أعلنت إسبانيا إعادة امرأتين إسبانيتين و13 طفلًا من مخيم “روج”، شمال شرقي سوريا، الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، حيث يُحتجز عديد من زوجات وأرامل وأطفال المتهمين بانتمائهم لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الإسبانية اليوم، الثلاثاء 10 من كانون الثاني، أن “الحكومة أعادت للتو امرأتين و13 قاصرًا إسبانيًا من مخيمات النازحين السوريين”، وهبط الإسبان العائدون في مطار “توريجون دي أردوز” العسكري بالقرب من مدريد، في وقت متأخر الاثنين، بعد حوالي شهرين من موافقة الحكومة الإسبانية على إعادتهم.
وأضاف البيان أنه قُبض على المرأتين لدى وصولهما، وستقفان أمام قاضٍ في المحكمة الوطنية، أعلى محكمة جنائية في إسبانيا، فيما أوضح متحدث باسم المحكمة أنهما ستمثلان أمام المحكمة صباح غد، الأربعاء، بتهم تتعلق بالإرهاب.
ونُقل الأطفال الـ13 إلى رعاية الخدمات الاجتماعية في مدريد، بحسب البيان.
وبررت الوزارة تأخر عملية الاستعادة التي أعلنت عنها في تشرين الثاني من 2022، بـ”تعقيد العملية” و”خطورة الوضع” في المخيمات السورية.
وقالت صحيفة “إل موندو” الإسبانية، إن المرأتين وصلتا مع أطفالهما التسعة، الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة و15 عامًا، في حين قالت صحيفة “إل بايس” الإسبانية، إن الأطفال الأربعة الآخرين كانوا أيتامًا ترعاهم إحدى النساء.
وكانت إسبانيا وافقت، في تشرين الثاني 2022، على إعادة ثلاث نساء، لكن المرأة الثالثة، التي قالت صحيفة “إل بايس”، إنها كانت معلمة من مدينة سبتة الإسبانية، لم تجرِ إعادتها بسبب مشكلات بالاتصال معها في المخيم الآخر (الهول).
واحتُجزت النساء الإسبانيات في المخيمات شمال شرقي سوريا منذ عام 2019، حين هُزم التنظيم وخسر آخر معاقله في الباغوز.
“أنقذوا الأطفال” ترحب وتحث على الإكمال
أصدرت منظمة “أنقذوا الأطفال” الدولية بيانًا اليوم، الثلاثاء، يرحب بالخطوة الإسبانية بإعادة 13 طفلًا وامرأتين إلى الوطن من مخيم “روج” “غير الآمن وغير الصحي”، كأول عملية إعادة إلى الوطن من قبل إسبانيا من جهة، والأولى من المخيمات حتى الآن هذا العام من جهة أخرى.
وحثّت المنظمة إسبانيا على إعادة الأطفال الأربعة وامرأة واحدة لا يزالون في المخيمات “على وجه السرعة”، وأضافت أنه يتعيّن على الدول الأخرى أيضًا أن تحذو حذوها وتعيد آلاف الأطفال العالقين هناك.
وعلّق مدير عمليات برنامج منظمة “أنقذوا الأطفال” في سوريا، مات سوغرو، على العملية قائلًا، “سيكون هذا بمنزلة ارتياح كبير، ويمثّل بداية إيجابية للغاية لهذا العام بالنسبة لهؤلاء الأطفال، عليهم الآن ترك حياة المخيمات وراءهم وأن يتطلعوا إلى مستقبل أفضل”.
وأضاف، “يستحق الأطفال السبعة آلاف الباقون في المخيمات ذات المصير، لذا يجب تكثيف الجهود لإعادة كل واحد منهم إلى الوطن على وجه السرعة”.
يعيش نحو 56 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، محتجزين في مخيمَي “الهول” و”روج”، أكثر من 18 ألفًا منهم سوريون، وحوالي 28 ألفًا من العراق، وأكثر من عشرة آلاف من حوالي 60 دولة أخرى، 60% منهم أطفال.
ويوجد في المخيمات نحو 80% من الأطفال تقل أعمارهم عن 12 عامًا، و30% دون سن الخامسة، حيث قضى عديد منهم معظم حياتهم فيها.
وأصدرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية تقريرًا، في تشرين الثاني 2022، يسلّط الضوء على مصير الأطفال الأجانب العائدين من المخيمات، وأوضح التقرير أن الأطفال يندمجون بنجاح في بلدانهم الأصلية، وعلى حكوماتهم إزالة أي حواجز تحول دون إعادة الإدماج الفعال، وضمان ألا تسبب سياساتها الخاصة بالعودة ضررًا لا داعي له لمواطنيها من الأطفال.
في عام 2022، أعيد 517 طفلًا وامرأة من مخيمَي “الهول” و”روج” من قبل 12 دولة، وهو ما يمثّل زيادة بنسبة 60% مقارنة بعام 2021، و84% من عام 2020.
–