قال قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، إنه يتوقع هجومًا تركيًا جديدًا خلال شباط المقبل قد يستهدف مدينة عين العرب/كوباني، تعليقًا على التهديدات الأخيرة التي أطلقها المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية، إبراهيم قالن، قبل أيام.
وقال عبدي خلال حديث إلى موقع “المونيتور” الأمريكي، الاثنين 16 من كانون الثاني، إنه يأخذ تهديدات تركيا على محمل الجد، ويتوقع هجومًا في شباط المقبل.
وأشار أيضًا إلى أن مدينة عين العرب من المحتمل أن تكون هدفًا، “بسبب معناها الرمزي للكرد في أنحاء العالم”.
“تركيا تتجه للانتخابات، ونحن ندرك أن الرئيس التركي يريد حشد التأييد القومي، ويبدو أنه يعتقد أن مهاجمة (روج آفا) مرة أخرى يمكن أن تخدم هذا الغرض”، أضاف عبدي.
نريد “علاقة سلمية” مع تركيا
عن الاتهامات التي توجهها تركيا لـ”قسد” باستمرار حول تبعيتها لحزب “العمال الكردستاني” (PKK) قال عبدي، إن هذه “الأعذار” لطالما استخدمتها تركا لشن هجمات في سوريا.
وأضاف أن “قسد” لا تشكّل أي تهديد لتركيا أو حدودها أو أمنها القومي، مشيرًا إلى أن قواته مكوّنة من كرد سوريين، ويريدون “علاقة سلمية مع تركيا”.
ولم يسبق لـ”قسد” أن هاجمت تركيا من داخل الأراضي السورية، بحسب عبدي، ولم تتصرف أبدًا في “الدفاع الشرعي عن النفس” إلا عندما استهدفت تركيا مناطق نفوذها، ودائمًا ما تتركز ردود “قسد” داخل حدود سوريا فقط.
عبدي أضاف أيضًا، “ليست لدينا نيات عدائية تجاه تركيا، سواء الآن أو في المستقبل”.
وسبق أن انخرطت “قسد” في لقاءات ومحادثات مع تركيا في الساحتين العسكرية والدبلوماسية. لكن عندما قررت أنقرة “إنهاء عملية السلام مع عبد الله أوجلان”، مع حزبي “العمال الكردستاني” و”الشعوب الديمقراطي”، أصبحت أيضًا معادية لـ”قسد”، بحسب عبدي.
ونفذت تركيا ثلاث عمليات داخل سوريا في جرابلس ثم عفرين ثم تل أبيض، ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” و”قسد”، التي تعدها امتدادًا لحزب “العمال”.
لكن عبدي أكد مرارًا أن “قسد” ليست “العمال الكردستاني”، وليست لديها روابط عضوية مع “PKK”، رغم إقراره سابقًا بوجود مقاتلين من الحزب وشغلهم مناصب قيادية في قواته.
ماذا عن تاريخ “قسد” مع “PKK”؟
خلال العام الأول للإعلان عن إطلاق “قسد” لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” في الشرق السوري، ظهر عديد من القياديين والعناصر في “PKK” إلى جانب القوات الكردية في سوريا، وهو ما اعتبره عبدي حقبة انتهت بانتهاء التنظيم.
مظلوم عبدي قال أيضًا، إن “العمال الكردستاني” ساعد في القتال ضد تنظيم “الدولة” لكن اليوم لا دور له في “الإدارة الذاتية”، وأضاف، “لسنا فرعًا من حزب (العمال الكردستاني). نحن منفصلون”.
وعن انتشار صور قائد “PKK”، عبد الله أوجلان، تركي الجنسية، في المدن السورية، اعتبر عبدي أن أوجلان رمز للكرد في الشمال السوري وأماكن أخرى، لكن ليس لـ”قسد” أي مخططات لأجزاء أخرى من “كردستان”، سواء كان ذلك في تركيا أو العراق أو إيران.
“نحن معنيون بسوريا ومستقبل كل شعوبها، نحن لا نرغب في التورط أو أن نصبح كبش فداء لفشل تركيا في حل مشكلتها الكردية، لقد عانينا بالفعل بما فيه الكفاية، ولا نقبل التعرض لهجوم مستمر بهذه الطريقة”، بحسب عبدي.
وبالتزامن مع عمليتها الجوية التي حملت اسم “المخلب- السيف”، في 20 من تشرين الثاني 2022، مستهدفة مواقع ضمن نفوذ “قسد”، تهدد تركيا بشكل متواصل بشن عملية برية في المنطقة ذاتها.
أحدث هذه التصريحات جاء على لسان المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية، إبراهيم قالن، في 14 من كانون الثاني الحالي.
وزاد من “جدّية” التلويح التركي بالعمل العسكري، اتهام أنقرة لـ”قسد” بالوقوف خلف تفجير ضرب حي الاستقلال بمدينة اسطنبول، في 13 من تشرين الثاني 2022، الأمر الذي نفته الأخيرة.
عودة التهديدات التركية بعمل عسكري كانت مفاجئة نوعًا ما، نظرًا إلى كونها كسرت حدة الحديث عن تقارب بين تركيا والنظام السوري، لتشكيل حلف ضد “قسد” في الشمال السوري، وإيجاد حلول لمسألة اللاجئين السوريين وبعض الملفات العالقة بين الجانبين.
اقرأ أيضًا: تركيا والنظام.. التطبيع على نار حامية
–