جريدة عنب بلدي – العدد 50 – الأحد – 3-2-2012
هنا الحلبي-حلب
عثر سكان حي بستان القصر في مدينة حلب صبيحة الثلاثاء 29 كانون الثاني 2013 على ما يقارب التسعين جثة مكبلة الأيدي وملقاة في نهر قويق، منها جثث بدأت بالتحلل ما يدل على أنه تم تصفية أصحابها في وقت سابق قد يصل إلى الشهر، ومنها من يبدو أنه أعدم في اليوم السابق، ويجمع بين أغلب هذه الجثث طريقة التصفية المتبعة وهي رصاصة في العين اليسرى.
وأثارت هذه المجزرة جدلًا حول هوية مرتكبها، فمنطقة بستان القصر هي المدخل للمناطق المحررة، وهي أول منطقة تدخل إليها بعد اجتياز عدة حواجز تفصل ما بين المناطق التي يسيطر عليها النظام والمناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر، وهذه الشوارع الواقعة في الوسط بين المنطقتين تقع تحت مرمى قناصة للنظام. وقد عثر على الجثث عند نقط التماس هذه، ولكن بعد حواجز الجيش الحر، أي في مناطق سيطرته ظاهريًا، وعلى هذا الأساس اتهم النظام الجيش الحر بارتكاب هذه المجزرة.
ويروي أحد أهالي المنطقة أن هناك جثثًا لم يتمكن الأهالي من انتشالها بسبب وجودها في مرمى القناصة، بينما ذكر شاهد آخر أن شبيحة النظام حاولوا إغلاق كافة المنافذ والشوارع حول بستان القصر حتى آخر الليل بالقناصة المنتشرين على جميع المداخل والمخارج لبستان القصر.
ويذكر أن جيش النظام يسيطر على جزء من حديقة بستان القصر التي يمر منها نهر قويق ويحاول التسلل منها دائمًا بتغطية من قناص الإذاعة وقناص المشارقة،
وتم إلقاء الجثث بحسب التقديرات ليلة الثلاثاء أو فجر الثلاثاء من عند سوق الهال أو حديقة الشهباء (وهي مناطق خاضعة للنظام) ويدل انتفاخ بطن الكثير منها على أنها بقيت في الماء لأكثر من ساعة. وتم التعرف على حوالي 17 جثة حتى الآن وأغلبها كانت لأشخاص معتقلين في فرع المخابرات الجوية.
ومن المعلوم أن مجرى نهر قويق هو من المناطق التي يسيطر عليها النظام باتجاه المناطق المحررة، ونهر قويق عبارة عن ساقية صغيرة غير قادرة على دفع الجثث، ولكن الحكومة قادرة على التحكم بقوة المياه في النهر من خلال فتحها المياه عليه بغزارة ثم إعادة إغلاقها، كما أن ضفاف النهر كانت موحلة (أي رطبة) مما يعني بأنه قد تمت تقوية المياه بالليل حتى جرفت الجثث ثم أغلقت من جديد.
وبالاستناد إلى رواية الإعلامية لمى، والتي تقيم في حي بستان القصر وبحسب ما سمعته من رواية الأهالي فقد أخبرتنا أنه في اليوم السابق لتلك المجزرة تسلل رجال من الجيش الحر إلى منطقة الإسماعيلية الواقعة تحت سيطرة النظام في وضح النهار (وهي منطقة لها حساسيتها بالنسبة للنظام) واشتبكوا مع عناصر للنظام، فبدأ جيش النظام بالقصف العشوائي على منطقة بستان القصر وبدأ القناصة بتكثيف رصاصات قناصاتهم من كل المحاور على المارة، وسقط العديد من سكان الحي بين شهيد وجريح، وفسر البعض هذه المجزرة على أنها انتقام لما حصل في اليوم السابق، وخاصة أن أغلب الشهداء استنادًا إلى روايات الشهود هم من سكان بستان القصر.