تتواصل ردود الفعل الدولية بعد سماح السلطات السويدية لزعيم حزب “الخط المتشدد”، الدنماركي اليميني راسموس بالودان، بإحراق نسخة من القرآن الكريم قرب السفارة التركية في العاصمة السويدية، استوكهولم.
وتفاعلت القضية إلى ربطها بقضية انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، واعتراض تركيا على ذلك.
واستنكرت دول عربية وإسلامية اليوم، الأحد 22 من كانون الثاني، إقدام “متطرفين” في السويد على الحادثة، مدينة ما وصفتها بـ”الأعمال الاستفزازية لمشاعر المسلمين ومقدساتهم”، معتبرة أنها تحرض على العنف والكراهية.
أبرز الإدانات جاءت من السعودية وقطر والكويت والإمارات والبحرين والأردن وعمان وماليزيا.
كما أصدرت مصر والمغرب وأفغانستان، إلى جانب الموقف التركي، الذي انضم إلى مجموعة من الملفات والتحركات السياسية المفتوحة بين البلدين.
من جانبه، وصف وزير الخارجية السويدي، توبياس بيلستروم، حرية التعبير بأنها جزء أساسي من الديمقراطية، موضحًا أن ما هو قانوني ليس بالضرورة مناسبًا.
Freedom of expression is a fundamental part of democracy. But what is legal is not necessarily appropriate. Burning books that are holy to many is a deeply disrespectful act. I want to express my sympathy for all Muslims who are offended by what has happened in Stockholm today.
— SwedishPM (@SwedishPM) January 21, 2023
وقال بيلستروم، إن “حرق الكتب المقدسة لكثيرين هو عمل غير محترم للغاية. أود أن أعبر عن تعاطفي مع جميع المسلمين الذين ساءهم ما حدث في استوكهولم”.
الموقف التركي
وفي بيان لها، قالت وزارة الخارجية التركية، “ندين بأشد العبارات الهجوم الدنيء على كتابنا المقدس، القرآن، في السويد، على الرغم من تحذيراتنا المتكررة في وقت سابق”.
وأضافت أن “السماح بهذا العمل المعادي للإسلام، والذي يستهدف المسلمين ويهين قيمنا المقدسة، تحت غطاء حرية التعبير، أمر غير مقبول على الإطلاق، هذه جريمة كراهية صريحة”.
كما ألغى وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، الزيارة التي كانت مقررة في 27 من كانون الثاني الحالي، لوزير الدفاع السويدي إلى تركيا.
وقال أكار تعليقًا على إحراق القرآن الكريم أمام السفارة التركية في السويد، “أعمال قبيحة تستهدف رئيسنا وبلدنا والقرآن في السويد”.
MİLLÎ SAVUNMA BAKANI HULUSİ AKAR: (İsveç’te Cumhurbaşkanımızı, ülkemizi ve Kur'an-ı Kerim’i hedef alan çirkin eylemler) "Geldiğimiz noktada İsveç Savunma Bakanı Jonson’un Türkiye’ye 27 Ocak’ta yapacağı ziyaretin önemi de anlamı da kalmadı. Bu nedenle ziyareti iptal ettik." pic.twitter.com/TVzi8vlXAS
— T.C. Millî Savunma Bakanlığı (@tcsavunma) January 21, 2023
وأضاف، “في هذه المرحلة، زيارة وزير الدفاع السويدي إلى تركيا في 27 من كانون الثاني، ليس لها أهمية ولا معنى، ولهذا ألغينا الزيارة”.
وشهدت مدينة اسطنبول التركية، مساء السبت، احتجاجات أمام القنصلية السويدية، تخللتها تلاوة آيات من القرآن، ودعوة المتظاهرين الدولة التركية لرفض طلب السويد الانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقطع العلاقة مع السويد، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
كما نظّم أعضاء من مؤسسة “الشباب” التركية- السويدية وقفة احتجاجية اليوم، الأحد، تخللتها تلاوة آيات من القرآن الكريم.
وكان رئيس الشؤون الدينية، علي أرباش، دعا إلى صلاة الجماعة فجر اليوم، الأحد، في كل مساجد تركيا، وعددها 90 ألف مسجد، بعد إحراق نسخة من القرآن في السويد.
Kur’an Dostları!
Haydi sabah namazına!
Yarın, sabah namazımızı kılmak ve Kur’an-ı Kerim okuyup, dua etmek için camilerdeyiz.
Ülkemizin dört bir yanında, 90 bin camimizin kubbeleri Kur’an sesleriyle inlesin, Kur’an’ın nuru yeryüzünü aydınlatsın İnşallah.— Prof. Dr. Ali Erbaş (@DIBAliErbas) January 21, 2023
وتأتي الحادثة على خلفية مماطلة سويدية بتسليم مطلوبين لتركيا، في طريق انضمام السويد إلى “الناتو”.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، هدد، في 18 من تموز 2022، بتجميد عملية انضمام السويد وفنلندا إلى حلف “الناتو”، إذا لم تتخذ الدولتان الخطوات اللازمة لتنفيذ بنود “مذكرة التفاهم”.
وأكد أن موافقة تركيا على انضمام الدولتين للحلف، مرهونة بقبول الشروط التي طرحتها بلاده على طاولة المفاوضات.
وذكر أردوغان أن بلاده لا ترى مؤشرات جيدة من السويد على وجه الخصوص، حول تعهداتها لتركيا في هذا الشأن.
–