:
· الإغماء المستمر.
· الصداع الشديد المتكرر.
· الاختلاجات، خاصة إذا كانت حديثة.
· تغيرات مفاجئة في السلوك أو في التفكير.
· فقدان السمع.
· فقدان البصر.
· ضعف العضلات أو التنميل والوخز.
· صعوبة الكلام.
· صعوبة في البلع.
معاناة المريض من أعراض وعلامات حادث وعائي دماغي CVA .
التعرض لحادث أو سقوط أو صدمة على الرأس.
وجود تشوهات خلقية في الجمجمة.
الاشتباه بعيوب خلقية في الدماغ كالضمور.
في حالة استسقاء الرأس؛ أو تراكم السوائل داخل الجمجمة.
تحديد ما إن كان المريض يعاني من التهاب الجيوب المجاورة للأنف أو هناك أي تغيرات بها.
تقييم أم الدم والتشوهات الشريانية الوريدية والأوعية الدموية.
متابعة حالة المريض المصاب بحادث وعائي دماغي.
تقييم مدى الأضرار التي لحقت بالعظام والأنسجة الناعمة للدماغ لدى المصابين بصدمة للوجه وينوون القيام بعملية ترميمية
لتوجيه إجراءات أخرى مثل الجراحة أو الخزعة ومساعدة الطبيب في القيام بها.
التحضير للعلاج الإشعاعي لسرطان الدماغ والأنسجة الأخرى.
ما الأمراض التي يمكن كشفها عن طريق التصوير الطبقي المحوري للرأس
الجلطات الدماغية والنزيف الدماغي.
الكسور والتشوهات في عظام الجمجمة.
التشوه الشرياني الوريدي الدماغي، أو الأوعية الدموية غير الطبيعية بالدماغ.
ضمور أنسجة المخ.
العيوب الخلقية في الدماغ.
الاستسقاء الدماغي وتوسع أجواف الدماغ.
التهابات وخراجات الدماغ.
الأورام الدماغية الحميدة والخبيثة.
التهابات الجيوب الأنفية.
ضخامة القرينات الأنفية أو وجود زوائد لحمية أو انحراف الحاجز الأنفي.
كيف يُجرى التصوير الطبقي المحوري للرأس
يمكن أن يتم الإجراء في المستشفى أو في مركز التصوير الشعاعي الخارجي إذا كان يتوفر لديه جهاز التصوير الطبقي المحوري.
في حالة التصوير دون حقن الصبغة لا يحتاج المريض لأي تحضيرات قبل يوم التصوير.
أما في حالة التصوير مع حقن الصبغة فيجب إبلاغ الطبيب عن جميع الأدوية التي يتناولها المريض، وخاصة دواء مرض السكري “الميتفورمين” لأنه قد يتفاعل مع الصبغة، لذا يجب إيقافه قبل التصوير، وكذلك يجب إبلاغ الطبيب إذا ما كان المريض يعاني من أي حساسية معروفة لصبغات التباين، وسيطلب من المريض عدم أكل أو شرب أي شيء لبضع ساعات قبل الإجراء، وقد يعطى أدوية (عادة الستيروئيدات) لتقليل خطر الحساسية، وتؤخذ هذه الأدوية قبل 12 ساعة من إعطاء صبغة التباين.
في يوم الإجراء، يجب عدم ارتداء المجوهرات والأشياء المعدنية الأخرى لأنها يمكن أن تؤثر على وظيفة الماسحة الضوئية وتتداخل مع الأشعة السينية مما يسيء لجودة الصورة.
في حالة التصوير مع حقن الصبغة يتم حقنها للمريض عبر الوريد قبل بدء التصوير.
جهاز التصوير مكون من حلقة كبيرة، ويطلب من المريض الاستلقاء على طاولة ضيقة تتحرك بدورها داخل هذه الحلقة، ومن المهم جدا أن يظل المريض ثابتًا تمامًا أثناء الاختبار، ويمكن حتى لحركة صغيرة طمس الصور، لذلك يتم عادة استخدام أدوات معينة لتثبيت الرأس أثناء التصوير.
