صرح مسؤول في المحكمة الشرعية بدمشق أن معظم عقود الزواج المسجلة في الفترة الأخيرة لحالات من داخل أو خارج سوريا، يسجل فيها المهر فيها بالذهب عوضًا عن النقود، باختلاف القيمة المسجلة بين سوريي الداخل والخارج.
وأوضح القاضي في المحكمة الشرعية الثالثة بدمشق، خالد جندية، في حديثه لموقع “أثر” المحلي اليوم، السبت 21 من كانون الثاني، أن “ظاهرة” تسجيل المهور بالليرات الذهبية انتشرت مؤخرًا، بسبب المتغيرات الاقتصادية في البلاد، من تردي الوضع المعيشي لأغلبية شرائح المجتمع من جهة، والتضخم وانخفاض قيمة الليرة السورية من جهة أخرى.
وأكد جندية أن قيمة المهور تكون أقل في عقود الزواج التي تسجل ضمن سوريا، نتيجة الوضع المعيشي المتردي، مقارنة بالتي تجري من خارج البلاد.
ويبلغ سعر الليرة الذهبية في سوريا ثلاثة ملايين ليرة، وفق التسعيرة الأحدث لـ”الجمعية الحرفية للصياغة وصناعة المجوهرات” بدمشق، فيما وصل سعر غرام الذهب عيار 21 إلى 348 ألف ليرة للمبيع و374 ألفًا و500 ليرة للشراء.
ولم يقتصر التوجه المجتمعي على العقود الجديدة المسجلة، بل رافقها أيضًا تعديل للعقود القديمة غير مدفوعة المهر، وذلك بالتراضي بين الزوجين عن طريق تقديم طلب إلى المحكمة الشرعية التي تعدل المهر إلى الليرات الذهبية بعد تأكد القاضي الشرعي من رغبة الزوجين، وفق جندية، الذي أكد أن دعاوى تعديل المهور القديمة أمام المحكمة الشرعية ازدادت “بشكل كبير”.
وحول قانونية هذا التعديل، أوضح القاضي الشرعي أن مسألة حق الزوجة في تعديل مهرها القديم الذي لم تستوفِه من زوجها، نصت عليه المادة “54” من قانون الأحوال الشخصية، ولا يخالف قاعدة “العقد شريعة المتعاقدين” القانونية، كون عقد الزواج الشرعي “ذا طبيعة خاصة”، لا يمكن قياسها على العقود المدنية، بحسب جندية.
الليرة تتهاوى
تراجعت قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي بنسبة وصلت إلى 100% على أساس سنوي خلال عام 2022، إذ شهدت الأشهر الستة الأخيرة من السنة تغيرات كبيرة على قيمة الليرة، ويعتبر انخفاضها أمام الدولار عام 2022 الأكبر الذي يتم تسجيله في تاريخها.
انهيار الليرة بنسبة 100% خلال عام واحد، ترك أثره الواضح على معيشة المقيمين في سوريا بالمناطق التي تعتمد الليرة كعملة أساسية، لما رافقه من ارتفاع أسعار شبه يومي طال جميع السلع والمواد الأساسية.
ووسط هذه المتغيرات، لم تطرأ أي زيادة على دخل معظم العائلات، فلم يشهد عام 2022 في مناطق سيطرة النظام أي زيادة في الراتب الشهري الذي بقي على قيمته بالليرة السورية، لكنه انخفض بنسبة 50% قياسًا بقيمته أمام الدولار.
وبلغ سعر صرف الدولار الواحد أمام الليرة السورية 6625 ليرة اليوم، السبت، فيما بلغ 3615 في كانون الثاني عام 2022، بحسب موقع “الليرة اليوم” المختص بمراقبة سعر صرف العملات.
وبحسب تقرير صادر عن مركز “جسور للدراسات” مطلع 2021، تفتقد الليرة السورية حدود المقاومة اللازمة للدفاع عن استقرارها، ومن الصعب أن تصمد أمام أي هزة مهما كانت صغيرة، ما يؤكد أنها عرضة للانخفاض السريع.
وأضاف التقرير أنه غالبًا ما يكون أثر التحولات السياسية والاقتصادية في سعر صرف الليرة على شكل موجات ارتفاع واضحة، أي بانخفاض قيمة الليرة، الأمر الذي يجعل من الصعب تحديد المستويات التي يمكن أن تحققها.
–