ظهرت لافتات لبعض الجماهير بملاعب رياضية في سوريا، حملت شعارات بعيدة عن عالم الجلد المدوّر، منتقدة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية، وشاكية ثقل الأيام وصعوبتها.
وتصدّرت هذه اللافتات مدرجات الملاعب مع استئناف الأنشطة الرياضية في مناطق سيطرة النظام السوري، بعد توقفها لنحو شهر إثر أزمة المحروقات الحادة.
“الحياة صارت صعبة، الناس مقهورة من غلا الأسعار، يا رب خلّصنا من رجس التجار”، شعارات حملت أوجاع السكان في تلك المناطق، ووجدت من مدرجات كرة السلة متنفسًا لها لإيصال الشكوى والانتقاد.
وحمل جمهور نادي الوثبة وجاره الكرامة بعضًا من هذه اللافتات في صالة “غزوان أبو زيد” بمدينة حمص خلال مباراة جمعتهما، في 8 من كانون الثاني الحالي.
وتشهد سوريا واقعًا اقتصاديًا مترديًا وأزمة اقتصادية خانقة ارتفعت حدتها منذ شهرين بسبب أزمة المحروقات في تلك المناطق.
وأثّرت أزمة المحروقات على قطاعات عديدة وأحدثت شللًا فيها، وسط غياب الإجراءات الحقيقية لتخفيف وطأتها على المواطنين.
الشعارات ليست بجديدة على روابط جماهير الأنشطة الرياضية (الألتراس) في سوريا، لكنها لم تكن تتضمّن انتقادًا للواقع أو نقلًا لشكوى أو هموم.
ومنذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، لم تحمل روابط جماهير أغلبية الأندية السورية شعارات بشأن ما يجري في الشارع السوري، ولم تواكب الاحتجاجات الشعبية، وعلى عكس ذلك، بدأت جماهير بعض الأندية بحمل شعارات مؤيدة لبقاء النظام السوري ورئيسه بشار الأسد.
كما تحمل بعض لافتات روابط الجماهير عبارات “عنصرية ومهينة” للجمهور الخصم، كما أصبحت حوادث الشغب والتعدي سواء من اللاعبين أو الجمهور خلال المباريات ظاهرة منتشرة في معظم المنافسات والبطولات، ولا تقتصر على منافسات كرة القدم.
وتعتبر الرياضة في سوريا بعيدة عن أولويات النظام السوري، الذي يرى فيها مجرد أداة لتأكيد حضوره خارجيًا، حسب ملف أعدّته عنب بلدي سابقًا، أشار إلى اتهامات بـ”الفساد والواسطة” للمنظومة الرياضية السورية.
ووجّهت عديد من الاتهامات لرأس الهرم في الاتحاد الرياضي، فراس معلا، بإقحام السياسة و”الوطنية” في الرياضة، الأمر الذي جعل عديدًا من الرياضيين والمدربين والقامات الرياضية خارج منظومة الرياضة في سوريا.
وتعاني الأندية في سوريا ضائقة مالية تضاف إليها عقوبات متكررة يفرضها اتحاد الكرة، سواء على لاعبين وإداريين، أو بحق الأندية أو الجماهير، لأسباب متعددة، أبرزها الشغب والتعدي على الحكام.
–