الحسكة.. شركات لنقل الركاب تضرب عن العمل مطالبة برفع التعرفة

camera iconحافلة لنقل الركاب على الخط الواصل بين الحسكة والقامشلي- 4 من كانون الثاني 2023 (عنب بلدي/ مجد السالم)

tag icon ع ع ع

أضرب عدد من شركات نقل الركاب بين مدن القامشلي والحسكة عن العمل، اعتراضًا على عدم تناسب تعرفة الركوب مع أسعار المحروقات في المنطقة، مطالبة برفع التعرفة الحالية.

وأفاد مراسل عنب بلدي في الحسكة، أن شركات للنقل وسائقين أضربوا اليوم، الأربعاء 11 من كانون الثاني، عن العمل في “كراج” القامشلي، مطالبين برفع أسعار تعرفة الركوب بين الريف الشرقي ومركز المحافظة.

منير (34 عامًا) أحد العاملين على خط القامشلي- الحسكة قال لعنب بلدي، إن تعرفة الركوب الحالية تبلغ ثلاثة آلاف ليرة سورية، ولم تعد تناسب الغلاء المعيشي الذي طال كل شيء، فأجور الصيانة والإصلاح مرتفعة، ناهيك بأسعار المحروقات.

وأضاف أن ارتفاع الأسعار تزامن مع ندرة توفر المحروقات، ما يجبر الشركات والسائقين على شراء الوقود من السوق السوداء، وبطبيعة الحال فإن أسعار المحروقات ترتفع مع انخفاض قيمة الليرة السورية، ولا تنخفض مجددًا.

سائقون ممن قابلتهم عنب بلدي في القامشلي قالوا، إن استمرار الأسعار على وضعها الحالي سيؤدي إلى توقف خدمات النقل في المنطقة، إذ يجب رفع سعر تعرفة الركوب حتى خمسة آلاف ليرة سورية للراكب الواحد.

استغلال للركاب

معظم الركاب الذين يتنقلون بين الحسكة والقامشلي هم من طلبة الجامعة والموظفين ومراجعي الدوائر الحكومية في مدينة الحسكة، نظرًا إلى انتشار هذه المؤسسات في المربع الأمني الذي يسيطر عليه النظام في مركز المدينة.

وذكر الركاب ممن قابلتهم عنب بلدي، أن إضراب السائقين في ظل عدم وجود بديل، فتح الباب أمام استغلال جديد لهم من قبل سيارات النقل الخاصة من خارج “الكراج”.

إيفين (21 عامًا)، وهي طالبة في جامعة “الفرات”، قالت لعنب بلدي عبر اتصال هاتفي، إنها اضطرت مع ركاب آخرين إلى حجز حافلة (سرفيس) من خارج “الكراج”، ودفعوا 11 ألف ليرة سورية مقابل الذهاب والإياب من القامشلي إلى الحسكة.

أحد موظفي قطع التذاكر في “كراج” الحسكة قال لعنب بلدي، إن أربع شركات أوقفت الحجز ابتداء من 14 من كانون الثاني الحالي، للمطالبة برفع تعرفة الركوب بين القامشلي ودمشق من 34 ألف ليرة سورية للراكب الواحد إلى 60 ألف ليرة لرحلات “الدرجة الاقتصادية”، ومن 42 ألف ليرة إلى 75 ألفًا لرحلات “رجال الأعمال”.

وأضاف الموظف، طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن شركات النقل تفرض تعرفة ركوب خلال العودة إلى الحسكة أغلى منها في الذهاب بنحو 15 ألف ليرة، إذ لا تتدخل “الإدارة الذاتية” بتحديد أسعار تذاكر العودة إلى القامشلي.

رئيس اتحاد السائقين التابع لـ”الإدارة الذاتية”، ياسر حوري، قال في تصريح لراديو “آرتا” اليوم، الأربعاء، إن طلب زيادة تعرفة الركوب رُفض من قبل المعنيين “للعبء المالي الذي ستشكّله على السكان، في وقت تتسلّم فيه الشركات مخصصات باصاتها من وقود المازوت بسعر مدعوم هو 85 ليرة سورية لليتر الواحد”.

وأضاف أن “إدارة النقل في الحسكة وفرت بالتعاون مع اتحاد السائقين، حافلات كبيرة (بولمان) لتأمين النقل للركاب المتجمعين في كراجات الحسكة والقامشلي عقب تنفيذ الإضراب”.

أسوة بمناطق نفوذ النظام

مع بداية اشتداد أزمة المحروقات في مناطق سيطرة النظام السوري، أعلنت اثنتان من كبرى شركات نقل الركاب (السفريات) في سوريا إيقاف رحلاتهما الداخلية بين المحافظات، بسبب انقطاع مادة المازوت من الأسواق، لكنهما عادتا لتسيير رحلات محدودة بعد بضعة أيام على الإعلان.

وقال موقع “بزنس 2 بزنس” المحلي، في 17 من كانون الأول 2022، إن شركة “علي السراج” ومقرها حماة، أوقفت رحلات نقل الركاب حتى إشعار آخر.

مراسل موقع “أثر برس” المحلي في حماة أيمن الفاعل، نشر عبر “فيس بوك”، مطلع الشهر الماضي، صورًا تظهر خلو صالات الشركة من المسافرين، بسبب تعليق الرحلات إثر أزمة المحروقات.

ونقل الفاعل عن عضو المكتب التنفيذي في محافظة حماة لقطاع النقل والشركات أمين العبد الله، أن محافظة حماة خصصت خمسة آلاف ليتر من المحروقات لشركة “الأهلية” للنقل، إضافة إلى ثلاثة آلاف ليتر لشركة “علي السراج”، وألفي ليتر لشركة “عدرا” للنقل.

ولم تتسلّم شركات النقل أكثر من نصف الكميات التي تحدث عنها عضو المكتب التنفيذي للمحافظة، بحسب الفاعل.

في حين تستمر أزمة المواصلات في محافظات عديدة ضمن مناطق سيطرة النظام السوري، بينها محافظتا حماة وحمص، إذ لا تسيّر سوى رحلات معدودة خلال اليوم الواحد.

شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في الحسكة مجد السالم.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة