أظهرت مواقع رصد وتتبع للبواخر والناقلات البحرية، مسار تحرك ناقلة إيرانية يرجح وصولها إلى ميناء اللاذقية في سوريا، دون معرفة حمولتها حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
موقع “Marine Traffic” المختص برصد الملاحة البحرية حول العالم، رصد سفينة “AZARGON” الإيرانية في 27 من كانون الثاني الحالي، على مقربة من السواحل العمانية متجهة إلى قناة “السويس” المصرية باتجاه البحر الأبيض المتوسط.
ورجح حساب “Istihbarat1800“، المختص برصد حركة السفن الروسية والإيرانية عبر “تويتر”، أن تصل ميناء اللاذقية خلال مدة زمنية لم يحددها.
الناقلة تعتبر الرحلة الرابعة من نوعها منذ مطلع العام الحالي، إذ تحدث موقع “TankerTrackers” في 23 من كانون الثاني الحالي، عن أن إيران أجرت عملية نقل نفط “سوداء” (من سفينة إلى أخرى) في وسط البحر الأحمر من ناقلة نفط عملاقة محملة بالكامل، وتنتمي لشركة “أفراماكس”.
وكلا الناقلتين سلمتا 2.1 مليون برميل مجمعة إلى سوريا حينذاك، وهو ما أكدته مصادر في وزارة النفط لموقع “أثر برس” المحلي.
وفي 17 من كانون الثاني الحالي، وصلت ناقلتا غاز ومازوت إيرانيتان إلى ميناء “بانياس”.
ونقل موقع “أثر” المحلي حينها عن مصدر في مصفاة “بانياس”، أن ناقلة الغاز محمّلة بألفي طن غاز منزلي، وناقلة أخرى للمازوت تبلغ حمولتها ثمانية آلاف طن.
وفي 10 من كانون الثاني الحالي، وصلت ناقلة نفط محملة بمليون برميل نفط خام للمرة الأولى في العام الحالي إلى ميناء “بانياس”، وناقلتا غاز طبيعي حمولتهما أكثر من أربعة آلاف طن.
وتختلف واردات النفط من إيران إلى سوريا شهريًا، وفقًا لبيانات منظمة “UANI” التي تراقب حركة الناقلات المتعلقة بإيران عبر السفن وتتبع الأقمار الصناعية.
وكانت الناقلة “AZARGON” التي تتجه إلى سوريا حاليًا، حطت في سوريا أيضًا، في 23 من تشرين الأول 2022.
هل ابتعدت ضغوط تقليص الواردات؟
نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال“، في 15 من كانون الثاني الحالي، تقريرًا قالت فيه إن إيران ضاعفت سعر إمدادات النفط للنظام السوري، ما تسبب بأزمة الوقود مؤخرًا في سوريا.
ورغم أن حجم النفط الذي أرسلته طهران إلى دمشق في الربع الأخير من عام 2022 مماثل للعام السابق، رفضت زيادة المعروض لتلبية الطلب المتزايد في سوريا.
ولفت التقرير إلى بطء أكبر في نقل النفط لإيراني إلى سوريا، مشيرًا إلى أن الناقلة التالية “لن تغادر إيران إلى سوريا حتى مطلع آذار المقبل”، ما يعني فجوة زمنية لا تقل عن 11 أسبوعًا بين شحنتين، على اعتبار أن الشحنة الأحدث غادرت في منتصف كانون الأول 2022.
ومع انشغال روسيا بحربها في أوكرانيا، ومحاولة إيران تحقيق استقرار اقتصادي، يبدو أن لدى الأسد مساحة أقل للمناورة ما قد يدفعه للاستعانة بجيرانه، بمن فيهم أعداء طهران، وفق التقرير.
النظام يسعى
إثر تقرير “وول ستريت جورنال”، تواترت اللقاءات السياسية بين المسؤولين الإيرانيين والنظام السوري بكثافة منذ مطلع العام الحالي، بينما ربطتها تقارير صحفية بمساعِ النظام للوصول إلى تسوية مع إيران فيما يتعلق بواردات النفط الإيراني.
أحدث هذه اللقاءات كانت لوزير الدفاع في حكومة النظام السوري، علي محمود عباس، في 24 من كانون الثاني، وقبله للمستشارة الخاصة برئيس النظام السوري، بثينة شعبان، في 21 من كانون الثاني.
وفي 14 من كانون الثاني الحالي أيضًا، زار وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان دمشق، والتقى نظيره، فيصل المقداد، ورئيس النظام السوري، بشار الأسد، بعد أقل من ثلاثة أشهر على زيارة مماثلة للمقداد إلى طهران.