قارن قائد جماعة “أجناد القوقاز”، رستم آزييف، المعروف بـ”عبد الحكيم الشيشاني”، حروبه في الشيشان وسوريا وأوكرانيا، بناء على خبرته العسكرية في معاركه ضد الروس.
وقاتل القيادي مع جماعته في سوريا وانتقل منذ شهرين للقتال في أوكرانيا، معتبرًا أن حربه في سوريا كانت واسعة النطاق، فالمقاتلون امتلكوا مساحات حالهم كحال قوات النظام السوري وروسيا.
ووصف آزييف، بحسب ما ترجمته عنب بلدي، حربه في الشيشان ضد الروس عام 2000 بـ”النوم في البرد على أرض خالية”، وحربه في سوريا مثل “فندق ثلاث نجوم”، وفق مقابلة أجرتها صحيفة “Dziennik Polski” البولندية، نشرتها في 13 من كانون الثاني الحالي.
وأوضح آزييف أن المقاتلين في سوريا كانوا يستطيعون معالجة الجرحى، وكانت هناك أسلحة أثقل من بندقية “كلاشينكوف” أو قاذفة قنابل مضادة للدبابات، وكانت لديهم منطقة يسيطرون عليها وحدود مع تركيا يمكن أن يأتي المقاتلون منها، وتمكنهم الأراضي من الانسحاب والمغادرة واستعادة القوة.
وذكر آزييف أنه في الشيشان بعد عام 2000 كانت هناك حرب عصابات وأنشطة تخريبية بحتة، و”العدو” موجود في كل مكان، والسلاح يجب ألا يفارق المقاتل حتى وقت النوم، وذلك في جواب “الشيشاني” عن سؤال حول الاختلافات بين حروبه الثلاث في الشيشان وسوريا وأوكرانيا.
وكانت الحرب الشيشانية الثانية في الفترة من آب 1999 إلى نيسان 2009 بين روسيا وجمهورية إشكيريا الشيشانية على أراضي الشيشان والمناطق الحدودية في شمال القوقاز.
وعن حربه في أوكرانيا قال، إنها “ليست فندقًا بخمس نجوم، بل بسبع نجوم”، فالحرب على نطاق أوسع، ورغم أنها لا تختلف كثيرًا عن الحرب في سوريا، بوجود مدفعية ثقيلة ودبابات، لكن في أوكرانيا لديهم طائرات ومسيّرات، ما يجعل الأمر أسهل.
ولفت “الشيشاني” إلى أن المقاتلين في سوريا لم يكن لديهم أي شيء من هذا القبيل، أو حتى أسلحة مناسبة مضادة للطائرات، “لا صواريخ (ستينجر) أو صواريخ أخرى”.
وتابع آزييف أنه أوضح للسوريين أنه لا يمكن محاربة الأسد والروس مثل أي دولة أخرى، وأن المقاتلين تعرّضوا لخسائر فادحة، وفي عملية واحدة يمكن أن يخسروا ما يصل إلى ألف مقاتل.
واعتبر “الشيشاني” أنها حرب استنزاف، إذ أجرى المقاتلون في سوريا الكثير من العمليات، على نطاق صغير نسبيًا باستخدام مجموعات صغيرة من المقاتلين، كإطلاق نار قناص دقيق، وهجوم مدفعي، وهجوم بالصواريخ، مضيفًا، “قلنا للسوريين: احسبوا أنفسكم وقيسوا قوتكم لنياتكم”.
تحدّث آزييف عن أن الروس سوف يزرعون الفوضى ويدمرون كل شيء من حولهم، إنهم “بحاجة إلى دماء وضحايا، الدم مثل الأكسجين بالنسبة لهم”، مضيفًا أن الروس جربوا الأسلحة الكيماوية المشعة والغاز السام والكلور في سوريا، وقتلوا مئات وآلافًا من النساء والأطفال.
المرتزقة الروس من مجموعة “فاغنر” يقتلون النساء والأطفال وكبار السن بدم بارد، وهم على خط المواجهة في سوريا وأوكرانيا، وهم وقود روسيا ولديها كثير منهم، بحسب آزييف.
وتتكون وحدة “الشيشاني” القتالية من 50 شخصًا، وقاتل فيها أكثر من 100 شخص في بعض الأوقات في سوريا، وقُتل ما لا يزيد على 15 شخصًا منهم، وفق آزييف، الذي قال إنه كان من الصعب الاحتفاظ بهذا العدد الكبير من الناس بشكل دائم، وإن الحرب تكلف المال، وإن بعضهم قرر العودة للقتال في بلده بعد أن تلقى تدريبات في سوريا.
من إدلب إلى أوكرانيا
غادر “عبد الحكيم الشيشاني” إدلب إلى أوكرانيا في تشرين الأول 2022، إلى جانب عدد من مقاتلي جماعته، وتعددت الروايات حول كيفية وصوله.
وتواصلت عنب بلدي مع المكتب الإعلامي لـ”هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في إدلب، في تشرين الأول 2022، للحصول على تعليق أو توضيح حول خروج “الشيشاني” وعناصر جماعته من إدلب، واتهامها بممارسة الضغط على المقاتلين لدفعهم للخروج من المنطقة، لكنها لم تتلقّ ردًا حتى لحظة نشر هذا التقرير.
وفي 7 من كانون الثاني الحالي، نشر جهاز المخابرات الأوكرانية تسجيلًا مصوّرًا لمقاتلين شيشانيين من بينهم قائد جماعة “أجناد القوقاز”، “عبد الحكيم الشيشاني”، على جبهات مدينة باخموت شرقي أوكرانيا.
وتمت ترقية “عبد الحكيم” إلى رتبة عقيد في القوات المسلحة لجمهورية إشكيريا الشيشانية، في 15 من تشرين الأول 2022.
ويتمتع “عبد الحكيم الشيشاني” بخبرة كبيرة في مجال الحروب، وكذلك فإن مقاتلي الجماعة ليسوا عسكريين خفيفي الوزن، ولا هم جنود ثروة يسعون للدخول في اتفاق مع الأوكرانيين المحاصرين مقابل مكاسب مادية، وفق مؤسسة “Jamestown” الاستراتيجية الأمريكية.
وذكرت المؤسسة أن المقاتلين يتمتعون نسبيًا بخبرة قتالية تزيد على 100 عام، ويبدو أن نية أوكرانيا في استخدامها بشكل جيد مدروسة جيدًا.
اقرأ أيضًا: “جهاديون” تحت قبضة “جهاديين”
–