جريدة عنب بلدي – العدد 50 – الأحد – 3-2-2012
مع استمرار الصمود الأسطوري لأبطال الجيش الحر في داريا، والخسائر الفادحة التي بكبّدها لجيش النظام، لابد من التذكير والتأكيد على أن هذا الصمود لم يأتِ من الفراغ، بل إن داريا قدمت في سبيل ذلك خيرة شبابها وأبطالها، الذين اختاروا الحياة الكريمة فكانت لهم.
وخلال الآونة الأخيرة، تعالت الأصوات المطالِبة للكتائب والألوية الأخرى في المناطق القريبة من المدينة بمد يد العون لمدينة داريا وجيشها الحر، وكانت الاستجابة لهذه الدعوات متفاوتة. إلا أنه ثمة نقطة مهمة قد لا يلمسها إلا من هو على مقربة من الجيش الحر، وعلى معرفة بما يجري على الأرض، وهي – وللأسف- أن ابن البلد هو وحده الغيور في معظم الأحيان على بلدته ومدينته، فتراه ثابتًا في موقعه أكثر من غيره وخاصة في المواقع والنقاط الحساسة.
داريا في هذه الفترة الحرجة، هي أكثر ما تكون بحاجة إلى أبنائها للدفاع عنها. هي اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة لفرسانها القادرين على حمل السلاح ليهبوا نصرة لها ودعمًا لإخوانهم الصامدين على جبهاتها، لتغطية النقص الحاصل ولإعطاء الجيش الحر الزخم والقوة المطلوبين في مواجهة آلة الحرب والدمار التي يستخدمها النظام.
داريا من المدن الفتية، فمن بين سكانها الذين يتجاوز عددهم الـ 250 ألف نسمة، هنالك ما لا يقل عن 20 ألف شاب ممن لديهم القدرة على الدفاع عن المدينة، وممن هم غير معيلين – لوحدهم على الأقل- لأسرهم، وبالتالي فهم قادرون أكثر من سواهم على القيام بواجب الدفاع عن المدينة.
الأولى اليوم، أن يعود هؤلاء الشباب إلى بلدهم لحمايتها والدفاع عنها، ومساندة إخوانهم وأبناء مدينتهم الذين سطروا وما يزالون أروع ملاحم البطولة والصمود، في وجه أعتى التشكيلات والقوات الأسدية تدريبًا وتجهيزًا. هؤلاء الشباب من الأولى بهم أن يكونوا المدافعين عن المدينة، ومن الأجدى أن تتوجه الدعوات لهم أولًا لحثهم على الوجود في مكانهم الصحيح.