سبب لوفاة الأطفال.. “إنفلونزا B” الموسمية منتشرة في سوريا
كثر الحديث الإعلامي عن وفيات لأطفال في سوريا، خلال الأيام الماضية، خاصة في مدينة الرقة شمالي سوريا، نتيجة الإصابة بفيروس قيل إنه “مجهول”.
هيئة الصحة التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا، اعتبرت أن الوباء المنتشر المسبب للوفيات هو “ذات الرئة”، موضحة أنها رصدت المتحور الفيروسي للوباء في المنطقة حيث تسيطر، فيما صرح مسؤولون لدى “الهيئة” بأن المرض المنتشر بناء على الحالات التي راجعت المستشفيات إنفلونزا موسمية.
بينما تناقلت وسائل إعلام محلية و مواقع إخبارية أنباء لم تنسبها لمصدر طبي مختص، بأن الفيروس المنتشر قد يكون أصله إنفلونزا الطيور أو الخنازير.
وبائيًا.. إنفلونزا موسمية
منسق ترصد الأمراض التنفسية، الدكتور ياسر الفروح، في “برنامج الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة” (EWARN)، قال لعنب بلدي، إنه من الناحية الوبائية، وبمراجعة ومتابعة الأرقام والإحصائيات، في شمال شرقي سوريا، من الواضح أن هناك تزايدًا في عدد إصابات المرض الشبيه بالإنفلونزا بدءًا من تشرين الثاني 2022، وهو ما يمكن وصف أعراضه بالحرارة، والسعال، والاحتقان بالأنف، وبالتالي فهو إنتان تنفسي خفيف لا يستدعي العلاج في المستشفى.
بينما ترافقت هذه الزيادة بارتفاع في أعداد الإصابات بمرض تنفسي حاد شديد تتمثّل أعراضه بسعال شديد، وحرارة وزلة تنفسية تؤدي إلى حاجة المريض للقبول في المستشفى، بحسب الطبيب.
تشير أرقام الإصابات الواردة إلى أن الإصابات لكلتا الحالتين تركزت في أعمار الأطفال واليافعين، بشكل أساسي تحت عمر 15 سنة، كما تم الإبلاغ أيضًا عن وفيات، معظمها لأطفال تحت عمر 15 سنة، إذ بلغت أرقام الوفيات الموثقة 25 حالة وفاة من الأطفال، وفقًا للطبيب.
وأكد الدكتور ياسر الفروح، أن إشاعات عديدة ظهرت حول نوع الإصابة وشدتها وماهية العامل الممرض المسبب لها، دون أي تأكيد لها حتى ساعة نشر هذا التقرير.
وبناء على ذلك، أوضح الفروح أنه من الناحية الوبائية، فإن الصفات السريرية والوبائية للفئات المصابة مع التوقيت الزمني لها يتماشى مع إنفلونزا موسمية، الأمر الذي يعد متوقعًا في الموسم الحالي.
بينما يتمثّل الاحتمال الثاني بأن يكون المرض المنتشر سببه الإصابة بفيروس يسمى “الفيروس التنفسي المخلوي”.
الإنفلونزا الموسمية: عدوى فيروسية حادة يسببها أحد فيروسات الإنفلونزا.
تنتشر الإنفلونزا الموسمية بسهولة وتنتقل العدوى بسرعة في الأماكن المزدحمة، بما فيها المدارس ودور التمريض، وعندما يسعل الشخص المصاب بالعدوى أو يعطس، ينتشر الرذاذ الحاوي للفيروسات (الرذاذ المعدي) في الهواء وبين الأشخاص الشديدي التقارب الذين يستنشقونه، كما يمكن للفيروس الانتشار عن طريق الأيدي الملوّثة به. |
الصفات الوبائية تؤكد “الإنفلونزا نمط B”
تشير الدراسات والأرقام الواردة حول العالم فيما يتعلق بإصابات الإنفلونزا هذا العام، إلى أنها الأشد منذ عشر سنوات، وذلك بسبب إجراءات تحديد السفر وإجراءات الصحة العامة التي اتبعت خلال العامين الماضيين في أثناء انتشار فيروس “كورونا”، والتي أدت بدورها إلى انخفاض دوران فيروس الإنفلونزا وبالتالي إلى انخفاض الحماية المناعية لدى السكان ضد الإنفلونزا نتيجة قلة التعرض للفيروس، بحسب الدكتور ياسر الفروح.
وأوضح الفروح أنه بالعودة إلى الصفات الوبائية لحالات شمال شرقي سوريا، فإن الفئة العمرية كانت متركزة بأعمار أكثر من سنتين وأقل من 16 سنة، وهو ما يستبعد العوامل الممرضة التالية:
- الفيروس التنفسي المخلوي، إذ إن الإصابة به تتركز بالأعمار قبل سنتين.
- فيروس “SARS-CoV-2” المسبب لـ”كورونا”، والذي يصيب كل الأعمار، وعادة شدته أقل عند الأطفال.
- فيروس “الإنفلونزا نمط A”، الذي تعتبر الفئتان تحت خمس سنوات، وأكثر من 65 سنة، فئات عالية الخطورة للإصابة به.
وبناء على ذلك، يمكن ترجيح الإصابة بفيروس “الإنفلونزا نمط B”، الذي يتميز بأنه يصيب الأطفال والبالغين، بحسب الطبيب الفروح، مضيفًا أن النتائج المخبرية أثبتت هذا الترجيح.
إلى الشمال الغربي
بعد مرور أكثر من شهر على انتشار الإنفلونزا في شمال شرقي سوريا، أكد الدكتور الفروح أنه خلال الأسبوع الماضي، تم إثبات وجود دوران لـ”الإنفلونزا نمط B” في شمال غربي سوريا، بعيّنات مخبرية من حالات مرض تنفسي حاد عند أطفال بعمر من خمس إلى عشر سنوات.
ما سبل الوقاية؟
أفضل طريقة للوقاية من الإنفلونزا هي أخذ اللقاح كل خريف من عمر ستة أشهر وما فوق، وخاصة للذين يعانون أمراضًا مزمنة أو الربو أو الحساسية، وحين لا يكون ذلك ممكنًا هناك بعض الطرق الأخرى للوقاية:
- تجنّب المخالطة الوثيقة مع المرضى، وحين يصاب الشخص عليه أن يبتعد عن الآخرين لحمايتهم من العدوى.
- يجب أن يبقى المريض في البيت ولا يذهب إلى المدرسة أو العمل، إذا كان ذلك ممكنًا، وبذلك يحمي الآخرين من التقاط العدوى.
- يجب على المريض أن يغطي فمه وأنفه بمنديل حين يعطس أو يسعل، فذلك يقي الأشخاص الذين حوله من التقاط العدوى.
- يجب الإكثار من غسل اليدين، فهذا يساعد على وقاية الشخص من الجراثيم والفيروسات التي تسبب العدوى.
- يجب أن يتجنب الشخص لمس عينيه أو أنفه أو فمه، حيث تنتشر الفيروسات الممرضة غالبًا بملامسة الشخص شيئًا ملوثًا بها، ثم يلمس عينيه أو أنفه أو فمه فتحدث العدوى.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :