قائد “أجناد القوقاز” يقاتل في أوكرانيا ويثير سجالًا شمالي سوريا

  • 2023/01/09
  • 3:41 م

قائد جماعة “أجناد القوقاز”، رستم آزييف، المعروف بـ”عبد الحكيم الشيشاني” (تعديل عنب بلدي)

أعاد تسجيل مصوّر ظهر فيه قائد جماعة “أجناد القوقاز”، رستم آزييف، المعروف بـ”عبد الحكيم الشيشاني”، على جبهات القتال في أوكرانيا، الحديث عن الجماعة وتركها ساحات القتال في شمال غربي سوريا.

ظهور “الشيشاني” فتح الباب أيضًا أمام سجال في الشمال السوري بين من انتقد ازدواجية المعايير حول التمييز بين “الإرهاب” و”التطوع” في القتال على الجبهتين، ومن وجّه أصابع الاتهام لـ”هيئة تحرير الشام” بأنها قوّضت قدرة الجماعة وضيّقت عليها في مناطق سيطرتها.

على جبهات أوكرانيا

في 7 من كانون الثاني الحالي، نشر جهاز المخابرات الأوكرانية تسجيلًا مصوّرًا لمقاتلين شيشانيين من بينهم قائد جماعة “أجناد القوقاز”، “عبد الحكيم الشيشاني” على جبهات مدينة باخموت شرقي أوكرانيا.

وقال إن المتطوعين الشيشان، كجزء من الفيلق الدولي، يواصلون الدفاع عن أوكرانيا في النقاط الساخنة بالجبهة، ومن بين المتطوعين “عبد الحكيم” بطل شعب إيشكيريا الشيشانية، الذي تقاتل فرقته ضد الروس.

وفي 15 من تشرين الأول 2022، تمت ترقية “عبد الحكيم” إلى رتبة عقيد في القوات المسلحة لجمهورية إيشكيريا الشيشانية.

https://www.youtube.com/watch?v=_5f2Yc8nNl8

ثلاث روايات

غادر “عبد الحكيم الشيشاني” إدلب إلى أوكرانيا في تشرين الأول 2022، بالإضافة إلى 25 عنصرًا من جماعته، بعد التنسيق مع مجموعات عسكرية من كتيبة “الشيخ منصور” الشيشانية، التي تقاتل إلى جانب القوات الأوكرانية ضد الروس، وفق تقرير نشره موقع “المونيتور“، حينها.

في حين قالت الباحثة الروسية- الأمريكية، وزميلة أبحاث في جامعة “هارفارد”، فيرا ميرونوفا، عبر “تويتر“، إنه عندما بدأت الحرب في أوكرانيا تم اعتقال “الشيشاني” من قبل السلطات التركية بتهمة القتل، ولكن تم الإفراج عنه في تشرين الأول 2022، وفي أقل من أسبوع ظهر في أوكرانيا.

حساب “Muslim” المهتم بنشر الأخبار عن الجماعات الشيشانية قال، إن السلطات التركية اعتقلت “الشيشاني” بسبب تصريح لرجل الأعمال إريك جافاروف (الذي تم اعتقاله مؤخرًا في هولندا) حول ابتزاز الأموال، وواجه “الشيشاني” المحاكمة مرتين في اسطنبول، وتم الإفراج عنه بعد ستة أشهر، وأُسقطت جميع التهم.

وقالت مؤسسة “Jamestown” الاستراتيجية الأمريكية، إنه مع تصاعد الضغط من “هيئة تحرير الشام”، تم تفكيك مجموعات المتطوعين الأجانب الأخرى أو استيعابها في فصائل أكبر، الأمر الذي أجبر بعض القادة على الانتقال إلى تركيا، ومنهم “الشيشاني”.

في عام 2021، اعتقلت المخابرات التركية (MİT) فرقة اغتيال قالت إنها خططت لاغتيال اثنين على الأقل من المهاجرين الشيشان، بناء على أوامر من رئيس الشيشان، رمضان قديروف، وكان الهدف من عملية الاغتيال “عبد الحكيم الشيشاني”.

قائد جماعة “أجناد القوقاز”، رستم آزييف، المعروف بـ”عبد الحكيم الشيشاني”، على جبهات القتال في مدينة باخموت شرقي أوكرانيا- 7 من كانون الثاني 2023 (Defence intelligence of Ukraine)

اتهامات شمالي سوريا

ظهور “الشيشاني” في أوكرانيا فتح باب سجال بالشمال السوري بين قياديين في فصائل معارضة، يسود بينهم خلاف قديم متجدد، واتهامات بين قياديين في “هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في إدلب، ومعرفات تابعة لـ”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا.

مؤسس وكالة “ثقة”، ماجد عبد النور، نشر عبر “تويتر” أن الشيشانيين الذين كانوا يقاتلون في سوريا معظمهم اليوم أصبح في أوكرانيا، حيث هناك لا تهم “الإرهاب” تلاحقهم، ولا الخوف من سقوط الأسلحة النوعية بأيديهم.

