درعا.. أجور المياومة ثابتة والأسعار في ارتفاع مستمر
منذ ساعات الصباح الباكر يخرج أنس (38 عامًا) من بيته حاملًا أدواته الزراعية، ليتجه إلى الساحة العامة في بلدة المزيريب بحثًا عن فرصة عمل توفر له قوت يومه.
يمضي أنس ساعات يوميًا بانتظار سيارات المزارعين الباحثين عن عمال مياومة، تتبعها في الأيام التي يكون فيها “محظوظًا” ست ساعات من العمل المتواصل في الأراضي الزراعية، وفق ما قاله الشاب لعنب بلدي.
وفي حين يعاني عمال المياومة انخفاض الأجور، تتفاقم معاناتهم جراء وجود “معلم” يتفق مع المزارعين على عدد العمال وأجرتهم، ويأخذ عمولته من المزارعين.
أجور متدنية
يعاني أنس وعشرات عمال المياومة في درعا تدني الأجور، التي تتراوح بين عشرة آلاف و12 ألف ليرة (حوالي 1.7 دولار أمريكي).
“أجرتي اليومي في حال استطعت تأمين عمل لا تغطي الحد الأدنى من احتياجات أسرتي”، هذا ما قاله أنس حول عجزه عن إعالة أسرته المكوّنة من خمسة أشخاص.
من جهته، برر المزارع أحمد (40 عامًا) عجز المزارعين عن رفع أجور عمال المياومة بالخسائر الكبيرة التي يشهدها العاملون في قطاع الزراعة بدرعا.
وأرجع أحمد ذلك إلى ارتفاع تكاليف الزراعة مقابل انخفاض أسعار المحاصيل جراء كسادها في الأسواق، ما دفع المزارعين لبيعها كـ”مراعٍ للمواشي”.
الأسعار “تحلّق”
شهدت أسعار معظم السلع الغذائية ارتفاعًا كبيرًا منذ مطلع العام الحالي، إذ وصل كيلو السكر إلى 6000 ليرة سورية، والشاي إلى 50 ألف ليرة سورية، والأرز إلى 12 ألفًا، بالإضافة لارتفاع أسعار مختلف أنواع اللحوم.
وقال أنس، “أجرتي تكفي فقط لشراء كيلو أرز”، مشتكيًا من استمرار ارتفاع الأسعار مقابل ثبات أجور عمال المياومة.
ودفعت الظروف المعيشية إسلام (30 عامًا) للعمل في جني الزيتون لتأمين مصروف عائلتها.
وقالت إسلام لعنب بلدي، “الأسعار حلّقت وأجرتنا ثابتة ولم تعد تكفي لشراء أي شيء”، ما أجبرها على شراء معظم السلع الغذائية بكمية ضئيلة وغير كافية.
واشتكت إسلام استغلال التجار الذين يرفعون الأسعار فور انخفاض قيمة الليرة، ولا يخفضونها حتى بعد أن تشهد قيمة الليرة تحسنًا.
ولا تعتبر حال الموظفين بالقطاعين العام والخاص أفضل من عمال المياومة، إذ بلغ متوسط الراتب الشهري في سوريا خلال 2022 نحو 146 ألف ليرة سورية، بحسب موقع “Salary explorer” المختص بأرقام سلم الرواتب والأجور حول العالم.
وشهدت الليرة السورية تحسنًا ملحوظًا خلال الأيام الماضية، وسجل سعر مبيع الدولار اليوم، الأحد، 5925 ليرة سورية، بعد أن وصل قبل أيام إلى نحو 7150 ليرة أمام الدولار الواحد.
من جهته، قال وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، عمرو سالم، لإذاعة “شام إف إم” المحلية في تشرين الثاني 2022، “لا يمكن تخفيض الأسعار للحد الذي نرغب به”، مبررًا ذلك بارتفاع تكاليف المواد.
وأضاف سالم أن “الحكومة تعمل بشكل مستمر على تخفيض الأسعار، لكن دخل المواطن لا يوازي تكلفة السلع، وهنا تكمن المشكلة”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :