توافق اليوم الأربعاء ذكرى مقتل الصحفي الفرنسي جيل جاكييه في مدينة حمص، وسط سوريا، قبل 11 عامًا.
ويعتبر جاكييه أول صحفي غربي يُقتل في سوريا، خلال تغطيته الميدانية حينها لتطورات الثورة لمصلحة قناة “فرانس 2” الفرنسية.
وخلال وجوده مع وفد صحفي مصرح له رسميًا بالدخول إلى المنطقة، قتلت قذيفة هاون جاكييه (44 عامًا) في 11 من كانون الثاني 2012.
مدير الأخبار في التلفزيون الفرنسي حينها، لفت إلى أن أمورًا غريبة رافقت حادثة مقتل جاكييه، ومنها اختفاء العسكريين السوريين المرافقين للوفد الصحفي، بالإضافة إلى وجود كاميرات ومراسلين للتلفزيون السوري في موقع الحادث.
وكان جيل جاكييه أحد كبار مراسلي “فرانس 2” منذ عام 1999، كما غطى وقائع حروب في دول مختلفة، مثل العراق وأفغانستان وكوسوفو.
كما حصل عام 2003 على جائزة “ألبيرت لندرس” (جائزة فرنسية مقدّمة للصحفيين، شبيهة بجائزة “بولترز”، وينالها شخصان سنويًا”.
ووفق ما نقلته قناة “فرانس 24“، فجاكييه كان ضمن مجموعة صحفيين سمح لهم النظام السوري بزيارة حمص حين كانت معقلًا للاحتجاجات الشعبية.
وطالب وزير الخارجية الفرنسي في ذلك الوقت، آلان جوبيه، النظام بضمان أمن الصحفيين الدوليين العاملين على أراضيها، وحماية حرية الإعلام.
وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي حينها، كاثرين أشتون، وبعد يوم واحد من مقتل جاكييه، دانت الحادثة، مطالبة بإجراء تحقيق سريع لكشف ملابسات مقتله.
النظام متهم
بحسب تقرير نشرته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، في 1 من كانون الأول 2012، فالجهة الوحيدة التي كانت على علم بوجود صحفيين غربيين في حمص هي النظام السوري.
وبالنظر إلى مقتل جاكييه جراء الإصابة بقذيفة هاون سقطت بين مجموعة صحفيين، بيّنت الصحيفة أنه من غير المعروف ما إذا كانت قوات المعارضة حينها تعرف كيفية استخدام هذه القذائف.
إلى جانب ذلك، فالصحفي المتخصص في الشؤون العسكرية بيير سيرفنت، أوضح عبر برنامج “المبعوث الخاص”، وهو برنامج يستعرض تحقيقات يعدّها صحفيون فرنسيون، أن القذيفة أُطلقت بشكل أعمى في مدى أقصاه ثلاثة كيلومترات، وفق ما نقلته صحيفة “لوموند” الفرنسية.
ولفتت الصحيفة حينها إلى أن قوات “الجيش السوري الحر” نادرًا ما تمتلك قذائف هاون، على اعتبار أن التعامل معها مسألة أكثر تعقيدًا.
كما ذكرت أن الصحفيين الغربيين المرافقين لجثة جاكييه، تعرّضوا لمضايقات من قوات النظام التي أرادت نقل الجثة إلى العاصمة دمشق، وتشريحها على الفور.
وزار السفير الفرنسي حينها، إريك شوفالييه، برفقة وحدة من القوات الخاصة الفرنسية المستشفى قبل نقل الجثة إلى باريس في 13 من كانون الثاني 2012.
وتحدّثت “لوموند” عن وجود فريقين من التلفزيون السوري الرسمي في المستشفى، لمحاولة استغلال مقتل الصحفي الفرنسي، وتحميل من يسميهم “الإرهابيين” المسؤولية.
وفي تقرير صدر في 3 من أيار 2021، بالتزامن مع “اليوم العالمي لحرية الصحافة”، أحصت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل أكثر من 709 صحفيين وعاملين في مجال الصحافة والإعلام، منذ بدء الاحتجاجات في سوريا عام 2011، بينهم 52 تعرضوا للقتل تحت التعذيب.
–