وثق التقرير السنوي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، أزمة القطاع الصحي في سوريا لعام 2022.
وذكر التقرير، الصادر في 25 من كانون الثاني، أن القطاع الصحي يعاني من أزمة، ونسبة كبيرة من المراكز إما خارج الخدمة أو متوقفة جزئيًا.
وبلغ عدد الأشخاص الذين هم بحاجة لرعاية صحية 15 مليونًا، بالإضافة إلى 6.9 مليون نازح داخل سوريا و5.6 مليون لاجئ في الدول المجاورة.
ووصل عدد الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى 90%، بنسبة زيادة 10% عن السنوات السابقة.
وقالت نائبة المبعوث الخاص للأمين العام لسوريا نجاة رشدي، عبر تغريدة في “تويتر”، في 12 كانون الثاني، إن هناك حاجة ماسة إلى توفير تمويل إضافي لسوريا، خاصة مع وجود حوالي 15.3 مليون شخصًا بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.
القطاع الصحي “خارج الخدمة”
وبحسب التقرير، فإن البنية التحتية للخدمات الصحية الأساسية مثل المستشفيات ومراكز الصحة تتطلب إعادة صيانة وتأهيل.
وخلال عام 2022، وصل عدد المشافي إلى 113 في عموم سوريا، 26% منها تعمل بشكل جزئي و27% منها خارج الخدمة، ومن بين 1789 مركزًا صحيًا تعمل نسبة 21% جزئيًا و32% خارج الخدمة تمامًا.
وأوضح التقرير أنه لا يمكن معالجة هذه الفجوات إلا من خلال الاستثمار طويل الأجل.
ومن الأسباب الإضافية لتدني مستوى القطاع الصحي في عموم سوريا استهداف القطاع الصحي من قبل الأطراف المتنازعة.
وفقد “الدفاع المدني” (الخوذ البيضاء) منذ عام 2013 وحتى تاريخ تحرير المادة، 252 من متطوعيه إثر استهدافهم في أثناء تأدية مهامهم الإغاثية، فيما أصيب أكثر من 500 متطوع.
ويواجه العديد من المتطوعين أو العاملين في منظمات أو مؤسسات أو جمعيات إغاثية وطبية في سوريا خطر الموت أو الاعتقال خلال أداء مهامهم.
ويوجد نقص مزمن في طاقم الرعاية الصحية بسبب النزوح والهجمات وتدني الرواتب. وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى أن 50% من القوى العاملة الصحية غادرت سوريا، وفقًا للتقرير.
ويبلغ متوسط الراتب الشهري في سوريا خلال عام 2022 نحو 146 الفر ليرة سورية، و50% من الموظفين معدل رواتبهم 146 ألفًا أو أقل، بحسب موقع “Salary explorer” المختص بأرقام سلم الرواتب.
نصف مليون طفل يعاني من سوء التغذية
أوضح التقرير أن أعداد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية المزمن بلغ نصف مليون، ويعاني 137 ألف طفل إضافي دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، مما يزيد من تعرضهم للأمراض التي لا يمكن الوقاية منها.
45% من جميع الوفيات في سوريا مرتبطة بالأمراض غير المعدية، بحسب التقرير، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والإصابات والسرطان والسكري.
وفي أحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية بالاشتراك مع “أوتشا” حول أعداد مرض الكوليرا، الصادر في 16 من كانون الثاني، توجد 77 ألفًا و561 حالة إصابة مشتبه بها في سوريا، منذ إعلان تفشي المرض في 25 من آب 2022 حتى 7 من كانون الثاني الحالي.
وبلغ عدد الحالات الإيجابية للإصابة بالمرض 1893 حالة، بمعدل وفاة 0.13%، ضمن المناطق المتأثرة بالمرض.
ودخلت دفعة من لقاحات “الكوليرا”، في 19 من كانون الثاني، إلى شمال غربي سوريا.
وتشهد العديد من المدن السورية خلال السنوات الماضية أزمة في مياه الشرب جراء التلوث وسوء أنابيب نقل المياه، واختلاطها بمياه الصرف الصحي، أسفرت عن تفشي الأمراض والأوبئة آخرها كان “الكوليرا”.