تواجه حكومة النظام السوري العوامل المناخية في فصل الشتاء، بمجموعة من المقترحات والقرارات في ظل العجز عن تأمين وسائل التدفئة جراء أزمة المحروقات التي تشهدها البلاد منذ أشهر.
وطالب أعضاء مجلس محافظة دمشق بالعودة للتوقيت الشتوي لإنهاء معاناة الطلاب والموظفين، ولا سيما في المناطق التي توجد فيها كلاب شاردة تثير الرعب في نفوس التلاميذ.
واقترحوا أيضًا تمديد العطلة الانتصافية للطلاب بسبب البرد وعدم توفر المازوت، وفق ما نقلته صحيفة “تشرين” الحكومية، الأحد 15 من كانون الثاني.
هذه المقترحات تبعتها اليوم، الاثنين، موافقة مجلس محافظة اللاذقية على رفع توصية لتمديد العطلة الانتصافية لمدة أسبوع إضافي، في ظل الظروف الحالية والأجواء الباردة، وفق ما نقلته اليوم صحيفة “الوطن” المحلية.
لا توقيت شتوي
في تشرين الثاني 2020، أعلنت حكومة النظام إلغاء اعتماد التوقيت الشتوي خلال فصل الشتاء، واعتماد التوقيت الصيفي على مدار العام، بعدما كان “الشتوي” محصورًا بآخر يوم جمعة من تشرين الأول وحتى آخر يوم جمعة من آذار كل عام، ويجري خلاله تأخير الساعة لمدة 60 دقيقة (ساعة واحدة).
وبدأ اعتماد التوقيت الصيفي خلال القرن الـ20، ما يعني أن اعتماده هو التغيير في التوقيت، بينما تعتبر العودة للتوقيت الشتوي عودة للوضع الطبيعي، أي التوقيت العالمي.
ويسهم اعتماد التوقيت الصيفي في توفير الطاقة نسبيًا، عبر الاستفادة من ضوء الشمس.
ويرى علماء نفس أن تغيير التوقيت من شأنه أن يتسبب بمشكلات نفسية لدى الشخص، إذ تضطرب ساعته البيولوجية، فلا يأخذ القسط المناسب من النوم، كما يسبب عند البعض فقدان الشهية، إذ إن الجسم يحتاج إلى فترة ليتأقلم مع المتغيرات الزمنية التي طرأت عليه.
ملامح تحسن؟
أعلن المكتب الصحفي لمحافظة اللاذقية، الأحد، إعادة 25% من مخصصات وسائل النقل (السرافيس) من مادة المازوت، بعد تخفيضها خلال الشهر الماضي، جراء نقص المحروقات في سوريا.
وبررت المحافظة قرارها بـ”تحسن” توريدات المشتقات النفطية، وزيادة مخصصات المحافظة من مادة المازوت.
هذه الخطوة سبقها تخفيض المحافظة أجور النقل الداخلي، إذ أصدر المحافظ، عامر إسماعيل هلال، في 10 من كانون الثاني الحالي، قرارًا بتخفيض أجور باصات النقل على الخطوط الداخلية، ضمن المدينة، من 375 إلى 300 ليرة سورية، أي بنسبة 20%.
كما دعا حينها الشركة العامة للنقل إلى اعتماد بطاقات مجانية للنقل يستفيد منها “جرحى الحرب” و”ذوو الشهداء”، وفق قوله.
تأخر مستقبلي
ورغم هذه الإجراءات التي توحي بتحسن واقع المحروقات في مناطق سيطرة النظام، إلى جانب وصول ناقلة من مليون برميل نفط إيراني خام إلى ميناء “بانياس” النفطي، فإن مؤشرات أخرى تشي بطول عمر الأزمة وربما تصاعدها خلال الفترات المقبلة.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، الأحد، أن إيران ضاعفت السعر الذي يدفعه النظام مقابل الحصول على النفط الخام، ما تسبب بنقص الوقود الحالي في سوريا.
كما لفتت الصحيفة في تقرير لها إلى بطء أكبر في نقل النفط الإيراني إلى سوريا، موضحًا أن الناقلة التالية لن تغادر إيران إلى سوريا حتى مطلع آذار المقبل، ما يعني فجوة زمنية لا تقل عن 11 أسبوعًا بين شحنتين، على اعتبار أن الشحنة السابقة غادرت في منتصف كانون الأول 2022.
–