وبينما كان عائدًا من منزل أحد أصدقائه في ثاني أيام عيد الفطر الموافق لـ 31 آب 2011، اعتقلت المخابرات الجوية فادي على حاجز طيار داخل مدينة داريا… كذلك توقفت أحلام المهندس الشاب الطامح للحرية وللمستقبل المزهر الذي كان يخطط له برفقة خطيبته التي كان على موعد عقد قرانها به بعد أيام قليلة.. كذلك توقفت وتتوقف أحلام الشباب الحالم في سوريا على أيدي أجهزة المخابرات.
فادي أبو حلمي من مواليد داريا 1986م، خريج قسم هندسة الميكانيك في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية -الغزل والنسيج. شاب مميز وخلوق، يحب وطنه ويحلم بسوريا الدولة الحرة الديمقراطية، كما يصفه أصدقاؤه. دفعه حبه لوطنه للمشاركة في الثورة السورية منذ انطلاقتها، فشارك المظاهرات السلمية والنشاطات المدنية في داريا
تقول خطيبته: «سرقوا أحلامه وأحلامي.. وكنا على موعد لعقد قراننا بعد العيد مباشرة… لكنه لم ينس ذلك في معتقله، فصنع لنفسه – كما أخبرني أحد أصدقائه المفرج عنهم- خاتمًا من خيوط بطانيته ووضعه في إصبعه… وأنا ما أزال أزال أنتظره بفارغ الصبر ليُلبِسني محبس خطوبتنا، وليملأ علي حيات من جديد.»
تنقل فادي خلال فترة اعتقاله بين أكثر من سجن من سجون النظام، فمكث في بداية اعتقاله في سجون المخابرات الجوية في مطار المزة، ومن ثم نُقِل إلى الفرقة الرابعة، وليُحوّل بعدها إلى سجن آمرية الطيران التابع للمخابرات الجوية، إلى أن استقر به المطاف في سجن صيدنايا المركزي، بعد أن عُرض على محكمة ميدانية أن يتمكن أحد من أهله من معرفة حكمه ومصيره.
روى أحد المفرج أن فادي كثيرًا ما كان يتلو القران داخل المعتقل، كما أنه يهتم بالمرضى ويعتني بصحتهم ونظافتهم، ويساند الأطفال المعتقلين معه ليمسح عنهم دموعهم ويخفف عنهم عناء التعذيب والألم.
استشهد العديد من أصدقاء في داريا بينما هو قابع خلف القضبان البغيضة، كما اعتقل الكثير منهم، وأُجبر أهله على النزوح من داريا كما هو حال معظم أهالي المدينة نتيجة تعرض المنازل للقصف والدمار.
عام ونصف من الاعتقال، وما يزال فادي ينتظر زيارة من أهله الذين تحول الحواجز المنتشرة في كل مكان وخطر الاعتقال دون زيارتهم له. كلما أفرج عن أحد الذين كانوا مع فادي يزور أهله لينقل لهم تحيات فادي الحارة وشوقه لأهله وخطيبته، ولينقل لهم أيضًا أمله بلقائهم وثقته أن اللقاء قريب بإذن الله.
فادي أبو حلمي… عام ونصف على الاعتقال… نطالب بالإفراج الفوري عنه وعن جميع معتقلي الرأي في سوريا….
فادي… بأمان الله.