شنت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) سلسلة من المداهمات في قرى وبلدات الحسكة والرقة، وريف حلب الشرقي، أسفرت عن اعتقال العشرات، وذلك في إطار حملة أطلقتها قبل ثلاثة أيام.
ومع استمرار إطلاق هذه الحملات الأمنية، يستمر نشاط خلايا التنظيم بوتيرة متفاوتة، إذ أعلن من جانبه عن عمليات طالت مقاتلين من “قسد” خلال الأيام القليلة الماضية.
وفي إطار حملة “قسد” الأمنية التي حملت اسم “الانتقام لشهداء الرقة”، نشرت “وكالة هاوار” اليوم، الجمعة 27 من كانون الثاني، تسجيلًا مصورًا قالت إنه من عمليات مداهمة في محافظة الرقة أسفرت عن اعتقال 32 شخصًا بتهمة الانتماء للتنظيم.
بينما امتدت هذه المداهمات إلى قرى وبلدات شرقي محافظة الحسكة، وتركزت في القرى الممتدة على الحدود العراقية، واعتقلت عددًا من الأشخاص بحسب ما أفاد مراسل عنب بلدي في الحسكة.
المداهمات الأحدث سبقها بيوم واحد حديث “قسد” عن اعترافات لشخص قالت إنه “والي الرقة”، والمسؤول عن خلايا تنظيم “الدولة”، بعد اعتقاله إلى جانب 68 عنصرًا خلال عملية أمنية شمال شرقي سوريا.
بينما أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) أيضًا، في 22 من كانون الثاني الحالي، إنها نفذت غارة عبر طائرة مروحية بالتزامن مع هجوم بري من جانب “قسد” استهدف أعضاء في تنظيم “الدولة” شرقي سوريا، دون تحديد المنطقة الجغرافية بدقة.
إعلانات مضادة
في خضم الإعلانات من جانب التحالف الدولي، وحليفته “قسد” عن نتائج هذه الحملات الأمنية لملاحقة خلايا التنظيم، لا تزال عمليات الأخير نشطة شمال شرقي سوريا أحدثها خلال هذا الأسبوع، بحسب ما أعلن التنظيم عبر معرفاته الرسمية.
في وقت مبكر من فجر اليوم الجمعة، أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” عن حصيلة عملياته للأسبوع الماضي في سوريا، وتركزت هذه العمليات في مناطق نفوذ “قسد” شرق نهر الفرات.
ونفذت خلايا التنظيم بين 20 و27 من كانون الثاني الحالي، عمليتي استهداف في محافظتي دير الزور والحسكة، وأسفرت الاستهدافات عن مقتل وجرح ستة أشخاص من “قسد”، بحسب ما جاء في العدد الأسبوعي لجريدة “النبأ” التابعة للتنظيم.
المنطقة التي تعرضت لمداهمات من جانب “قوات سوريا الديمقراطية” شرقي محافظة الحسكة، سبق أن شهدت استهدافًا بعبوة ناسفة لسيارة عسكرية تابعة لـ”قسد” أسفرت عن إصابة عدد من العناصر بجروح، بحسب التنظيم.
بينما لا تعلن “قسد” عادةً عن الهجمات التي تطال قواتها في المنطقة، باستثناء الهجمات واسعة النطاق، كما حدث في سجن “غويران” في الحسكة، مطلع عام 2022.
اقرأ أيضًا: كيف تحولت مواجهة تنظيم “الدولة” إلى حرب أرقام في سوريا
وسبق أن تبنى التنظيم، في 26 من كانون الأول الماضي، هجومًا طال مقرًا لـ”أسايش” شمال غربي محافظة الرقة، أسفر عن مقتل وجرح العشرات، تبع ذلك إطلاق “قسد” حملة أمنية لملاحقة خلايا التنظيم.
من جانبه، قال الرئيس المشترك لهيئة الداخلية في “الإدارة الذاتية“، علي حجو، إن الهجوم أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر من “أسايش”، إضافة إلى ثلاثة آخرين من “قسد”.
ودائمًا ما تنفذ “قسد” مداهمات تتركز بشكل رئيسي في قرى ريف القامشلي الجنوبي والقرى القريبة من الحدود العراقية، إضافة إلى اعتقال أشخاص بشكل فردي في مدينة القامشلي بتهم متنوعة كالانتماء للتنظيم، أو التواصل مع “المخابرات التركية”.
وكانت “قسد” أطلقت في 29 كانون الأول حملة أمنية تحت اسم “صاعقة الجزيرة” استمرت نحو ثمانية أيام استهدفت خلالها كامل ريف الحسكة من القامشلي وحتى الحدود العراقية والقرى على الحدود الإدارية مع بقية المحافظات اعتقلت خلالها مئات الأشخاص، ثم عاودت إطلاق سراح بعضهم.