السويداء.. الموقف من الأسد يسبب انشقاقات داخل “رجال الكرامة”

  • 2023/01/12
  • 3:53 م
مدخل مضافة الكرامة في بلدة المزرعة غربي السويداء- 31 كانون الثاني 2022 (مضافة الكرامة/ فيس بوك)

مدخل مضافة الكرامة في بلدة المزرعة غربي السويداء- 31 كانون الثاني 2022 (مضافة الكرامة/ فيس بوك)

أعلنت مجموعة عسكرية تابعة لحركة “رجال الكرامة” في محافظة السويداء، تعليق عملها مع الحركة لـ”أسباب داخلية” لم تذكرها.

ونشر قائد المجموعة العاملة في بلدة الكفر شرقي السويداء، أيسر مرشد، عبر حسابه الشخصي في “فيس بوك”، في 9 من كانون الثاني الحالي، أن التعليق جاء بموافقة الأغلبية العظمى من العاملين في المجموعة، دون الإشارة إلى الأسباب، مكتفيًا بوصفها بـ”الأسباب الداخلية”.

وبحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي من ناشطين مطلعين على عمل الحركة، فإن قيادة “رجال الكرامة”، المتمثلة بالشيخ يحيى الحجار، طالبت مجموعات منها بتسليم أسلحتها في حال قررت الخروج من صفوف الحركة، وهو ما رفضته هذه المجموعات.

وفضّلت المجموعات التوجه إلى “مضافة الكرامة” التي يمثلها الشيخ ليث البلعوس، نجل مؤسس حركة “رجال الكرامة” الشيخ وحيد البلعوس، الذي استقل عن “الحركة” إثر خلافات مع قائدها الحجار على خلفية مواقف الجانبين من النظام السوري، إذ يعارض البلعوس النظام، بينما يعتبر الحجار على علاقة جيدة بمؤسساته الأمنية.

البلعوس: نحن ضد المتعاملين مع النظام

للتحقق من صحة المعلومات التي تتحدث عن خروج مجموعات من “رجال الكرامة” وتوجهها إلى “مضافة الكرامة”، تواصلت عنب بلدي مع الشيخ ليث البلعوس، الممثل لـ”مضافة الكرامة” التي أسسها والده عام 2013، إذ قال إن بعض المجموعات خرجت فعلًا من “الحركة” باتجاه “المضافة”.

وأبدى استعداد “مضافة الكرامة” لاستقبال جميع المجموعات و”البيارق” الراغبة بالعودة إلى “المضافة”، مشيرًا أنها بمنزلة “منزل صغير” بالنسبة لجميع مجموعات الحركة.

بينما استثنى البلعوس قياديين في “الحركة” ممن وصفهم بـ”المتورطين بدماء الشهداء” في تفجير السويداء عام 2015، “الذي استهدف المؤسس الشهيد الشيخ وحيد البلعوس ورفاقه، والأطفال والنساء والمدنيين، ومن تعامل مع النظام وأجهزته الأمنية، ومن تآمر على السويداء”، دون الإشارة إلى أشخاص على وجه الخصوص.

أين يصطفّ الحجار؟

منذ عام 2022، طفت خلافات داخلية بين “رجال الكرامة” على السطح، عندما استقل ليث البلعوس عن الحركة بعدما كان يشغل منصب قائد عسكري لها، لأسباب لم تكن واضحة حينها.

ومع بدء الأعمال العسكرية ضد العصابات التابعة للنظام السوري في السويداء، ظهر البلعوس في شوارع المحافظة إلى جانب مقاتلين محليين كانوا يلاحقون عناصر وقياديين من هذه المجموعات، إلى جانب إعلانات مستمرة من جانب “رجال الكرامة” المتمثلة بقائدها يحيى الحجار عن مشاركتها بهذه العمليات.

اتضح لاحقًا أن ليث البلعوس شارك مع مجموعات محلية في العمليات القتالية بالمحافظة بمعزل عن “رجال الكرامة”، بينما شاركت الحركة في العمليات العسكرية والأمنية بالمحافظة بشكل منفصل.

اقرأ أيضًا: من يقود العمليات ضد مجموعات النظام في السويداء؟

البلعوس قال لعنب بلدي تعليقًا على الأحاديث التي يتردد صداها في السويداء حول قرب حركة “رجال الكرامة” من “الأمن العسكري” التابع للنظام السوري، إن “من يظهر في تسجيلات مصوّرة شاكرًا رئيس النظام، بشار الأسد، ورئيس شعبة المخابرات العسكرية، كفاح الملحم، فإن تبعيته واضحة لمن”، في إشارة منه إلى تسجيل مصوّر يظهر فيه زعيم الحركة يحيى الحجار شاكرًا رئيس النظام، وكفاح الملحم.

