النايلون والبلاستيك بدائل سكان مخيم “الركبان” للتدفئة
ينام عمر الحمصي المقيم في مخيم “الركبان” مبكرًا في أيام الشتاء الحالية بهدف توفير حطب التدفئة، و”التقنين” منه حتى تكفيه الكميات التي يمتلكها لكامل فصل الشتاء.
ويعتمد سكان في مخيم “الركبان” على النايلون، وحرق الإطارات والملابس البالية لتأمين التدفئة في ظل تدني درجات الحرارة بالمنطقة الصحراوية الواقعة على الحدود السورية- الأردنية.
اشترى عمر الحمصي هذا الشتاء 200 كيلوغرام من الحطب للتدفئة، وحصل على 160 كيلوغرامًا إضافية وزعتها منظمات إغاثية نشطة في المخيم، موضحًا لعنب بلدي أنه يشعل المدفأة بعد غروب الشمس يوميًا، ويطفئها مبكرًا مع أولى ساعات المساء، بهدف توفير المادة حتى تكفيه لحين انتهاء فصل الشتاء.
يعمل عمر ضمن صيدلية تبيع الأدوية في المخيم، إلا أن فقدان معظم أصناف الأدوية بسبب تشديد الحصار أسهم في تراجع المبيعات، وبالتالي انخفاض دخله الشهري، الأمر الذي لا يسمح له بشراء كميات كبيرة من وسائل التدفئة تكفي طوال الشتاء.
محمد الخالدي، من سكان مخيم “الركبان”، قال لعنب بلدي، إنه استطاع شراء طنين من الحطب بعد استدانة ثمنهما من أحد أقاربه، موضحًا أن معظم سكان المخيم يعتمدون في التدفئة على الحطب بعد غلاء أسعار المازوت ووصول سعر الليتر الواحد منه إلى عشرة آلاف ليرة سورية.
بينما يعتمد من لا يستطيع شراء الحطب من سكان المخيم على النايلون والبلاستيك والإطارات في التدفئة، ما يسبب صدور روائح كريهة مضرة بصحة العائلات.
ويصل سعر طن الحطب الناشف في المخيم إلى نحو مليون و300 ألف ليرة سورية في ظل تراجع القدرة الشرائية لدى معظم سكان المخيم.
كميات لا تكفي وزعتها المنظمات
خلال كانون الأول 2022، وزعت منظمات إغاثية مادة الحطب على سكان المخيم، إلا أن الكميات الموزعة لا تسد حاجة السكان.
وزعت منظمة “غراس الخير” حوالي 80 كيلوغرامًا من المادة لكل أسرة على دفعتين، في حين وزعت منظمة إنسانية أخرى عشرة كيلوغرامات لكل أسرة، وهي كمية لا تكفي إلا للتدفئة لمدة يومين مع “التقنين”.
ومن الصعوبات التي يعانيها سكان المخيم أن بيوتهم مشيّدة من الطين، وبعد سقوط المطر تتعرض للتلف وتدخل المياه الموحلة لداخل البيوت، لذلك يحتاط السكان بجمع تربة ناشفة لتجفيف الجدران.
ويعاني أهالي مخيم “الركبان” ظروفًا اقتصادية صعبة جراء الحصار الذي فرضته قوات النظام السوري، إذ تمنع دخول المواد الغذائية والأدوية، ما يسهم بارتفاع أسعارها وندرتها داخل المخيم.
وكان المخيم قبل عام 2018 يضم حوالي 70 ألف نسمة، إلا أن أغلبية السكان خرجوا باتجاه مناطق النظام السوري، ولم يبقَ فيه سوى ثمانية آلاف نسمة، بحسب ناشطين مطّلعين في المخيم.
وأُنشئ المخيم عام 2014، وينحدر معظم القاطنين فيه من أرياف الرقة ودير الزور وحمص وحماة، وتديره فصائل المعارضة المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :