الغذاء الملكي أو غذاء ملكات النحل أو الهلام الملكي (Royal jelly) هو إفراز عسلي للنحل يُستخدم في تغذية اليرقات بأيامها الثلاثة الأولى من عمرها، وكذلك ملكات النحل طوال حياتها، فتنال به عمرًا استثنائيًا، وهو يُفرز من غدد تحت البلعوم في رؤوس النحلات العاملات، ويمتلك قيمه غذائية عالية، وهو سر نشاط ملكات النحل وطول عمرها عن بقية أعضاء الخلية، فملكة النحل تضع 2000 بيضة في اليوم، من سنتين إلى سبع سنوات، في حين لا يتجاوز عمر النحلة العاملة الشهرين.
وللغذاء الملكي لون أصفر شاحب، وطعم حامض قليلًا، وقوام هلامي ثقيل، وأما تركيبه الكيماوي الكامل فهو غير معروف، ويختلف بحسب الجغرافيا والمناخ الذي يتكون فيه، لكنه عادة ما يحتوي على ماء، وبروتينات فريدة، و سكاكر (مثل جلوكوز، فركتوز، سكروز، ملتوز، ريبوز، مانوز، جنتيوليوز، نيو تريهالوز، تورانوز، سوفروز، ايزوملتوز، وليوكروز)، ودهون (مثل لوريك، انديسينويك، كبريك، نونانويك، بالميتو لييك، بالميتيك، ميريستو لييك، ميرستيك، تراي ديسينويك، ستياريك، لينولييك، أراشيديك)، وأملاح، و18 نوعًا من الأحماض الأمينية (مثل فالين، ألانين، برولين، جليسين وثيريونين، سيرين، حمض جلوماتيك، حمض أسبارتيك)، ومكونات مضادة للجراثيم، وكذلك مجموعة واسعة من فيتامينات “B” (مثل الثيامين، الريبوفلافين، حمض البانتوثينيك، البيريدوكسين، النياسين، حمض الفوليك، الإينوزيتول، والبيوتين)، وكمية بسيطة من فيتامين “C”.
فوائد الغذاء الملكي
يعد الغذاء الملكي وصفة شعبية قديمة تُستخدم لعلاج عديد من المشكلات الصحية، وأهم الفوائد المحتملة للغذاء الملكي:
· له أثر دقيق وفعال في سرعة نمو وتجديد الخلايا.
· تحسين الشهية وزيادة الوزن عند الأطفال.
· تقوية النشاط الجنسي وبناء الحيوانات المنوية وزيادة الخصوبة للرجال والنساء، وذلك لأنه ينشط الغدد الصماء.
· تنظيم مستويات سكر الدم.
· تخفيف الأعراض المرافقة لسن اليأس.
· تحسين صحة القلب والشرايين.
· علاج ارتفاع ضغط الدم، لأنه يوسع الأوعية الدموية.
· علاج جفاف العين، فقد يلعب دورًا في تحفيز الغدد الدمعية على إنتاج الدموع.
· تقوية الذاكرة وزيادة الانتباه والتركيز.
· تخفيف حالات الاكتئاب والحزن والإحباط.
· محاربة علامات شيخوخة البشرة، وتحفيز إنتاج الكولاجين فيها.
· تقوية جهاز المناعة.
· علاج فقر الدم.
· التخفيف من بعض الأعراض والمضاعفات الجانبية التي قد ترافق العلاج الكيماوي.
· تسريع تعافي الجروح والقروح.
ولكن تعتبر الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA) وإدارة الأدوية والأغذية الأمريكية (FDA) أنه لا توجد أدلة وبراهين تدعم وجود فوائد صحية لهذا المنتج، وكل ما سبق ذكره من فوائد لا يزال بحاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيده.
طريقة الاستخدام
يمكن تناول من 4 إلى 5 غرامات من غذاء ملكات النحل يوميًا قبل تناول الفطور، كما يمكن خلطه بالعسل، ويُباع كما هو ضمن عبوات زجاجية بأحجام مختلفة تُحفظ في البراد، كما يتوفر في الصيدليات على شكل كبسولات.
ولا توجد جرعات موصى بها بشكل دقيق ومؤكد، لكن بشكل عام أظهرت دراسات أنه يمكن تناول الغذاء الملكي بجرعات يومية تصل إلى 1000 ملغ لمدة ثلاثة أشهر من دون ملاحظة أي آثار جانبية، ومع ذلك يُنصح بالبدء بجرعة صغيرة جدًا لتجنب أي ردود فعل تحسسية خطيرة قد تحدث.
وعادة ما يبدأ مفعول الغذاء الملكي بعد نحو نصف ساعة إلى ساعة من تناول الجرعة، لكن هذه المدة قد تختلف من شخص لآخر.
ملاحظات
قد يؤدي تناول غذاء ملكات النحل إلى ظهور بعض الأعراض الجانبية، مثل:
· الشعور بالدوار، والإغماء، ومن الممكن علاج هذه الحالة من خلال الإكثار من شرب الماء.
· اضطرابات تنفسية كالسعال أو الشعور بالألم في منطقة الصدر، وتُعالج بشرب مغلي الأعشاب الساخن كالشاي وغيره، ويُنصح بإيقاف تناول الغذاء الملكي عند حدوث هذه الأعراض.
· تهيج القصبات وتفاقم أعراض الربو، لذلك يُنصح مرضى الربو بالابتعاد عن تناول الغذاء الملكي.
· تهيج الجلد، كالطفح الجلدي أو الحكة المستمرة، ويمكن التخفيف من هذه الأعراض من خلال تدليك المناطق المصابة بزيت جوز الهند، أو مزج قليل من الماء مع كمية من كربونات الصودا، وتطبيقه على المناطق المصابة، ويفضّل تكرار هذ العملية مرتين على الأقل في اليوم الواحد.
· الشعور بالغثيان والرغبة بالإقياء، والألم في المعدة.
· احمرار في العينين، ونزول الدموع منهما، مع انتفاخ وألم فيهما، وضبابية في الرؤية.
يُنصح بعدم تناوله مع مميعات الدم، إذ قد يتفاعل سلبًا مع هذه الأدوية مسببًا مضاعفة تأثيرها وإبطاء عمليات تخثر الدم، وبالتالي جعل الشخص عُرضة لنزف كميات كبيرة من الدم عند التعرض لأي حادث بسيط، وكذلك يفضّل الانقطاع عن تناوله قبل الخضوع للعمليات الجراحية بفترة أقلها أسبوعان خوفًا من حدوث نزيف خطير في أثناء العملية أو بعدها.
ويجب عدم تناول الغذاء الملكي من قبل الحامل أو المرأة التي تنوي الحمل، وكذلك المرضعات والأطفال.