د. أكرم خولاني
يعتبر تصوير البطن والحوض بالأمواج فوق الصوتية، أو ما يسمى بـ”الإيكو” أو “السونار”، من أكثر الإجراءات التي يلجأ إليها الأطباء لتشخيص المشكلات الصحية في البطن والحوض، وكذلك لمراقبة الحمل، ولكن الناس يظنون أن هذا الإجراء يمكن أن يكشف كل الأمراض، وهذا غير صحيح، فعلى سبيل المثال، حالات تشنج القولون أو التهابات المعدة أو القرحات الهضمية لا يمكن تشخيصها عن طريق “الإيكو” وتحتاج إلى وسائل تشخيصية مختلفة.
ما تصوير “إيكو” البطن والحوض
التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound)، أو ما يُعرف بـ”السونار” (Ultrasonography)، أو “الإيكو” (Echography)، هو تقنية تشخيصية تستخدم الموجات فوق الصوتية لتصوير الأعضاء الداخلية للجسم بجهاز يسمى محول الطاقة (مسبار/Probe) الذي يطلق موجات صوتية قصيرة لا يمكن سماعها، ترتد هذه الموجات من أنسجة الأعضاء، ويستقبل محول الطاقة هذا الصدى المنعكس، ويوجد كمبيوتر يعالج المعلومات ويحول صدى الموجات الصوتية إلى صورة للأعضاء، التي تظهر على الشاشة أمام الطبيب، وهذا يتيح رؤيتها ومكانها وشكلها وحجمها وبنيتها، كما يتيح رؤية حركتها، والتدفق الدموي في الأوعية الكبيرة.
ويتم فحص البطن والحوض بالأمواج فوق الصوتية بتصوير الأعضاء الداخلية الموجودة في البطن والحوض (الكبد، المرارة، البنكرياس، الطحال، الكلى والحوالب، المثانة، البروستات عند الرجال، الرحم والمبيضان عند الإناث، الأوعية الدموية الكبيرة)، ويعد فحص البطن والحوض بالأمواج فوق الصوتية من الفحوصات السهلة والمريحة، ولا يؤدي إلى إحداث أي ضرر في الأنسجة.
ما استخدامات “إيكو” البطن والحوض
تتعدد استخدامات “إيكو” البطن والحوض، وأشيعها تصوير الحامل لرؤية وفحص الجنين، ويُطلب في الحالات التالية:
للبحث عن سبب آلام البطن.
للكشف عن وجود ضرر في الأعضاء الداخلية بعد التعرض لحادث أو إصابة.
في حال ظهور نتائج غير طبيعية لاختبارات وظائف الكلى أو الكبد.
عند حدوث اضطراب بالدورة الشهرية لدى الشابات.
عند نزول دم مع البول.
في حال الاشتباه بإصابة المريض بأي من هذه الحالات التالية:
· تضخم الأعضاء، مثل الكبد، أو الطحال، أو الكلى.
· استسقاء البطن (وجود سائل في تجويف البطن).
· وجود حصاة صفراوية.
· فتق.
· التهاب البنكرياس.
· حصوات الكلى.
· سرطان الكبد.
· تكيس المبايض.
· التهاب الزائدة الدودية.
· جلطة دموية.
· الأورام في البطن.
المساعدة على توجيه الطبيب في أثناء إجراءات معيّنة، مثل:
· خزعة البطن، لمعرفة مكان وضع الإبرة لإزالة عيّنة صغيرة من الأنسجة.
· تصريف السوائل من كيس أو خراج.
· فحص تدفق الدم داخل البطن.
مراقبة الحمل في الثلث الأول لمعرفة ما يلي:
· معرفة موعد الحمل وتوقع موعد الولادة.
· الكشف عن وجود توأم أو أكثر.
· استبعاد حالات الحمل خارج الرحم.
· الكشف عن العيوب الخلقية للجنين في بعض الحالات.
مراقبة الحمل في الثلث الثاني لمعرفة ما يلي:
· معرفة جنس الجنين
· مراقبة نمو الجنين ونشاطه.
· تحديد عدد الأجنة وفحص بنى المشيمة.
· الكشف عن العيوب الخلقية.
· التحقق من كمية السائل الأمنيوسي.
· المساعدة في اختبارات ما قبل الولادة، مثل بزل السائل الأمنيوسي.
مراقبة الحمل في الثلث الثالث لمعرفة ما يلي:
· متابعة نمو الجنين.
· تحديد وضعية الجنين.
· معرفة كمية السائل الأمنيوسي وتقييم المشيمة.
· تقدير حجم الطفل قبل الولادة مباشرة.
كيف يُجرى “إيكو” البطن والحوض
عادة ما يُجرى التصوير عن طريق البطن:
· يستلقي المريض على ظهره على سرير الفحص.
· يقوم بالكشف عن بطنه.
· يقوم الطبيب بوضع “جل” على منطقة البطن أو الحوض، حتى يسمح بانزلاق المسبار بسهولة، والتقاط الصور بوضوح.
· يحرك الطبيب المسبار على الجلد برفق ذهابًا وإيابًا إلى أن يتمكن من رؤية المنطقة التي يريد الحصول على صور منها بوضوح.
· بعد الانتهاء، يتم مسح “الجل” الموجود على الجلد.
وهناك حالات خاصة يُجرى فيها التصوير عن طريق المهبل أو المستقيم:
· المهبل لدى السيدات: يتم إدخال مسبار رفيع مع “جل” وغلاف بلاستيكي إلى المهبل، للفحص.
· المستقيم: يوضع غطاء واقٍ على المسبار، ثم يوضع داخل المستقيم للتصوير، ويُستخدم هذا الإجراء في حالات مشكلات البروستات غالبًا.
لا تسبب أشعة الموجات فوق الصوتية على البطن والحوض أي أخطار، إذ إنها لا تصدر إشعاعًا، ولا تؤدي إلى الإضرار بالمريض بأي حال من الأحوال، وكذلك لا تسبب أي ألم أو انزعاج، ولكن في حالة إجراء التصوير من خلال المهبل أو عبر المستقيم، قد يشعر المريض ببعض الألم أو الانزعاج البسيط.
عادةً ما يستغرق التصوير حوالي 30 دقيقة حتى يكتمل، ويحصل المريض على نتائج التصوير بشكل فوري بعد أن يقوم اختصاصي الأشعة بمراجعة الصور التي تم الحصول عليها، وكتابة تقرير عن النتائج التي تم التوصل إليها.
هل من توصيات خاصة قبل إجراء التصوير
التوقف عن الأكل أو الشرب قبل إجراء الفحص بعدة ساعات (8- 12 ساعة)، إذ تساعد المعدة الفارغة في منع الطعام غير المهضوم من عرقلة عمل الموجات الصوتية للحصول على صورة واضحة، كما أن كيس المرارة يكون ممتلئًا وغير متقلص، وقد يُطلب تناول وجبة خالية من الدهون فى المساء قبل بدء الصيام لإجراء التصوير.
وقد يوصى المريض بشرب 6 كؤوس من الماء قبل ساعتين من تصوير الحوض، ويجب عدم إفراغ المثانة البولية إلا بعد إجراء تصوير “الإيكو” على الحوض.
كما يجب عدم مضغ العلكة قبل إجراء تصوير “الإيكو” على البطن والحوض.