ولأن بعض الناس يجدون جهاز الاشعة المقطعية مخيف أو خانق، فقد يقوم الطبيب بإعطاء دواء مركن للمريض للحفاظ على الهدوء أثناء العملية، وفي حال إجراء التصوير للأطفال فغالبا ما يوصى بالتخدير العام.
سيعمل الجهاز ﺑﺑطء، وتتحرك طاولة المريض للداخل وتبدأ الحلقة الكبيرة بالدوران في نفس الوقت، حيث يدور شعاع الأشعة السينية الخاص بالماسح الضوئي حول الرأس مما يؤدي إلى إنشاء سلسلة من الصور للرأس من زوايا مختلفة، تسمى الصور الفردية بالشرائح، ويخلق تراص الشرائح صورًا ثلاثية الأبعاد.
يحتوي الماسح الضوئي المقطعي على ميكروفون ومكبرات صوت للتواصل مع المريض، وأثناء التصوير سيكون فني الأشعة أو الطبيب في الغرفة المجاوة بحيث يمكنه رؤية المريض والتحدث إليه وفي بعض الأحيان قد يطلب منه كتم أنفاسه في أوقات ومواضع معينة.
يمكن رؤية الصور فورًا على الشاشة، ويتم تخزينها لعرضها وطباعتها لاحقًا.
بعد الانتهاء من التصوير يمكن عودة المريض إلى حياته الطبيعية بشكل طبيعي جدًا، ولكن في حالة استخدام الصبغة يوصى بشرب الكثير من السوائل لتتمكن الكليتين من التخلص من الصبغة بأسرع وقت.
ما مخاطر إجراء التصوير الطبقي المحوري للرأس
تصوير الأشعة المقطعية للرأس غير مؤلم، ولا يتضمن التدخل الجراحي، ويعد آمنًا بشكل عام، لكن قد تكون له بعض الآثار الجانبية مثل:
الانزعاج وعدم الارتياح: بعض المرضى يشعرون بعدم الارتياح على الطاولة الصلبة، وبعضهم يواجه صعوبة في البقاء دون حركة داخل مكان ضيق، وقد يصابون بالقلق بسبب الخوف من الأماكن المغلقة.
خطر التعرض للإشعاع: يؤثر إشعاع التصوير المقطعي المحوسب سلبيًا على بعض فئات المرضى كالحوامل، لذلك على النساء إعلام الطبيب وفني الأشعة إذا كن حوامل أو كان هناك أي احتمال للحمل، وعندها يمكن اللجوء للتصوير بطرق أخرى كالأمواج فوق الصوتية (الإيكو) أو الرنين المغناطيسي.
الآثار السلبية لصبغة التباين: تحتوي مادة التباين عادة على اليود الذي قد يسبب بعض الآثار الجانبية لدى الأشخاص الذين لديهم حساسية منه مثل الغثيان والقيء والطفح الجلدي والحكة والعطاس، لذلك قد يعطي الطبيب المرضى أدوية الستيروئيدات أو مضادات الهستامين قبل أن يتم حقن الصبغة.
في حالات نادرة جدًا، يمكن أن تسبب صبغة التباين حساسية مفرطة، وهو رد فعل تحسسي لكامل الجسم يمكن أن يهدد الحياة، لذلك من الضروري أن يخبر المريض الفني على الفور في حال مواجهة أية صعوبة في التنفس.
قد يشعر المريض بحرق خفيف عندما تدخل صبغة التباين إلى الوريد، كما قد يعاني البعض من طعم معدني في أفواههم وإحساس دافئ في جميع أنحاء الجسم، لكن تعتبر هذه التفاعلات طبيعية وعادة ما تختفي في أقل من دقيقة.
بعد الانتهاء من إجراء التصوير قد يحتاج المريض إلى شرب سوائل إضافية للمساعدة في طرد اليود من الجسم.