تستمر محاكمة الطبيب السوري علاء موسى في ألمانيا، المتهم بتعذيب وقتل مدنيين في سوريا، بعد مضي عام على الجلسة الأولى المنعقدة في 19 من كانون الثاني 2022.
وخلال جلسات المحكمة الماضية، تكرر الحديث عن تعرّض الشهود وذويهم لتهديدات أمنية تطلب منهم التراجع عن المشاركة في المحكمة.
وبينما كان أحد الأشخاص الذين تعرضوا للتعذيب على يد علاء موسى يدلي بشهادته خلال الأسابيع الماضية، داهم عناصر النظام السوري منزل شقيقته في سوريا، بحسب ما قاله مراقب جلسات المحكمة من “المركز السوري للعدالة المساءلة”، حسان محمد، لعنب بلدي، نقلًا عن الشاهد.
وقال الشاهد خلال الجلسة الماضية، إنه وأشقاءه المقيمين خارج سوريا تلقوا اتصالات متكررة بعد أن طلب عناصر النظام من شقيقته أرقام هواتفهم، ما دفعهم لتغييرها.
ويزعم الشاهد أن هناك محاولات للتواصل معه من قبل أشخاص يعملون لمصلحة النظام في مكان إقامته بإحدى الدول الأوروبية.
ولم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها، إذ قال أحد المدّعين في جلسات سابقة، إن الأمن اعتقل ابن شقيقته المقيمة في سوريا، بالإضافة إلى تعرّضه لمضايقات من قبل أشخاص تابعين للنظام وضعوا رسائل تهديد على سيارته في مكان إقامته بأوروبا.
دفع ذلك المدّعي للتردد بتقديم شهادته مرات عديدة خوفًا على من بقي من عائلته في سوريا.
كما حمّل مدّعٍ آخر النظام السوري والطبيب علاء موسى مسؤولية أي سوء تتعرض له عائلته الموجودة في سوريا، وفق ما قاله مراقب الجلسات، حسان محمد، لعنب بلدي.
ويبلغ عدد المدّعين ضد علاء موسى ثلاثة أشخاص، يتحفظ “المركز السوري” على ذكر أسمائهم أو أي معلومات يمكن أن تكشف عن هويتهم.
محامي الدفاع “يسخر”
أثار الحديث عن تعرّض الشهود والمدّعين لتهديدات أمنية جدلًا خلال جلسات المحكمة الأخيرة، إذ تساءل محامي الدفاع عن الطبيب، أسامة العجي، بأسلوب ساخر عن نوع التهديدات التي يمكن أن تأتي من النظام السوري في هذا الوقت.
وردًا على كلمات العجي، قال القاضي إن من الواضح جدًا أي نوع من التهديد يمكن أن يصدر عن النظام السوري، رافضًا طرح العجي لتساؤله، وفق ما ذكره مراقب الجلسات.
كما أكد القاضي ضرورة الحفاظ على سرية معلومات جلسات المحكمة، لافتًا إلى وجود تسريبات من قبل أطراف القضية.
ومنذ بدء المحاكمة، توجه اتهامات عديدة من قبل وسائل إعلام وناشطين سوريين لمحامي الدفاع، أسامة العجي، حول ارتباطه بالنظام السوري، خصوصًا بعد جلبه وثائق من سوريا لمساعدة موكله.
وازدادت وتيرة الاتهامات بعد أن كشف تحقيق للشرطة الألمانية، عُرض خلال المحاكمة، في تشرين الثاني 2022، عن توصيات قدمها الإعلامي السوري أكثم سليمان للطبيب علاء موسى بتوكيل المحامي السوري أسامة العجي للدفاع عنه.
وكشف التحقيق عن محادثات بين علاء موسى وأكثم سليمان، الذي اتضح أنه كان يعمل مسؤولًا إعلاميًا بالسفارة السورية في برلين خلال تلك الفترة، حول محاولة هروب الطبيب قبل القبض عليه.
وقال مراقب جلسات المحكمة، حسان محمد، إن تلك الاتهامات طُرحت خلال جلسات المحاكمة، لكن المحامي أسامة العجي أنكر وجود أي تواصل بينه وبين النظام السوري، لافتًا إلى أن الشكوك حول العجي ما زالت موجودة.
ماذا بعد؟
أنهت المحكمة استجواب أحد الشهود، ومن غير الواضح بعد إن كانت المحكمة ستجلب شهودًا إضافيين، بحسب ما قاله مراقب الجلسات.
وأضاف أن تقديم الشهادات يتطلب وقتًا طويلة مقارنة بمحاكمة الضابط السابق في المخابرات السورية، أنور رسلان، إذ استغرق عرض شهادة كل شخص ما يزيد على ثلاث جلسات.
وأرجع ذلك إلى أن إدانة رسلان كانت تعتمد على إثبات وجود انتهاكات داخل الفرع “251” الذي كان مسؤولًا عن قسم التحقيقات فيه، بينما تتطلب إدانة علاء موسى إثبات ارتكابه شخصيًا لجرائم وانتهاكات.
وبحسب جدول جلسات المحكمة، من المتوقع أن تنتهي الجلسات في نيسان المقبل، وهي قابلة للتمديد في حال لم تحتج المحكمة لإجراء جلسات إضافية.
عمل علاء موسى طبيبًا في سجن لـ”المخابرات العسكرية” بمدينة حمص عام 2011، كما عمل طبيبًا وعميلًا في جهاز المخابرات بمستشفى “المزة العسكري” رقم “601” المعروف باسم “المسلخ البشري”، حيث التُقطت صور “قيصر”.
ويواجه موسى 18 تهمة أقرتها المحكمة في 19 من كانون الثاني 2022، بعد أن كان مقررًا أن تفتتح جلسات المحاكمة بثماني تهم فقط.
ويعتبر الطبيب موسى ضالعًا في العنف الجنسي، والتعذيب، وقتل مدنيين في المستشفى “العسكري” وفرع “المخابرات العسكرية” بحمص.
–