وذكر أنهم هناك يقاتلون و”الباتريوت والجافلين والهيمارس” تتدفق عليهم، وهناك أصبح اسمهم “المتطوعون الأبطال”، وهنا سمُوا بـ”الإرهابيين المتشددين”.

القيادي العسكري في “تحرير الشام“، ميسر بن علي الجبوري (الهراري)، المعروف بـ”أبو ماريا القحطاني”، رد على ما نشره عبد النور، بأنه في أوكرانيا لا يوجد عندهم “مجلس إسلامي يقعدنهم ولا مزمجر ثورة يحرض عليهم” (في إشارة إلى معرفات محلية في الشمال السوري)، ولا يوجد عملاء يعملون ضدهم، وليس لبوتين أذناب بينهم يحرضون عليهم.

من جهتها، معرفات تابعة لـ”الجيش الوطني” ومقربة منه، ردت على كلام “القحطاني” بأن ذلك جرى لعدم وجود قيادي كـ”أبو محمد الجولاني” (قائد تحرير الشام) يُلاحقهم، ولا “قحطاني” يبغي عليهم.

وتابعت أنه “لا مظهر الويس (شرعي في تحرير الشام) يُفتي بإخراجهم من الجبهات، ولا إعلام رديف مرقّع يشوّه سمعتهم، ولا عملاء باسم الدين يُعطون للروس موقع منزل (مسلم الشيشاني) ليُقصف بالطائرات”.

ولفتت المعرفات إلى أن “هيئة تحرير الشام” هي التي ضيّقت على المقاتلين وأخضعتهم لسياستها.

قائد جماعة “أجناد القوقاز”، رستم آزييف، المعروف بـ”عبد الحكيم الشيشاني” على جبهات القتال في مدينة باخموت شرقي أوكرانيا- 7 من كانون الثاني 2023 (Defence intelligence of Ukraine)

تضييق وإحكام القبضة

رغم نفي “تحرير الشام” وجود سياسة ممنهجة تجاه المهاجرين والمقاتلين الأجانب، معتبرة أنهم “لا يزالون في صف الثورة ومع مشروعها ومع قيادتها”، فإنها عملت على بسط سيطرتها من خلال حل بعض الفصائل وإزاحتها، ومصادرة أسلحتها، وإجبارها على التماشي مع سياستها.

وسبق أن قال “الجولاني” إن هؤلاء المقاتلين “جزء منا، يختلطون بالناس، وهم سعداء بالناس والناس سعداء بهم، ولا يشكّلون خطرًا لدولتنا، وهم موجودون تحت السياسة التي أسسناها”، وذلك خلال لقاء أجراه مع صحيفة “Independent“، بنسختها التركية، في 5 من أيلول 2021.

ومع كل عملية أو حادثة يتعرض لها المقاتلون الأجانب من اعتقال أو إفراج، أو اغتيال وتصفية بطريقة ما، تلتزم “تحرير الشام” الصمت، تاركة الحدث للمرور دون تعليق رسمي من قبل متحدثيها أو مسؤوليها، باستثناء بعض الحالات التي تطفو على السطح، وخلافًا لما درجت عليه العادة منذ انخراطهم بالعمل العسكري في سوريا عام 2011.

وتواصلت عنب بلدي مع المكتب الإعلامي لـ”تحرير الشام”، في تشرين الأول 2022، للحصول على تعليق أو توضيح حول خروج “عبد الحكيم الشيشاني” وعناصر جماعته من إدلب، واتهامها بممارسة الضغط على المقاتلين لدفعهم للخروج من المنطقة، لكنها لم تتلقَّ ردًا حتى لحظة نشر هذا التقرير.

ومن المتوقع مغادرة مزيد من القادة في إدلب إلى أوكرانيا، هربًا من “حملة القمع” التي تقودها “تحرير الشام”، وللانتقام من روسيا، وقوات حليفها الشيشاني رمضان قديروف، وفق موقع “المونيتور”.

ويعد “عبد الحكيم الشيشاني” القائد العام لـ”أجناد القوقاز”، ويتمتع بخبرة كبيرة في مجال الحروب، وكذلك فإن مقاتلي الجماعة ليسوا عسكريين خفيفي الوزن، ولا هم جنود ثروة يسعون للدخول في اتفاق مع الأوكرانيين المحاصرين مقابل مكاسب مادية، وفق مؤسسة “Jamestown” الاستراتيجية الأمريكية.

وذكرت المؤسسة أن المقاتلين يتمتعون نسبيًا بخبرة قتالية تزيد على مئة عام فيما بينهم، ويبدو أن نية أوكرانيا في استخدامها بشكل جيد مدروسة جيدًا.

اقرأ أيضًا: “جهاديون” تحت قبضة “جهاديين”

قائد جماعة “أجناد القوقاز”، رستم آزييف، المعروف بـ”عبد الحكيم الشيشاني” في أوكرانيا- 8 من كانون الثاني 2023 (Muslim/ تويتر)

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا