البرلمان الأوروبي يوصي بإدراج “الحرس الثوري” في “القائمة السوداء”

وافق البرلمان الأوروبي على إضافة “الحرس الثوري الإيراني” ضمن “القائمة السوداء” الأوروبية لـ”الجماعات الإرهابية”، وتشديد العقوبات على إيران، بحسب تقرير لـ”البرلمان” نُشر اليوم، الجمعة 20 من كانون الثاني.

وصوّت البرلمان الأوروبي، الأربعاء الماضي، على حث بروكسل لإدراج “الحرس الثوري” على “القائمة السوداء”، وسط ضغوط برلمانيين غربيين لاتخاذ القرار النهائي.

ولا يلزم التصويت الاتحاد الأوروبي بالتحرك ضد “الحرس الثوري”، لكنه يأتي في إطار مساعي وزراء الخارجية لتشديد العقوبات على طهران في اجتماع بروكسل الأسبوع المقبل.

إيران: “عواقب سلبية”

احتجت إيران على تصويت البرلمان لإدراج “الحرس الثوري” التابع لها ضمن القائمة الأوروبية للإرهاب، خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، والممثل الأعلى للشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، وفق ما نقله بيان لوزارة الخارجية الإيرانية.

وقال عبد اللهيان، إن البرلمان الأوروبي يوافق على قرار “عاطفي وقاسٍ وغير مهني يتعارض مع الكياسة السياسية”، وشبه الخطوة التي اتخذها البرلمان في حق “الحرس الثوري” بـ”الطلقة في قدم أوروبا”.

وحذّر الوزير من تداعيات القرار و”انعكاساته السلبية” جراء الحكم بعاطفته وعدم تركيز البرلمان على المسارات الدبلوماسية.

وأشار إلى أن الرد سيكون “قانونيًا وحازمًا” سيتخذه مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، بحسب البيان.

انتقادات لإيران

أكد ممثل جماعة المحافظين في البرلمان الأوروبي، هيرمان ترتيش، أن النظام الإيراني هو أحد أعداء الحرية في العالم، و”بينما كان الشعب الإيراني يعاني لأكثر من 40 عامًا، كانت أوروبا تتاجر مع إيران”، وفق ما جاء في تقرير البرلمان الأوروبي.

وقالت ممثلة الاشتراكيين في البرلمان، إيفين إنجير، “حان الوقت لإرسال النظام القمعي الإيراني إلى مزبلة التاريخ”.

وأضافت ممثلة ألمانيا، هانا نيومان، أن الشعب الإيراني مستعد للتضحية، وعلى الاتحاد الأوروبي ألا يساعد في استقرار النظام الإيراني، “لا يمكن لممثلنا السامي أن يستنكر الإعدام من جانب،  ويلتقي في نفس الوقت بوزير الخارجية الإيراني على البساط الأحمر في عمان. كيف يمكن أن يتحدث عن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة إذا كان الشيء الوحيد الذي يخرج منها هو السمعة الدولية والاعتراف الذي يحتاج إليه النظام بشكل عاجل؟”.

الملف النووي الإيراني

أعرب الممثل الأعلى للشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن ارتياحه للعملية الدبلوماسية الجارية بشأن ملف الاتفاق النووي الإيراني، وقال إنه سيواصل جهوده لتسهيل إبرام اتفاق نهائي.

وناقش كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ومستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، الخميس، سبل الاتفاق النووي الإيراني، والإصرار على عدم امتلاك إيران أسلحة نووية، بحسب ما نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل“.

وتعتزم الولايات المتحدة بقيادة جو بايدن إحياء اتفاقية متعددة الأطراف انسحب منها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، ما أدى إلى تسريع الجهود الإيرانية للتخصيب.

وتفرض الولايات المتحدة على مسؤولين إيرانيين مزيدًا من العقوبات، لكنها تؤكد أن الاتفاق مع إيران لن يكون إلا عن طريق الدبلوماسية، في ظل ضغوطات إسرائيلية لاتباع الولايات المتحدة طرقًا أكثر ردعًا لعدم استحواذ إيران على أسلحة نووية.

الأسباب المعلَنة لوضع “الحرس” في “القائمة السوداء”

أيّد أعضاء البرلمان الأوروبي تعديلًا في التقرير السنوي للسياسة الخارجية، يدعو الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى إدراج “الحرس الثوري” على “القائمة السوداء”، في ظل نشاطه الإرهابي ببعض دول المنطقة، وقمع متظاهرين إيرانيين وتزويد روسيا بالمسيّرات في حربها على أوكرانيا، بحسب البرلمان الأوروبي.

وجاء ذلك بعد أن أعدمت السلطات الإيرانية نائب وزير الدفاع الإيراني السابق، علي رضا أكبري، بتهمة التجسس لمصلحة المملكة المتحدة البريطانية، إذ إنه مزدوج الجنسية.

ونفى أكبري التهم الموجهة ضده عدة مرات، فيما وصفت وزارة الاستخبارات الإيرانية في وقت سابق أكبري بأنه “أحد أهم عملاء المخابرات البريطانية في إيران”، وفق هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).

وشهدت إيران حملة قمع للاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني، منذ مقتل مهسا أميني في 16 من أيلول 2022، على أيدي قوات “شرطة الآداب”، كما حُكم على عديد من المعتقلين بالإعدام ونُفذ الحكم على بعضهم.

اقرأ أيضًا: مبعوث واشنطن إلى إيران يستبعد إزالة العقوبات عن “الحرس الثوري”

–