وأضاف أن القائد العسكري المعارض للنظام لا يستطيع أن يذهب إلى ضاحية جرمانا في دمشق وبلدة حضر في القنيطرة، سالكًا طريقه عبر الحواجز الأمنية، في إشارة إلى زيارات أخرى أجراها الحجار إلى تلك المناطق.

البلعوس قال أيضًا، إنه نتيحة مواقف “مضافة الكرامة” المناهضة للنظام و”مشروع المد الإيراني في السويداء” لا يستطيع التحرك خارج المحافظة مترًا واحدًا، وهو ما يشمل جميع العاملين في “المضافة”، مشيرًا إلى أن معظم العاملين إلى جانبه محكومون غيابيًا بـ”الإعدام”.

الحجار: الدولة عدو المواطن

في 4 من كانون الثاني الحالي، نشرت الصفحة الرسمية لـ”رجال الكرامة” تسجيلًا مصوّرًا يظهر قائد الحركة يحيى الحجار يتحدث خلال اجتماع مع وجهاء من بلدة الحضر بريف السويداء، عبر خلاله عن أن الدولة السورية صارت “عدو المواطن”.

وأشار الحجار إلى أن مشروع الحركة لا يزال متمسكًا بوحدة سوريا، ورافضًا لمشاريع التقسيم، لافتًا إلى أن “الهوية السورية” تجمع السوريين كافة، لكن “الدولة السورية” لم تعطِ السويداء وجميع السوريين حقوقهم.

وعن تهديدات تلقاها ليث البلعوس من “المخابرات الجوية”، مطلع كانون الأول 2022، قال الحجار إن “رجال الكرامة” لا تقبل بمثل هذا النوع من التهديدات لمنزل وحيد البلعوس، الذي كان يعمل سابقًا لأجل أبناء المحافظة.

وسبق أن قال فهد البلعوس، نجل مؤسس حركة “رجال الكرامة” الشيخ وحيد البلعوس، إن رئيس إدارة “المخابرات الجوية” في سوريا، اللواء غسان إسماعيل، هدد “مضافة الكرامة” و”مشيخة العقل” في محافظة السويداء، بالتزامن مع احتجاجات شهدتها المحافظة.

وقال البلعوس لعنب بلدي، إن اللواء إسماعيل هدد “مضافة الكرامة” بالحرق والقتل، عبر اتصاله بالمضافة.

كما فعل الأمر نفسه باتصاله بالرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، وهدده بقتل وحرق أبناء محافظة السويداء، على خلفية اقتحام المتظاهرين مبنى المحافظة في المدينة، وفق البلعوس.

ما “رجال الكرامة”؟

أُسّست حركة “رجال الكرامة” عام 2013، وخرجت من رحم التوترات الأمنية التي عاشتها المنطقة حينذاك، وملاحقة النظام للمطلوبين للخدمة الإلزامية في المحافظة الذين وصلت أعدادهم إلى عشرات الآلاف، وأمّن الشيخ وحيد البلعوس قائد “الحركة” ومؤسسها حماية هؤلاء المطلوبين.

وبعد اغتيال وحيد البلعوس، في أيلول 2015، عيّنت الحركة شقيقه رأفت البلعوس، الذي أصيب في تفجير اغتيال شقيقه أيضًا، قائدًا جديدًا للحركة.

وألقى كلمة اتهم فيها الاستخبارات باغتيال شقيقه، مؤكدًا أن الحركة ستستمر على نفس النهج مع حفاظها على “وحدة سوريا وانتمائها إليها، وتحريم التعدي على السويداء، وتحريم التعدي منها على الآخرين”.

وأشار رأفت البلعوس إلى أنه والحركة “عروبيون وطنيون”، مؤكدًا أن دم أخيه “أمانة في عنقه”، بحسب تعبيره، ومتعهدًا باستمرار الحركة بحماية أهالي السويداء.

وفي شباط 2017، عيّنت “رجال الكرامة” يحيى الحجار قائدًا جديدًا بدلًا عن الشيخ رأفت البلعوس، بسبب حالة الأخير الصحية “السيئة”، ومنذ ذلك الوقت غابت مواقف الحركة التي لطالما عارضت سياسة النظام بالمحافظة.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا