المدن الجامعية ملجأ للطلاب في سوريا رغم تدني الخدمات
مع انطلاق الامتحانات الجامعية، في 15 من كانون الثاني الحالي، بدأت رحلة الطلاب بالبحث عن خيارات تخفف عنهم أعباء الحياة اليومية في مناطق سيطرة النظام، ما دفع عديدًا منهم للتوجه إلى المقاهي والصالات المخصصة للدراسة، أو الانتقال إلى المدن الجامعية في حال توفر ذلك.
ورغم الشكاوى المتكررة من سوء الخدمات وتدني مستوى النظافة في السكن الجامعي، يحاول الطلاب العثور على أماكن شاغرة ضمن السكن، بحسب ما رصدته عنب بلدي.
ما الأسباب؟
وسط أزمات المحروقات المتتالية، تشهد المحافظات السورية قلة في توفر المواصلات، ويشكّل وصول الطلاب إلى جامعاتهم دون تأخير تحديات كبيرة لمعظمهم.
وقالت إلهام (23 عامًا) من مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، لعنب بلدي، إنها تضطر إلى مشاركة صديقتها بغرفة السكن الجامعي خلال فترة الامتحانات.
وبررت إلهام، وهي طالبة بكلية الحقوق في جامعة “البعث”، حاجتها إلى السكن بالمخاوف التي تتشاركها مع معظم الطلاب من عدم الوصول إلى قاعات الامتحانات بالوقت المحدد، بسبب قلة توفر المواصلات.
وتزداد حاجة الطلاب إلى التواصل فيما بينهم، بالإضافة إلى اعتمادهم الدائم على الإنترنت في دراستهم، ما يجعل الانقطاع المتكرر بشبكة الإنترنت وطول ساعات “التقنين” عائقًا كبيرًا في حياة الطلاب، وفق ما قالته إلهام.
وأضافت إلهام أن الطلاب يستفيدون من انخفاض ساعات “التقنين” في مباني المدن الجامعية، ما يضمن توفر الإنارة وشبكة الإنترنت لوقت أطول خلال اليوم.
ومع ارتفاع إيجارات المنازل إلى أرقام قياسية، لم يعد باستطاعة طلاب الجامعات الوافدين إلى الجامعات من محافظات أخرى، الحصول على منازل بأسعار مناسبة، ما جعل السكن الجامعي خيارهم الوحيد لمتابعة تعليمهم.
وتبلغ رسوم السكن الجامعي نحو 25 ألف ليرة سورية في العام الدراسي، بينما تبلغ إيجارات المنازل في معظم المحافظات حوالي 300 ألف شهريًا في الحد الأدنى، بحسب ما رصدته عنب بلدي.
صعوبات الحصول على سكن
لا يستطيع عديد من طلاب الجامعات الحصول على غرف في السكن الجامعي، إذ يحصل كل أربعة طلاب على غرفة، بينما يحصل الطلاب المقربون من “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا” على عدد كبير من الغرف تُوزع بحسب رغبتهم، بحسب شكاوى طلاب تحدثت إليهم عنب بلدي.
واشتكى غازي (19 عامًا)، طالب في كلية العلوم بجامعة “حلب”، من أن نصف الغرف في السكن الجامعي مقسمة بين “اتحاد الطلبة” وفرع حزب “البعث” في الجامعة.
وقال الشاب، إن ظروف الطلاب الذين يحصلون على تلك الغرف مختلفة عن بقية الطلاب، مبررًا ذلك بحصولهم على غرفة لكل طالب أو طالبين بأسوأ الأحوال.
بينما يضطر معظم الطلاب للبقاء بـ”علبة كبريت”، إذ يتشارك كل أربعة أو خمسة طلاب غرفة واحدة.
وتشهد وحدات السكن الجامعي في معظم الجامعات تدنيًا بالخدمات وانقطاعًا متكررًا للمياه، بالإضافة إلى تدني مستوى النظافة في معظم المرافق.
كما يعاني الطلاب خلال الشتاء قلة وسائل التدفئة، ويضطر معظمهم لاستخدام وسائل تسبب حرائق متكررة.
في المقابل، تقتصر ردود فعل المسؤولين في الجامعات على شكاوى الطلاب المستمرة منذ سنوات، على وعود بتحسين واقع المدن الجامعية.
شارك بإعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في حمص عروة المنذر
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :